17 أيار 2024 | 17:21

فن

في ميلاده الـ 84… عادل امام يبقى "الزعيم"

في ميلاده الـ 84… عادل امام يبقى


زياد سامي عيتاني



أتم عادل إمام 84 عاماً من العطاء والاخلاص لتجربته الفنية، الذي لقبه محبوه من الجمهور المصري والعربي بـ “الزعيم”، وجاء هذا اللقب ليؤكد “المنهج” و”الدليل” الذي رسمه، وكان عنوانه الموهبة والذكاء الاستثنائي في تقديم تجارب لا يشبه بعضها الآخر، حتى وإن تكرر نمط الشخصيات.

عادل إمام شق طريقه ووضع بصمته باكراً على الرغم من توقيت ظهوره وسط جيل كبير من أساتذة الفن، فعلى الرغم من صغر حجم أدواره في البدايات لكن عشقه للفن جعله في تحدٍ واضح مع ذاته، أراد فيه أن يكون دائماً في المقدمة ولن يقبل بغير ذلك، ليس غروراً ولكن بذكاء واستثمار لموهبته وعشقه للفن الذي طوّعه في تقديم شخصيات حتى وإن تصادف تشابه مضمونها لن تجدها واحدة في نمط الأداء.

بدأ مسيرته في عالم الفن عندما كان طالباً والتحق بفرقة التلفزيون المسرحية عام 1962، حيث بزغت موهبته على الرغم من حصوله على أدوار صغيرة مثلما حدث في مسرحية “أنا وهو وهي” عام 1962 في دور دسوقي أفندي، بجوار النجم الراحل فؤاد المهندس. لم تكن الأفلام التي قدمها في السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم مجرد أعمال تتناول أحلام تلك الطبقات بل إسقاط على موضوعات تؤكد معاني خاصة بالحياة مثل الحب، الصداقة، البحث عن حقائق الأشياء وغيرها، كان من أبرز علاماتها: “حب في الزنزانة”، “الغول”، “حتى لا يطير الدخان”، “النمر والأنثى”، “المولد”، “على باب الوزير”، “المشبوه” وغيرها من الأعمال التي لا تعد ولا تحصى في رحلة الزعيم في تلك المرحلة التي تركت بصمات محفورة في مشواره ولدى عشاقه وجمهوره.

وازدادت تجربة الزعيم تألقاً في مرحلة التسعينيات التي يمكن أن تمثل “مرحلة الاستنارة” التي اصطف فيها المثقفون الذين أخذوا على عاتقهم مهمة محاربة الجماعات الارهابية التي ارتكبت كثيراً من الجرائم في تلك الحقبة. لم يخشَ عادل إمام التهديدات والتوعد بالتخلص من حياته ولكن اختار فقط أن يكون رمزاً للفنان المستنير الذي قرأ المشهد مبكراً، ليجعل من أعماله الشهيرة في تلك الحقبة “الإرهابي” و”طيور الظلام” أيقونات سينمائية لا يمكن إسقاطها من الذاكرة.

وتأتي مرحلة العقد الأول من الألفية الجديدة والتي تمثل كثيراً من الذكاء والخضرمة الفنية التي قرأ فيها “الزعيم” ضرورة أن يكون مجاوراً في أعماله لجيل جديد من الشباب، الذي إنطلق معهم بروحه ليجدد عهده مع جمهوره بأعمال اكتسب بها شرائح جديدة من مراحل عمرية مختلفة، مزج فيها بين خبرته والنجوم الكبار مثل عمر الشريف، ميرفت أمين، لبلبة، يسرا، وبين مجموعة كبيرة من الشباب في تلك المرحلة الذين أصبحوا نجوماً فيما بعد، ومن أبرزهم: شريف سلامة، بسمة، أحمد مكي، أحمد السعدني، شيري عادل، نيكول سابا، محمد إمام، هند صبري وآخرون في أعمال مثل: “مرجان أحمد مرجان”، “حسن ومرقص”، “عريس من جهة أمنية”، و”عمارة يعقوبيان”.

على خشبة المسرح ثبت عادل إمام قدميه كنجم أول مع مسرحية “مدرسة المشاغبين” عام 1971، وقدم خلال مسيرته 17 مسرحية، منها “الواد سيد الشغال و”شاهد ما شفش حاجة”، ولا يمكن نسيان تحقيقه رقماً قياسياً في مسرحية “بودي غارد” كأول مسرحية عربية يستمر عرضها لأحد عشر عاماً على التوالي.

وفي السينما قدم العديد من الأعمال، إلا أن نجوميته ظهرت ملامحها بصورة كبيرة مع فيلم “لصوص لكن ظرفاء” عام 1968 برفقة كل من النجم أحمد مظهر ومارى منيب، ثم إنطلق ليقدم أكثر من 100 فيلم حققت نجاحات مبهرة.

وبالنسبة الى المسلسلات التلفزيونية قدم “أحلام الفتى الطائر” عام 1978 و”دموع في عيون وقحة” عام 1980. وانقطع عن الدراما لمدة 32 عاماً ثم عاد فى 2012 وقدم 8 أعمال تليفزيونية عرضت في شهر رمضان في 8 أعوام متتالية بداية من مسلسل “فرقة ناجى عطا الله” وأخيراً مسلسل “فلانتينو” في رمضان 2019.

عادل إمام مشوار طويل، يؤكد فيه التميز ليس في اختيار أدواره وحرصه على العمل عليها بشغف ودأب وحسب، ولكن لكونه بالأساس فناناً مثقفاً، كان دائماً يقرأ في عقول جمهوره ما يثير اهتمامتهم وضحكاتهم وهمومهم، وعرف جيداً “سر الصنعة” التي تجعله متربعاً في قلوبهم مهما مرت السنوات وطال الغياب، محتفظاً بمكانته الخاصة في سماء الفن، لم يستطع أحد مجاورته أو منافسته.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

17 أيار 2024 17:21