على وقع تقاطع الحضور الرسمي اليوناني - القبرصي في بيروت، فرض ملف النفط والغاز نفسه بقوة على طاولة البحث من منطلق سياسي وسيادي في ضوء تأكيد رئيس الجمهورية ميشال عون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اليوناني بروكوبيوس بافلوبولوس اليوم على "حق لبنان باستخراج النفط والغاز ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة"، معلناً في المقابل "رفض الانضمام الى أي منتدى أو آلية تعاون تشارك فيها إسرائيل لا سيما منتدى غاز شرق المتوسط".. فما هو هذا المنتدى ومن يضم وما هي أهدافه؟
في كانون الثاني الماضي وتحت عنوان "منتدى غاز شرق المتوسط"، وبدعوة من وزير البترول المصري طارق الملا، عُقد في القاهرة اجتماع لوزراء بترول الدول المصدرة والمستوردة والعابرة للغاز في شرق المتوسط، أي مصر وفلسطين والأردن وقبرص وإسرائيل واليونان وإيطاليا، هدفه تأكيد التزام هذه الدول بتعزيز التعاون وبدء حوار منهجي منظم حول سياسات المنطقة المتعلقة بالغاز الطبيعي، بما يؤدي إلى تنمية سوق الغاز الإقليمية. وإثر انتهاء الاجتماع، أعلنت الرئاسة المصرية عن تأسيس "المنتدى" على أن يتخذ من العاصمة المصرية، مقراً لأعماله.
وبينما يرى البعض أن هذا المنتدى، يُشكل فرصة للدول المتوسطية بغية تحقيق تعاون أكبر يعود بالنفع عليها، خصوصاً في ظل وجود احتياطات كبيرة من الغاز في هذا الإقليم، تقدر بنحو 122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي. أتى رفض الرئيس اللبناني الإنضمام إليه، ليمثّل بحسب ما صرّح عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب فادي علامة لـ"مستقبل ويب"، مواجهة رئاسية واضحة وصريحة "لأي مشروع يُلزم لبنان بالتنازل عن جزء من حدوده البحرية أو حتى مشاركة أي دولة بحقوقه، فكيف الحال إذا كانت إسرائيل عضو ضمن هذه الدول".
وأردف موضحاً: "مع احترامنا الكامل للدول الشقيقة والصديقة، إلا أنّ مجرد وجود إسرائيل في هذا "المنتدى"، يدعونا تلقائياً الى رفض الإنضمام إليه ولا تعنينا لا من قريب ولا من بعيد عملية استيفاء إجراءات العضوية اللازمة لهذا الإنضمام".
وماذا عن الوساطة التي تقوم بها الولايات المتحدة الاميركية من أجل حل النزاع النفطي الحدودي بين لبنان وإسرائيل، يجيب علامة: "موقف لبنان واضح في هذا الخصوص، فهناك إجماع من الرؤساء الثلاثة والأفرقاء السياسيين على عدم تنازلنا عن أي شبر من حقوقنا النفطية ومن حدودنا البحرية والبرية. والجميع لاحظ كيف أن زيارات الوفود الأميركية إلى لبنان، كانت قد قوبلت بموقف لبناني موحد رفضاً لاقتطاع مساحات من حدودنا لصالح اسرائيل وآخرها خط "هوف" الذي طرحته أميركا".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.