لارا السيد
مرة جديدة انتصر الرئيس الشهيد رفيق الحريري على القتلة الأغبياء، ومع أهله وناس رسّخ الرئيس سعد الحريري مشروع الحلم بلبنان الذي أراده رفيق للوطن، ومن قلب بيروت حيث كان الموعد عند ضريحه، نبض مشروعه مجدداً معلناً أنه لن يُهزم، فالأوفياء حضروا ليرفعوا راية المضي قدماً مهما غلت التضحيات.
صدحت حناجرهم بعبارات الوفاء، والتحمت مع أصواتهم بكلام اختصرته ملامح وجودهم في يوم اللقاء مع "ابن الحبيب"، فكان المشهد أبلغ تعبير عن التمسك بلبنان الاعتدال الذي سينهض من كبوته، فاتحدوا صفّاً واحداً، من الشمال والجنوب مروراً بالبقاع وجبل لبنان والشوف، وصولاً الى بيروت، حيث تلاقوا في ذكرى الرئيس الشهيد مع الرئيس الحريري ليتشاركوا في الوقوف حزناً على خسارة وطن سيبقى عصيّاً على المتاجرين به وبشعبه.
احتشدوا الى جانب الحريري الإبن، وكانوا كما دوماً معه، ومطلبهم الواحد "ممنوع تفل"، وهم اختلفوا في اختيار عبارات المحبة، ووحدهم التوق الى عودة من سيمكنهم ان يستعيدوا ومعهم لبنان الأمل بمستقبل يشبههم.
بين دعاء مسنة وتهليل طفل، ودمعة شيخ وضحكة طفلة مع اندفاعة الشباب، كان "السعد" الجامع المشترك على وجوههم برؤية "حبيب الروح" ، فتعانقت الأمنيات ،علّها تتحول الى واقع يرتجونه، ويعيدهم الى سكة الحياة، ولمتزجت بغصّة طوقت المكان، حين صمتوا جميعاً في اللحظة التي توقفت فيها عقارب الزمن لتخطف من كان بوصلة الأمان للبنان، وما وجودهم أمام ضريحة وأضرحة رفاقه الشهداء، بعد 19 عاماً، سوى تأكيد على أن من قال " ما في حدا أكبر من بلدو"، سيبقى اسمه خالداً كما أرز لبنان.
من محيط مسجد محمد الأمين، مروراً بساحة الشهداء، وصولاً الى مكان جريمة العصر في السان جورج، وما بينهم بيت الوسط وكل شبر من لبنان، قالوها بالفم الملآن، بأن "الحريرية" متجذرة في قلوب من لم يساوموا على "خيانة" حلم الوطن.
تعانقوا من كل المناطق في مشهد كان بحد ذاته رسالة ساطعة وصادقة، تحت راية الإيمان بأنه "ما بصح إلا الصحيح"، وتقاطروا منذ الصباح، ليكونوا على الموعد، في يوم الوفاء للشهيد ورفاقه، والتأكيد على أن مشروعه لن يموت والنضال مستمر بالوقوف الى جانب "السعد" حتى الرمق الأخير.
تقاطرت الوفود الرسمية والشعبية للقاء ابن الحبيب تحت مظلات المحبة تحدوا المطر وانتظروا لساعات بعد ان حاوطوا ضريح الشهيد حيث تجمهروا غير آبهين بتقلبات الطبيعة، فهم ثابتون بوفائهم له ولسعدهم الذين رفعوا صوره الى جانب الرفيق، وتشاركوا سويا بعبارات الترحيب والتأييد واجمعوا على مطلبهم بثلاث كلمات:" خليك معنا ما تتركنا"، وهو بادلهم التحية تحت زخات مطر رحبت به معهم، فأبى الا ان يلقي عليهم التحية، فاتحدوا سوياً في لوحة صادقة تعكس حقيقة سطعت جلية بأن "المحبة من الله" لرئيس لم يكن يوما الا وفيا لناسه كما وطنه، وأثبت أنه كان وسيبقى الأول على عرش قلوبهم.
عاهدوه على الوقوف معه الى أن بحين "الوقت" كما قال، وساروا من الضريح الى بيت الوسط حيث جددوا له مطلبهم بالعودة ، فهو بالنسبة لهم من سيعيد اليهم كما لبنان الأمل والحلم.
قرأ معهم الفاتحة مجددا من هناك عن روح الرئيس الشهيد، واختار من بيت الوسط حيث توافد المحبون الى القاء كلمة فيهم حملت في طياتها الكثير من الرسائل بقوله:" كل شي بوقتو حلو وسعد الحريري ما بيترك الناس قولوا للكل انتوا رجعتوا للساحة وبلاكن ما في شي ماشي بالبلد."، لان "نبض البلد هنا، حافظوا على النبض، حافظوا على البلد، ونحن سويا وانا الى جانبكم، وكل شي بوقتو حلو".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.