إنّها أجمل غابات لبنان، أو بتعبيرٍ أوضح قطعة من الجنّة على الأرض. نتحدّثُ عن غابات القموعة في عكّار، التي تُعتبر ثروة حرجيّة نادرة في لبنان، ووجهة سياحيّة مميزة في مختلف الفصول.
ولكن، وكما يحلُّ بكلّ ما هو جميلٌ ونادرٌ في لبنان، طالت الاعتداءات غابات القموعة في الفترة الأخيرة بصورةٍ كبيرة، فمجرمو الطبيعة قطعوا لغاية اليوم ربع مساحتها تقريباً، ولا يزالون يمعنون بجرائمهم من دون أيّ حسيب أو رقيب ما يهدّد هذه الغابات بالكامل.
وفي هذا السيّاق، كشف مصدر مسؤول رفيع المستوى لـmtv أنّ "التعدّي مستمرّ على هذه الغابات بشكل دائم وبتغطية من رؤوس مسؤولة"، أمّا الأسوأ بحسب المصدر، فهو أنّ ضابطاً قد بنى منزلاً له في الغابة بشكلٍ مخالفٍ للقانون.
أمّا وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عبّاس الحاج حسن، فقد أكّد لـmtv صحة عمليات القطع العشوائية التي تحصل في غابات القموعة وفي غابات أخرى أيضاً، وزوّدنا بعدد من المحاضر المنظمة من قبل الوزارة في بعض البلدات في عكار، موضحاً أنه لم يمنح لأيّ منها سوى رخصتي تشحيل فقط.
ففي شدرا، تمّ تنظيم 4 محاضر، أمّا في البيرة، فالمحاضر التي سُطّرت هي 8 وفي هذه البلدة
تمت مصادرة الكمية الأكبر من الحطب، وفي القموعة، تم تنظيم 25 محضراً، أمّا في فنيدق، فالمحاضر بلغت 10.
الى ذلك، أحيل عددٌ من المتورّطين الى النيابة العامة الاستئنافيّة في الشمال، وبالمتابعة، تبيّن أنّ قسماً منهم أحيل أمام قاضي التحقيق الاول سمرندا نصّار، وقيل لنا أنّ قسماً لم يتوقف سوى بضعة أيّام، ويقوم بدفع غرامة متدنيّة جداً بالنسبة الى الربح الطائل الذي يجنيه من بيع الحطب.
غابات لبنان الى زوال، والقموعة ضحية الفساد والمجرمين الذي يدمّرون أجمل ما في لبنان من دون أن يرفّ لهم جفن. هذا الملف يستحقّ متابعةً عاجلة من قبل المعنيّين وتشدّداً من القضاء، قبل أن نترحّم قريباً على القموعة وأخواتها.
المصدر - موقع MTV
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.