10 أيار 2024 | 16:08

عرب وعالم

الدبابات الإسرائيلية تطوّق النصف الشرقي من رفح جنوب قطاع غزة

الدبابات الإسرائيلية تطوّق النصف الشرقي من رفح جنوب قطاع غزة

سيطرت دبابات إسرائيلية، الجمعة، على الطريق الرئيسي الذي يفصل بين النصف الشرقي والغربي لرفح بجنوب قطاع غزة، ما أدى فعلياً إلى تطويق كامل للجانب الشرقي للمدينة، في حين ينزح 30 ألف شخص بمعدل يومي.

وروى سكان عن وقوع انفجارات وإطلاق نار دون انقطاع تقريباً شرق وشمال شرق المدينة، مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات الإسرائيلية ومسلحي الفصائل الفلسطينية.

وقالت حركة حماس إنها نصبت كميناً لدبابات إسرائيلية قرب مسجد شرق المدينة، ما يشير إلى أن القوات الإسرائيلية توغلت عدة كيلومترات من الشرق إلى مشارف منطقة البنايات.

وأمرت إسرائيل المدنيين بإخلاء النصف الشرقي من رفح ما أجبر عشرات الآلاف على البحث عن مأوى خارج المدينة التي شكلت من الأصل الملاذ الأخير لأكثر من مليون فروا من مناطق أخرى من القطاع خلال الحرب.

وتقول إسرائيل إنها لن تتمكن من تحقيق النصر في الحرب دون شن هجوم على رفح للقضاء على آلاف من مسلحي الفصائل، تعتقد أنهم يختبئون هناك. وتقول حماس إنها ستقاتل دفاعاً عن المدينة. وتقول وكالات إغاثة إن المعركة تُعرض مئات الآلاف من المدنيين النازحين للخطر.

وقال أبو حسن (50 عاماً) من سكان تل السلطان غرب رفح عبر تطبيق للتراسل «ما فيش أمان، كل رفح مش آمنة والقذائف تسقط في كل مكان من أمس».

وأضاف: «أنا أحاول الخروج أنا وعائلتي بس ما فيش معي 2000«شيقل» ثمن الخيمة.. حركة النزوح من رفح حتى من المناطق الغربية في رفح في ازدياد رغم أنها مناطق مش مناطق حمرا أو جزء من تصنيف الاحتلال». وتابع: «الجيش يستهدف كل رفح مش بس المنطقة الشرقية سواء من الدبابات أو الطائرات».

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته في شرق رفح عثرت على عدة مداخل لأنفاق، وإن القوات الإسرائيلية مدعومة بضربة جوية اشتبكت من مسافة قريبة مع مجموعات من مسلحي الفصائل وقتلت عدداً منهم. وأضاف أن الطائرات الإسرائيلية قصفت عدة مواقع انطلقت منها صواريخ وقذائف هاون صوب إسرائيل في الأيام القليلة الماضية من بينها ما استهدف معبر كرم أبو سالم.

وأغلقت دبابات إسرائيلية شرق رفح من ناحية الجنوب بالفعل وسيطرت على المعبر الوحيد بين قطاع غزة ومصر. وأسفر تقدم القوات الإسرائيلية، الجمعة، صوب طريق صلاح الدين الذي يقسم القطاع عن استكمال تطويق «المنطقة الحمراء» التي أمروا السكان بإخلائها.

وتسبب الهجوم على رفح خلال الأيام القليلة الماضية واحتمال اجتياحها بالكامل في نشوب أكبر خلاف منذ أجيال بين إسرائيل وحليفتها الأقرب الولايات المتحدة التي حجبت شحنة أسلحة عن إسرائيل لأول مرة منذ بدء الحرب.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الخميس، إن الإسرائيليين «سيقاتلون بأظافرهم» إذا لزم الأمر. وقال في مقابلة تلفزيونية مع برنامج في محطة أمريكية إنه يأمل أن تتجاوز إسرائيل خلافاتها مع الرئيس جو بايدن.

وانهارت محادثات وقف إطلاق النار، الخميس، دون التوصل إلى اتفاق لوقف القتال وإطلاق سراح الرهائن الذين احتُجزوا في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

إلى ذلك، يفر نحو 30 ألف شخص «كل يوم» من رفح، وقد نزح حتى الآن أكثر من 110 آلاف فلسطيني من المدينة إلى أماكن أخرى في قطاع غزة، وفق ما أعلن مسؤولون في الأمم المتحدة، الجمعة.

وقال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» في غزة جورجيوس بتروبولوس «أثّر أمر الإخلاء الأخير الذي أصدرته الحكومة الإسرائيلية والمرتبط بالعملية العسكرية في غزة حتى الآن على 110 آلاف شخص أو أكثر نزحوا شمالاً».

وأضاف خلال المؤتمر الصحفي الدوري للأمم المتحدة في جنيف أن «معظم هؤلاء الأشخاص اضطروا للنزوح خمس أو ست مرات» منذ بداية الحرب. وأكد أن «30 ألف شخص ينزحون من المدينة كل يوم».

وأكد بتروبولوس أنه بدون إمدادات في الأيام المقبلة، من المتوقع أن يفتقر عدد كبير من المرافق الصحية إلى الوقود اللازم لمواصلة العمل، مشدداً على أن الوضع بلغ «مستويات طوارئ غير مسبوقة».

ويشمل ذلك 5 مستشفيات تابعة لوزارة الصحة في غزة، و5 مستشفيات ميدانية، و17 مركزاً للرعاية الصحية الأولية تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» مع شركاء آخرين، و10 عيادات متنقلة تقدم خدمات التطعيم وعلاج الصدمات النفسية وسوء التغذية، و23 منشأة طبية في بلدة المواصي الواقعة إلى الشمال من رفح.

ووفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فقد توقف ضخّ المياه في رفح وتجري صيانة المرافق بما يكفي للحيلولة دون فقدانها بشكل دائم.

وأوضح المكتب: «لقد توقف إنتاج المياه الرئيسي في محافظات شمال غزة ومدينة غزة، ما ترك 450 ألف شخص مع إمكانية محدودة للغاية للحصول على مياه الشرب». وأوضح أن مخزون الغذاء لدى برنامج الأغذية العالمي والأونروا سينفد في الأيام المقبلة.

بدوره، شدد كبير منسقي الطوارئ في منظمة «اليونيسيف» في قطاع غزة هاميش يونغ على ضرورة «عدم غزو» رفح، ودعا إلى التدفق الفوري للوقود والمساعدات إلى قطاع غزة.

وقال متحدثا من رفح: «بالأمس كنت أتجول في منطقة المواصي التي طُلب من سكان رفح الانتقال إليها».

وأضاف: «لقد فر أكثر من 100 ألف شخص من رفح خلال الأيام الخمسة الماضية وما زال النزوح مستمراً». وأوضح أن «الملاجئ تتزايد على الكثبان الرملية في المواصي، وأصبح من الصعب الآن التنقل بين كتلة الخيام والقماش المشمع».

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

10 أيار 2024 16:08