27 آذار 2024 | 16:51

ثقافة

رمضان صيدا ينبض حياةً في رحاب تاريخها .. مقهى"شرقي" التراثي يبهر رواده بروعة الأجواء والمكان!

من مدخليه المشرعين على أحياء صيدا القديمة من جهة وسوقها التجاري من جهة ثانية ، حيث الحراك الرمضاني يضخ الحياة ليلاً في شرايين المدينة التاريخية عجقة ساهرين من مقيمين وزائرين ووافدين ومشاركين بأنشطة ثقافية وتراثية تستحضر ذاكرة المدينة وتراثها خلاله، يستقبل مقهى" شرقي" التراثي رواده وضيوفه هذا العام بأجواء مميزة ، بعدما أعادت "مؤسسة شرقي للإنماء والإبتكار الثقافي " برئاسة المهندس سعيد باشو ، تأهيل المقهى واطلاقه بحلّة جديدة منذ بداية شهر رمضان المبارك ، سواءً من حيث التصميم الداخلي وإبراز أكثر لطابعه التراثي ، أو من حيث تنوع وجودة الخدمة التي يقدمها للرواد أو لجهة استضافة وإقامة "الإفطارات و" السحورات " وما يرافقها من برنامج رمضاني خاص ، الى جانب تخصيص قسم منه لبيع تذكارات ومقتنيات ومنتجات حرفية وتراثية صيداوية .

يشكل مقهى "شرقي" التراثي مع ما يشهده حمام الجديد المحاذي له من أمسيات تراثية وفنية تنظمها "مؤسسة شرقي" على مدى أسبوعين ضمن فعاليات " صيدا مدينة رمضانية " ، محطة ووجهة أساسية في هذه الإحتفالية المتواصلة في عاصمة الجنوب ، تخلع عليها حلة من البهجة والمؤانسة ، وتبث في نفوس الزائرين والمنخرطين في الأجواء التراثية مزيجاً من الفرح والأمل والإصرار على متابعة الحياة في ظل الأوضاع التي يمر بها البلد وجنوبه تحديداً .

و" شرقي" ، إسم يتقاسمه الموقع ( شرق المدينة القديمة ) والطابع العمراني والتراثي (الشرقي) ، والمؤسسة التي تشرف عليه ( شرقي للإنماء والابتكار الثقافي ).

من أي المدخلين تقصده ، من جهة شارع المطران ( الشاكرية )، أو من جهة حارة حمام الجديد المحاذي للمقهى ، تلج الى عقد حجري قديم تتوزع منه قناطر تشكل رغم انخفاضها مدى رحباً ينساب فيه النظر مأسوراً بعراقة المكان ومنقاداً دون قرار مسبق من صاحبه لإستكشاف فناءاته الحجرية وممراته المتداخلة والمتفاوتة مستوى وفضاءً ، وسقوفه المقنطرة ، ومعها تاريخ وحكاية هذا المعلم التراثي.

بشيء من الإنبهار بروعة المكان ، يرافقك حيث تجولت داخله ، يستقبلك العاملون على إدارته بابتسامة وحفاوة وترحاب ، ليضعوا بين يديك خيارات الجلوس في أي من أقسامه ، بين "ديوانية " يتصدرها اثاث تراثي منسق على شكل مضافات توفر جلسات مريحة تتقابل شكلاً وألوانا ..وبين طاولات وكراس خشبية مخصصة لتناول الطعام ، وتظللها مصابيح معلقة ونوافذ مزخرفة او محفورة داخل الحجر .

يستقبل المقهى الوافدين والزوار ، عائلات وافرادا ، كبارا وصغارا، من المدينة وخارجها، ليشكل واحة لقاء وتفاعل وترويح عن النفس ، بين تناول وجبات الإفطار والسحور من قائمة الأطعمة الشعبية المتنوعة، وشرب النارجيلة والعصائر الرمضانية وتذوق الحلويات التي تشتهر بها صيدا في الشهر الكريم ، يقدمها المقهى لزبائنه ويجمع فيها بين الخدمة مميزة والجودة العالية والأسعار المدروسة .

ولا تكتمل زيارتك لهذا المعلم السياحي التراثي من دون أن تزور القسم المخصص منه للتذكارات والمنتجات التراثية الصيداوية ، والمرتّبة في واجهات أو على طاولات تراصت عليها أصناف منوعة منها ، قبل أن تغادره مصطحباً معك تذكاراً وذكرى لحظات جميلة وممتعة أمضيتها في مدينة تتنفس في شهر رمضان من مخزون تاريخها وعبق تراثها وتستمد منهما خلاله جرعات حياة وأمل هي أحوج ما تكون اليهما في هذه الظروف الصعبة . 

رأفت نعيم


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

27 آذار 2024 16:51