27 آذار 2024 | 14:59

إقتصاد

بو خاطر: انقاذ القطاع الخاص الشرعي يجب أن يكون أولويّة ‏وطنيّة قُصوى

بو خاطر: انقاذ القطاع الخاص الشرعي يجب أن يكون أولويّة ‏وطنيّة قُصوى

نظّم تجمّع رجال وسيّدات الأعمال اللبنانيين ‏RDCL‏ جلسة ‏حواريّة مع مجموعة من الصحافيين في مقرّه العامّ في وسط ‏بيروت. وكان في استقبال الإعلاميين السيد نقولا بو خاطر، ‏رئيس مجلس إدارة التجمّع والسّيد كمال أبي فاضل، المدير ‏العام. وقد تمحور اللقاء حول المخاطر الوجودية التي يواجهها ‏القطاع الخاص اللبناني الشرعي، الذي يتآكل تدريحياً في ظلَ ‏وجود قطاعات غير شرعية في شتى المجالات، بالإضافة الى ‏الإصلاحات العاجلة المطلوبة، وإعادة تعريف دور الدولة ‏وإعادة هيكلة حجمها بالشراكة مع القطاع الخاص.‏

‎خلال اللقاء، شدّد بو خاطر على خطورة الواقع القاتم الحالي ‏في لبنان، وعلى وجوب اعتماد رؤية شاملة ووقف سياسة ‏الحلول الترقعية، لأنّها أثبتت أنّها لا تجدي نفعًا، مشيرًا إلى أنّ ‏الوضع يتدهور ويشتدّ صعوبة بشكل كبير، وهو لن يتحسّن إن ‏لم يتم إعداد رؤية شاملة وحلول جذرية للمشاكل المعروفة. ‏وشرح بو خاطر خلال عرض تقديميّ تفاصيل العديد من ‏القضايا الرئيسية التي تواجه القطاع الخاص الشرعي، بما في ‏ذلك المنافسة الشرسة من القطاع الخاص غير الشرعي، ‏وارتفاع تكاليف الكهرباء والرواتب والإيجارات، وكذلك ‏الرسوم الجمركية والضرائب، معتبرا أن هذه التّحديات أدّت ‏إلى انخفاض كبير في المبيعات للعديد من الشركات، لأنها ‏تنافس قطاعات غير شرعية لا تدفع أي نوع من الضرائب.‏

كما ذكر بو خاطر مشاكل الاقتصاد النّقدي، موضحا أنّ حجم ‏التبادلات النّقدية قد تخطى نسبة ٥٠٪، وذلك نتيجة لانعدام ‏الثّقة بالنظام المالي اللبناني ككل. وهذا الأمر يؤثر سلبا على ‏سمعة لبنان في الخارج، لذلك طالب التجمّع ولا يزال ببرنامج ‏سريع مع صندوق النقد الدولي. وفي السياق نفسه، سلّط بو ‏خاطر الضوء على تأثير وضع لبنان المحتمل على القائمة ‏الرمادية لمجموعة العمل المالي (‏FATF‏)، مؤكدا على ‏ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتحسين وضع لبنان من ناحية ‏الامتثال. واضاف انّ القطاع الخاص الشرعي في وضع فائق ‏الخطورة، حيث يواجه قطاعا خاصا غير شرعيّ بات حجمه ‏يقدّر بما يوازي ٦٥٪-٧٠٪ من حجم السوق. وأردف انّ ‏القطاع غير الشرعي ينافس القطاع الشرعي يوميًا على كافة ‏السّلع والخدمات، شارحا كيف يقوم هذا القطاع غير الشرعي ‏بتقويض القطاع الخاص الشرعي، من خلال تهربه من دفع ‏الضرائب وبيع السلع بأسعار أقل، كما والتهرب الجمركي، ‏والتهريب، مما يؤدي إلى منافسة غير عادلة وخسائر مالية ‏فادحة للشركات الملتزمة بالقوانين.‏



كما تحدّث بو خاطر عن نسبة الضرائب المرتفعة في لبنان ‏مقارنا إياها بتلك المفروضة في بلاد يرتكز فيها الاقتصاد على ‏إقتصاد المعرفة ويبيع خدماته للخارج. ‏

واعطى مثال الإمارات العربية المتّحدة حيث أن الضرائب ‏على أرباح الشركات هي ٩٪ وتوزيع الأرباح ٠٪. كذلك ‏الأمر، في سنغافورة حيث الضرائب على أرباح الشركة هي ‏‏١٧٪ و ٠٪ على توزيعها. بينما في لبنان، ضريبة أرباح ‏الشركات هي ١٧٪ و ١٠٪ على توزيع الأرباح، ما يرفع ‏الرقم إلى إجمالي 25٪ الذي يعتبر رقما مرتفعا جدًا ولا يشجّع ‏على التنافس واستقطاب المستثمرين، خصوصاً أنه لا يوجد ‏اي شيء للمواطنين مقابل هذه الضرائب في لبنان. ‏

ولمواجهة هذه التحديات، اقترح بو خاطر عدة حلول، بما في ‏ذلك إعادة هيكلة مالية شاملة، وتعديلات على قوانين القروض ‏لتفعيلها، وتخفيض رسوم الجمارك، كما وحلول هيكلية وفورية ‏لمشكلة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. كما شدد على ‏ضرورة تعيين هيئة ناظمة للكهرباء، وهيئة للمنافسة، وهيئة ‏للشكاوى كما يقضي قانون الشراء العام، وتفعيل قانون ‏الشراكة بين القطاعين العام والخاص. كما دعا الى فتح ‏الأبواب أمام الأسواق الدولية للمنتجات والخدمات اللبنانية.‏

‎وعلى الرغم من الوضع المظلم، شدّد بو خاطر على اهمية ‏التفاؤل والعمل الدؤوب لخلاص لبنان. وشدد على أهمية إعادة ‏هيكلة حجم الدولة وتنقيح ميزانية الاستثمارات العامة في لبنان ‏لمعالجة العجز وتحفيز النمو الاقتصادي. وفي ختام كلمته، ‏أشاد بو خاطر بمرونة القطاع الخاص اللبناني، الذي يواجه ‏تحديات هائلة بثبات وعزم. وشدد على ضرورة أن تسبق ‏الإصلاحات أي زيادة في الضرائب لحماية وإحياء القطاع ‏الخاص الشرعي، وتكبير الصحن الضرائبي، داعياً إلى إعادة ‏التفكير في دور كلّ من القطاعين العام والخاص، مؤكدًا أن ‏شراكتهما ضرورية لانتعاش الاقتصاد اللبناني.‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

27 آذار 2024 14:59