25 شباط 2024 | 09:59

أخبار لبنان

متى يعود سعد الحريري – سياسياً – إلى لبنان؟

متى يعود سعد الحريري – سياسياً – إلى لبنان؟

بقلم عماد الدين أديب



سعد الحريري، هو السياسي اللبناني الوحيد الذي أعلن – ‏طواعية – خروجه من الحياة السياسية اللبنانية؛ لأنه اكتشف ‏بما لا يدع مجالاً للشك استحالة إدارة شؤون البلاد والعباد في ‏لبنان في ظل 3 عناصر حاكمة هي:‏

‏1-‏ تأزم الوضع الإقليمي الذي يقوم على معادلة توافق بين ‏طهران وواشنطن على تأجيل حسم المستقبل السياسي ‏للبنان لما بعد حسم نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية.‏

‏2-‏ عدم الاهتمام الخليجي بالملف اللبناني إلى حد مرحلة ‏اليأس السياسي من قدرة أي قوى سياسية لبنانية على ‏إنقاذ الأوضاع.‏

‏3-‏ الانقسام المدمر بين المارونية السياسية (خلاف باسيل ‏مع جعجع) وخلاف هذه المارونية ككتلة مع الثنائي ‏الشيعي خلق حالة عدم وجود قوة سياسية نيابية لديها ‏القدرة على الحسم أو التغلب داخل مجلس النواب البالغ ‏أعضاؤه 128 عضواً.‏

بالتالي يصبح الموقف أن القوى السياسية قادرة على «تجميد ‏وتعطيل الأوضاع» لكنها ليست راغبة أو قادرة على إصلاح ‏أو إنقاذ الفراغ الرئاسي والتعطيل الحكومي.‏

يعيش رجل الأعمال، والسياسي المبتعد، سعد الحريري، ‏يراقب عن عمق استمرار حالة التدهور السياسي والاقتصادي ‏والخطر الأمني الذي يهدد بلاده في الداخل وعلى الحدود ‏الجنوبية.‏

ثبت من مجريات الأحداث منذ يناير 2022 أن قرار الرجل ‏بالاستقالة والابتعاد شخصياً وحزبياً عن المعارك العبثية ‏الداخلية في لبنان هو قرار حكيم.‏

منطق الرجل دقيق وسليم وواضح: «إن لم يكن للتواجد داخل ‏اللعبة فائدة للبلاد والعباد فإن التواجد هو مشاركة في جريمة ‏تفكيك النظام والدولة وانهيار الاقتصاد».‏

يؤمن الحريري بالمنطق المستقيم الذي يقول إن لم يدرك ‏المريض أنه بحاجة إلى علاج ويتعاون مع من يريد إنقاذه فلا ‏فائدة من أي محاولات للإنقاذ.‏

زيارة الحريري الأخيرة أثبتت أن الشارع بشكل عام يبحث ‏عن زعامة موحدة، وأن الشارع السني اللبناني ما زال يرى ‏في الرجل وفي الحريرية السياسية أملاً في انتشال البلاد ‏والعباد من الانهيار الآتي.‏

سيأتي اليوم طال الزمان أو اقترب، وسوف يكون سعد ‏الحريري أحد عناصر الإنقاذ الحقيقي، بعدما يكون الوضع ‏الإقليمي قد نضج، وبعد أن علِم الرجل في التجربة الأخيرة ‏من معه ومن خانه!‏ 







صحيفة الشرق 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

25 شباط 2024 09:59