بين فرنسا ولبنان، كان "مرسال المراسيل" هو صلة الوصل بين عائلة حداد المقيمة خارج الوطن حيث بقي جوزف، شاهدا على وجع تختصره كلمات شوق وعبارات قلق على والد عايش صوت القنابل ومرارة البعد.
بقيت الأحاسيس حيّة على "ورق الحرب"، بأحرف تختصر معاناة من عايشوا تلك المرحلة خارج وداخل لبنان، من الخبر العاجل والهاتف المقطوع عند اشتداد القصف،إلى سوداوية الأفكار والتكهناتالتي لا جواب عليها لإنعدام التواصل، وصولا إلى يوميات البعد وتداعياتها على عائلة تشبه الآلاف من الذين إكتووا بنيران الماضي.
قدّم تلامذة مدرسة "ليسيه عبد القادر" التابعة لـ"مؤسسة رفيق الحريري" في مسرحية، معاناة مزدوجة لعائلة واحدة لم تتمكن من أن يجمعها سقف واحد لسنوات بسبب الحرب ، وبقيت "المكاتيب" وحدها الشاهد على ذاكرة وجع، فجسدوها بمشهدية تحاكي جيل لم يعايشها، لتحويلها إلى ذاكرة تنشد السلام، وللتأكيد على أن إبقاءها حيّة يساهم في عدم تكرار مآسي الحرب .
أقيم العرض المسرحي في المدرسة، بحضور المديرة العامة لـ"مؤسسة رفيق الحريري"السيدة سلوى السنيورة بعاصيري، المدير الفرنسي في الليسيه دانيال باستوري، المديرة اللبنانية في الليسيه هنا السماك الكردي، فيرونيك اولانيون ممثلة السفارة الفرنسية، وأساتذة وتلامذة.
تخلل العرض مداخلة لكل من المدرستان في الليسيه لميا حتي و جوزيت حداد (وهي واحدة من أفراد العائلة التي تدور المسرحية حولها) ، فعرضتا لأهمية النشاط في توعية التلامذة على أخذ العِبر من الماضي وتعميم ثقافة السلام بين الناشئة لكي لا تتكرر ذكريات الحرب المؤلمة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.