يبدو أن حزمة العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية على إيران و"حزب الله" تباعاً مع ما رافقها في الأيام الأخيرة من تصنيف "الحرس الثوري الإيراني" كمنظمة إرهابية، والتلويح بشمول عدد من المؤسسات والأسماء إلى لائحة العقوبات، ماضيةً في طريقها نحو تفاعل مُستمر معطوف على ما أعلنته واشنطن أمس من فرض "عقوبات محدّدة الأهداف" على ما وصفتها بأنها "شبكة لبنانية" متّهمة بتبييض أموال "بارونات مخدّرات" والمساهمة في تمويل "حزب الله". ولفت في هذا الإطار إعلان وزارة الخزانة الأميركية أنها "ضمّت إلى قائمتها السوداء كلاًّ من اللبناني قاسم شمص و"منظمة تبييض الأموال" التابعة له، وشركة "شمس للصيرفة" ومقرّها في شتورة".
"مستقبل ويب" تواصل مع أحد المسؤولين في المؤسسة، فحرص بدايةً على أن يوضح أنّ إسمها "شمس" وليس "شمص" كما يُرّوج على بعض المواقع الكترونية. وقال: "حتّى الساعة لم نُبلغ لا من جهة رسمية ولا من غير رسمية بأي قرار، مع علمنا أن أيّ قرار أميركي في هذا الشأن لا يخضع على الإطلاق لمعايير مهنية ولا يركن إلى دلائل بل هي قرارات سياسية تستهدف فئة محددة من اللبنانيين". وعليه، تابع المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه مستطرداً: "نحن لسنا معنيين بالقرارات الأميركية بل سنبقى مستمرين في عملنا كالمعتاد من دون أي عوائق ووحدها السلطات اللبنانية المعنية هي المخوّلة بالتحقّق من الموضوع المثار وبالتي طالما أنّ أي جهة لبنانية لم تتصل بنا فيبقى القرار الأميركي بالنسبة لنا حبراً على ورق"، داعياً الجهات الأميركية إلى "إثبات وجود أي معاملات أو تحويلات مصرفية بين مؤسسة شمس وبين أسماء أو مؤسسات في حزب الله"، معيداً التأكيد في هذا المجال على نفي مالك المؤسسة قاسم شمس أي علاقة لها بالحزب.
وشدد شمس في بيانه اليوم على أن ليس له أو للمؤسسة "أي علاقة مالية أو مصرفية مع حزب الله كحزب أو مؤسسات أو أعضاء"، معتبراً أنه "يمكن التأكد من كل التحويلات التي تثبت عدم صحة هذه الاتهامات"، وسط تشديده على أنّ ما ورد في بيان الخزانة الأميركية عن تحويل مبالغ بين لبنان والخارج بعشرات أو مئات ملايين الدولارات "غير صحيح على الإطلاق".
دعم مالي.. "منقطع النظير"
أمّا على خط الحصار المالي الذي تفرضه الولايات المتحدة على "حزب الله" وتشديد الخناق حول مؤسساته الإجتماعية والخدماتية، فلا تنفي مصادر مطلعة على أجواء الحزب لـ"مستقبل ويب" تأثير العقوبات الأميركية في جانب ما على بنية "حزب الله"، لكنها تلفت الانتباه في الوقت عينه إلى أنّ "هذا الأمر لم يصل إلى حد المبالغة التي تتحدث عن إنهيارات أو أزمات خانقة أو إنعكاسات دراماتيكية على موجبات العمل الميداني في الحزب"، كاشفةً في المقابل أنّ "رواتب "حزب الله" المتأخرة قد صُرفت بالكامل منذ يومين ولم تعد هناك أية متأخرات مالية وخصوصاً في صفوف العناصر سواءً الموجودين في لبنان أو المتواجدين ضمن الأراضي السورية"، وأردفت: "لقد كان التفاعل في عملية الدعم المادي داخل بيئة "حزب الله" خلال الفترة الماضية منقطع النظير بحيث وصلت الإهتمامات بعملية الدعم المالي للحزب إلى أرقام لم تكن حتى قيادة "حزب الله" تنتظرها خصوصاً في ظل الضائقة المالية الراهنة".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.