22 شباط 2024 | 08:45

عرب وعالم

منطقة موت.. «أطباء بلا حدود»: القوة الإسرائيلية على غزة لا يقبلها عقل

منطقة موت.. «أطباء بلا حدود»: القوة الإسرائيلية على غزة لا يقبلها عقل

تواصل إسرائيل قصف قطاع غزة المهدد بالمجاعة والغارق في كارثة إنسانية، ولا سيما في مدينة رفح المكتظة بالسكان في الجنوب، مع انطلاق محادثات جديدة في القاهرة بشأن هدنة.

وتكثف إسرائيل قصفها على قطاع غزة، فيما يحتدم القتال على الأرض، ما أدى إلى مقتل 118 شخصاً خلال 24 ساعة وفق وزارة الصحة في غزة.

ودفعت الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر 2,2 مليون شخص إلى شفير المجاعة، وثلاثة أرباع السكان في القطاع المدمر إلى النزوح، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وفي مؤشر جديد إلى تفاقم الوضع في القطاع، أعلن برنامج الأغذية العالمي الثلاثاء، تعليق تسليم المساعدات في شمال القطاع بسبب الفوضى والعنف المنتشرين فيه.

وكان برنامج الأغذية العالمي استأنف الأحد، تسليم المساعدات الغذائية، لكنه أكد أن شاحناته استُهدفت بإطلاق نار وتعرضت للنهب، فيما تعرض أحد سائقيه للضرب.

ودعا الهلال الأحمر الفلسطيني الأربعاء وكالات الأمم المتحدة إلى تكثيف مساعداتها، خصوصاً للمناطق الواقعة في شمال قطاع غزة حيث هناك 400 ألف شخص مهددون بالمجاعة.

من جهته، أكّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الأربعاء، أن الوضع في غزة «لا إنساني»، معتبراً أن القطاع «أصبح منطقة موت».

وأعلنت السلطات الإسرائيلية الأربعاء، دخول 98 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة، في حين استنكرت مؤسسة وكالات التنمية الدولية (إيدا) بطء عمليات التفتيش وتعطيل عشرات الشاحنات لعدة أيام على الحدود.

من جانبها، أكدت منظمة «أطباء بلا حدود»، أن حجم القوة الإسرائيلية المستخدمة بالمناطق المزدحمة بالنازحين «لا يقبله عقل»، وأوضحت المنظمة أن، حجم القوة التي تستخدمها إسرائيل لا يمكن تحمّله، خصوصاً في المناطق التي دعت الناس للتجمع فيها.

كما أشارت إلى أن، عمليات القتل الإسرائيلية الأخيرة تؤكد عدم جدية الوعود بالمناطق الآمنة، وتثبت أنه لا مكان آمناً في القطاع، وأدانت المنظمة في بيان استهداف موظفيها وعائلاتهم.

- محادثات في القاهرة

أفاد شهود عيان عن معارك عنيفة في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، حيث يتعقب الجنود الإسرائيليون مقاتلي حماس وسط الأنقاض، وكذلك في حيَي الزيتون والشجاعية في مدينة غزة إلى الشمال.

وقال أحمد، وهو من سكان مدينة غزة، حيث تنتشر أنقاض الأبنية المدمرة والنفايات في الشوارع: «لم نعد قادرين، لا طحين لدينا ولا نعرف إلى أين نذهب في هذا البرد. نحن في الشوارع. أكلنا البرد، نريد وقف إطلاق النار، نريد أن نعيش».

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود خلال الليل، أن ملجأ يؤوي أعضاء من المنظمة وعائلاتهم تعرض لقصف إسرائيلي في المواصي في غرب خان يونس، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة ثمانية بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني.

وفي رفح، أظهرت صور التقطتها وكالة فرانس برس فلسطينيين يتفقّدون أنقاض منزل بعد قصف إسرائيلي.

ويتكدس نحو مليون ونصف مليون شخص في مدينة رفح الواقعة في جنوب قطاع غزة عند الحدود المغلقة مع مصر، والتي ازداد عدد سكانها ست مرات منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

ويثير احتمال شنّ إسرائيل هجوم على رفح قلق المجتمع الدولي.

في هذا الصدد، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في الرباط الأربعاء، إن هجوماً إسرائيلياً على رفح سيكون «كارثة يجب تجنبها»، محذراً من تداعياته «المدمرة على مئات الآلاف من الفلسطينيين، وهو ما يهدد منطقياً الاستقرار الإقليمي».

في الأثناء، تستضيف مصر محادثات جديدة بهدف التوصل إلى هدنة.

وتنص هذه المرحلة الأولى على هدنة مدتها ستة أسابيع تترافق مع تبادل رهائن مع معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وإدخال كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر لصحافيين الأربعاء، «نريد أن يتمّ التوصل إلى اتفاق في أسرع ما يمكن».

وتطالب حماس بوقف لإطلاق النار وانسحاب إسرائيل من غزة وإنهاء الحصار الإسرائيلي، وتوفير مأوى آمن لمئات آلاف المدنيين الذين شردتهم الحرب.

وصوت الكنيست الإسرائيلي بغالبية واسعة الأربعاء، لصالح قرار اقترحه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ضد أي اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية، والذي سيكون وفقاً للنص بمثابة مكافأة غير مسبوقة لحركة حماس.

ويأتي التصويت بعد أيام من نشر صحيفة واشنطن بوست تقريراً عن إعداد الولايات المتحدة، وعدد من حلفائها العرب خطة شاملة لتحقيق سلام إسرائيلي - فلسطيني دائم بعد انتهاء الحرب في غزة، تنص خصوصاً على جدول زمني لإقامة دولة فلسطينية.

- ضوء أخضر لإسرائيل

واندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر مع شن حماس هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل، قُتل خلاله أكثر من 1160 شخصاً، وخُطف نحو 250 آخرين نقلوا إلى غزة، وفقاً لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

ورداً على الهجوم، تعهّدت إسرائيل القضاء على حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007، وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مكثف أتبعتها بعمليات برية.

وارتفعت حصيلة ضحايا العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 29313 ضحية، وفق وزارة الصحة في غزة.

والثلاثاء، استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار عرضته الجزائر، يطالب بوقف فوري إنساني لإطلاق النار والافراج غير المشروط عن كل الرهائن.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

22 شباط 2024 08:45