28 نيسان 2024 | 10:34

عرب وعالم

بلينكن يُناقش في السعودية "ممرّاً إلى دولة فلسطينية مستقلة"

يصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى العاصمة ‏السعودية الإثنين، مع تراجع فرص التوصل إلى اتفاق تاريخي ‏طويل الأمد تعترف بموجبه المملكة بإسرائيل، ‏بحسب محلّلين.‏

تأتي زيارة بلينكن بعد قرابة سبعة أشهر من اندلاع الحرب في ‏#غزة، والتي عرقلت مساعٍ ديبلوماسية أميركية كانت تهدف إلى ‏تحقيق إنجاز كبير تتباهى به إدارة الرئيس جو بايدن لناحية ‏سياستها الخارجية.‏

كذلك، تأتي زيارة بلينكن الحالية إلى السعودية، فيما يستعد ‏الأميركيون للانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني ‏ والتي سيختارون خلالها ما إذا كانوا سيمنحون بايدن ‏(81 عاماً) ولاية ثانية، ما قد يؤخر التقدم الذي أُحرز ‏في مسار التطبيع المحتمل بين المملكة والدولة العبرية.‏

في أيلول الماضي، قبل اندلاع الحرب بين حركة "‏#حماس" وإسرائيل في السابع من تشرين الأول، قال ‏ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (38 عاماً) لمحطة ‏‏"فوكس نيوز" إنّ المملكة "تقترب كل يوم أكثر فأكثر" من ‏اتفاق التطبيع الذي قد يعزز أيضاً الشراكة الأمنية بين ‏واشنطن والرياض.‏

لكن الأمير محمد بن سلمان أكّد يومها أيضاً أنّ القضية ‏الفلسطينية "مهمّة جداً" بالنسبة للرياض، مشيراً إلى "أنّنا ‏بحاجة إلى تسهيل حياة الفلسطينيين".‏

ومع استمرار القتال في قطاع غزة وبذل الوسطاء جهوداً ‏حثيثة للتوصل إلى هدنة، لكن من دون جدوى حتى الآن، شدّد ‏المسؤولون السعوديون على ضرورة الاعتراف بدولة ‏فلسطينية مستقلة.‏

قالت السفيرة السعودية لدى واشنطن الأميرة ريما بنت بندر ‏آل سعود، أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في كانون الثاني‏، إنّ التطبيع سيكون مستحيلاً من دون مسار "لا رجعة ‏فيه" نحو إنشاء تلك الدولة.‏

في الإطار، يقول المحلل السعودي عزيز الغشيان إنه ليس من المستغرب ‏أن تربط السعودية إقامة علاقات مع إسرائيل بحلّ الصراع ‏الإسرائيلي الفلسطيني، لكن "ثمن التطبيع، خاصة على الجبهة ‏الفلسطينية، ارتفع بالتأكيد".‏ ويؤكد أنّ "ما يمكن قوله هو أنه يجب أن يكون هناك شيء ‏ملموس أكثر من كونه نظراً... بعبارة أخرى، (ينبغي أن ‏يتوافر) المزيد من الخطوات الواضحة التي لا رجعة فيها، ‏وليس مجرد وعود".‏

وأفادت الخارجية الأميركية بأن بلينكن سيناقش خلال زيارته ‏للرياض الإثنين والثلثاء في "ممرّ إلى دولة فلسطينية مستقلة ‏مع ضمانات أمنية لإسرائيل".‏

عرقلة التقدم ‏

لم تعترف السعودية بإسرائيل قط، ولم تنضمّ إلى اتفاقات ‏أبراهام المبرمة عام 2020 بواسطة أميركية.‏ وتوقّف زخم المفاوضات فجأة بعد الهجوم غير المسبوق الذي ‏شنّته "حماس" في السابع من تشرين الأول وأسفر عن ‏مقتل نحو 1170 شخصاً، بحسب تعداد ‏لوكالة "فرانس برس" استناداً إلى بيانات رسمية إسرائيلية.‏

ردّاً على ذلك، توعدت إسرائيل حماس بـ"القضاء" عليها، ‏وتشنّ عمليات قصف وهجوم بري واسع على قطاع غزة ما ‏أدى إلى مقتل أكثر من 34 ألف شخص معظمهم نساء ‏وأطفال، بحسب وزارة الصحة التابعة لـ"حماس".‏

ولطالما دانت الرياض ممارسات القوات الإسرائيلية في غزة، ‏واتهمتها هذا الأسبوع بارتكاب "جرائم حرب شنيعة من دون ‏رادع".‏

مهمة صعبة

حتى لو توقّفت الحرب في غزة، يشكّل التوصل إلى اتفاق ‏سعودي إسرائيلي أميركي مهمة صعبة.‏ وتزيد ضغائن السياسية المنتهجة في فترة الانتخابات ‏الأميركية، من صعوبة التوصل إلى توافق بين الحزبين ‏الجمهوري والديموقراطي.‏

كذلك، أكّد نتنياهو مراراً معارضته لإقامة دولة فلسطينية، ‏قائلاً الشهر الماضي إنّ الإسرائيليين يؤيّدون موقفه.‏

من جانبه، يقول المحلّل السعودي هشام الغنّام إنّ "السعودية كانت واضحة منذ البداية: معالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ‏بطريقة ترضي الفلسطينيين شرط مُسبق للتطبيع مع إسرائيل".‏

ويضيف أنّ "السعودية صادقة في شرطها أنّ التطبيع يرتبط ‏بإنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية".‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

28 نيسان 2024 10:34