سلسلة مواقف حول الملفات الكبرى الراهنة وفي مقدمها موضوع انتخاب رئيس الجمهورية وملف النزوح السوري والحرب الإسرائيلية على غزة وجنوب لبنان والقرار 1701 أطلقها رئيس "تيار الكرامة" النائب فيصل كرامي من دارة السيد خالد البساط في كفرجرة – شرق صيدا خلال حفل الغداء التكريمي الذي أقامه على شرفه بمشاركة جمع كبير من فاعليات صيدا والجنوب .
وكان كرامي وصل الى دارة السيد نبيل الزعتري في الهلالية – صيدا لينضم اليه رئيس ديوان المحاسبة القاضي محمد بدران والنائب العام المالي القاضي علي إبراهيم والنائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان والمهندس محمد دنش، حيث انتقل والزعتري برفقتهم الى دارة خالد البساط الذي كان وعائلته باستقبالهم والحضور الذين لبوا دعوته الى الغداء على شرف كرامي وابرزهم : النائبان الدكتور اسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري ، مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان ، ورئيس بلدية صيدا الدكتور حازم بديع والرئيس السابق للبلدية المهندس محمد السعودي والقاضي ماهر الزين والمدير العام السابق للشباب والرياضة زيد خيامي وحشد كبير من المدعوين .
بعد كلمة ترحيب من صاحب الدعوة السيد خالد البساط وكلمة تقديم من احمد دنش تحدث النائب فيصل كرامي فقال :
" أولاً يعجز اللسان عن الشكر والتقدير على هذه الحفاوة والإستقبال وكرم الضيافة. أستاذ خالد أنت من الأشخاص الذين يعتز الإنسان بصداقتهم ، ومدعاة فخرنا واعتزازنا ان نحافظ على هذه الصداقة . شكراً مجدداً على هذه الدعوة الكريمة وهذه الحفاوة .
ولا نستطيع ونحن نتحدث في هذا اللقاء الا أن نذكر صيدا واهل صيدا وعائلات صيدا . طبعا كل عائلات صيدا هم أهلنا وامتداد لنا.. لكن الأهم هي ليست صلة الدم ولا ترابط الزواج ولا حتى الترابط المذهبي ..القيمة الحقيقية هي الترابط بالمواقف الوطنية والنضالات . ونحن في هذا البيت ومن هذه المنطقة لا نستطيع الا ان نذكر كل من ضحى في سبيل لبنان وكل من وضع اللبنة الأساسية للمقاومة وكل العائلات الصيداوية هي عائلات عزيزة وغالية على قلوبنا .. الدكتور أسامة سعد وماذا يحكي الواحد عن النضالات وعن التأسيس الذي أسستموه والحمد لله هذا الشيء مكمل ومستمر. الدكتو عبد الرحمن البزري أيضا انتم أسستم لنهج كامل بالتضامن والتكافل الإجتماعي . وايضاً لا نستطيع ان ننسى الشهيد رفيق الحريري وآل الحريري كلهم الذين وقفوا وضحوا حتى بحياتهم في سبيل هذا البلد . نحن من هذا الموقع وفي هذا المكان نكمل بعضنا البعض ، ويجب أن يبقى هذا النهج ويستمر لأن لا احد يستطيع أن يأخذ محل أحد ، نحن بالنهاية فريق واحد في سبيل خدمة هذا البلد.. سماحة المفتي وهذه المؤسسة التي ترعانا جميعاً ، هي خيمة لنا جميعاً .. هكذا نريدها وهكذا نتأمل بها وهكذا نسعى - حتى عندما نحن نصل بمكان لأن نختلف بين بعضنا- لأن تجمعنا مع بعضنا البعض.. صيدا عاصمة الجنوب وصيدا هي التي أسست لنهج المقاومة ومن صيدا نقول ان هذه القضية ستبقى وتستمر وستنتصر بإذن الله لأنها تأسست على النهج الصحيح".
وأضاف كرامي :" طبعا نحن امام ازمات كثيرة ، وحل هذه الأزمات نحن مقتنعون جميعاً انه يكون بإنتخاب رئيس للجمهورية ، ومنذ اللحظة التي قُبل فيها الطعن وعُدت الى مجلس النواب ، قلت إن الحل الوحيد حتى هذا المجلس ينتخب رئيس جمهورية هو الحوار .. وكان هناك اخذ ورد كثير لهذا الموضوع ، ولكن باختصار : حتى سفراء الخماسية - وهم أصدقاء للبنان - مؤخراً في آخر بيان لهم وصلوا الى قناعة بأن لا سبيل حتى هذا المجلس بتركيبته ونتيجة قانون الإنتخابات الهجين هذا ، كي ينتخب رئيس جمهورية ، الا بأن نسير باتجاه الحوار .. الكل تفاجأ والكل استغرب ونحن أيضا استغربنا ان البعض رحبوا بهذا البيان ، لأنه صادر عن السفراء ، ولكن نحن ورئيس مجلس النواب مراراً وتكراراً قلنا بأن الطريق الوحيد لإعادة دور المؤسسات الشرعية الطبيعية الى لبنان هو ان يكون هناك حوار ومن ثم نذهب الى جلسات مفتوحة ومتتالية . لذلك نحن نعود ونكرر ان لبنان يتركيبته الحالية وبتركيبة المجلس لا يمكن ان نصل الى نتيجة الا بالحوار، والدليل انه منذ أيام هناك الملف الطاغي الآن على المشهد السياسي هو ملف النزوح او الوجود السوري . كيف صدرت توصية عن مجلس النواب؟ صدرت لما اجتمعت الكتل النيابية بين بعضها ليومين متتاليين في مجلس النواب واتفقوا على المخرج الذي وصل الى التوصية الأخيرة والتي حملت رئيس الحكومة المسؤولية بالذهاب الى القمة العربية بورقة موحدة من أجل حلحلة هذا الملف . لذلك نقول أن الحل الوحيد هو الحوار، ولا مهرب من الحوار بين اللبنانيين لأن الحل الآخر هو التقاتل والتناحر والتنافس الداخلي وهذا ما لا نريده ".
وتابع كرامي :" الأمر الآخر، منذ أيام صدرت توصية عن مجلس النواب وحسناً فعل مجلس النواب انه اصدر توصية ملزمة للحكومة - هكذا قيل لنا انها ملزمة - لحلحلة هذا الملف . ولنوضح موقفنا بشكل عقلاني ومنطقي ، هذا الملف هو ملف شائك وحساس ودقيق ، وهذا الملف يستعمل بقضايا طائفية ومذهبية ونحن لا نريد ان نعود الى الماضي.. والى من ادخلهم ومن أبقاهم .. هذا الإشكال يجب أن نحله لأنه ملف متفجر في الداخل اللبناني بلحظة جداً حرجة .. نحن اليوم في الجنوب هناك جزء من الجنوب فيه حرب . البارحة على بعد كيولمترات قليلة من هنا تم قصف إسرائيلي على أراضينا .. لذلك نحن نقول ان الملف يعالج من خلال الدولة والدولة فقط ، ولا نستطيع أن نسلم أمرنا لا لأحزاب ولا لبلديات لكي تقوم بشكل فردي بإجراءات معينة ، تنقل المشكل من بناية الى بناية ومن حي الى حي ومن منطقة الى منطقة ... الحل يكون عبر القانون أولاً باعطائنا الداتا أو أن الدولة اللبنانية تحصي الداتا الحقيقية ، لأن التقصير الحقيقي حدث من الدولة . هل يعقل أن دولة "بأمها وأبوها" ليس لديها داتا؟. وكيف تطلب الدولة اللبنانية من مفوضية اللاجئين ان تعطيها داتا النازحين المتواجدين على أراضيها ، فتقول المفوضية "ما بعطيكم او بعطيكم الداتا ناقصة"! . بالتالي هذا موضوع لا يعالج بالأطر الطائفية ولا بالمذهبية ولا هو ملف انتخابي ، هو ملف حساس جداً ويجب أن يعالج بالأطر القانونية، وعبر الدولة اللبنانية وبالتواصل مع الدولة السورية".
وقال : الموضوع الأخير الذي لا نستطيع ان نغيب عنه هو غزة وفلسطين والجنوب وما يجري وما يحدث ، والأهم بينها اننا سمعنا مؤخراً " لهفة " بعض اللبنانيين على موضوع الـ1701 وانه يجب على لبنان الإلتزام بالقرارات الدولية.. خير انشاء الله .. ومن قال أننا لا نريد ان نلتزم بالقرارات الدولبة. نحن نقبل وجاهزون ان نلتزم لكن السؤال لا يُسأل لنا بل يُسأل بالعكس .. ودليل على هذا الكلام ، هناك حديث تسرب عن اجتماع بين بعض النواب اللبنانيين مع مسؤول أميركي واضح انه مسؤول عن ملف لبنان وهو هوكستاين ، يقول لهم : ان اللبنانيين جاهزون لأن يلتزموا بالـ1701 لكن المشكل ليس عند اللبناني وانما عند إسرائيل لأنها مصرة ان تراقب لبنان جواً وبراً وبحراً . وستبقى تسيّر طائرات فوق لبنان ولن تلتزم بوقف هذا الشيء .. لأن الـ1701 يرد لنا أراضينا المحتلة فاذاً المشكل ليس عنا . نحن جاهزون للإلتزام بالـ1701 وأهلا وسهلا بالـ1701 وبكل القرارات الدولية التي تحمي أرضنا وتحمي لبنان واللبنانيين" .
وختم كرامي بالقول :" اما بموضوع نشر الجيش في الجنوب ، فطبعاً الكل يعرف ان الجيش اللبناني منتشر وموجود في الجنوب وهذا جيشنا ولا احد يزايد علينا به ، او يدخل بيننا وبين الجيش .. ولكن هل مسموح للجيش ان يتسلح وان يأتي بصواريخ .. وهل هو قادر ان يتحمل 10 آلاف عسكري إضافي؟.. كل هذه أسئلة تُسأل .. لذلك اليوم علينا ان نكون جميعاً صفاً واحداً بمواجهة هذا العدو ان لم يكن بالسلاح فبالكلمة، واذا لم يكن بالكلمة فبالمنطق وان لم يكن بالمنطق فبوحدة الصلف لحماية لبنان مما سيأتي.. ونحن نرى ما يفعل العدو في غزة وفي جزء عزيز على قلوبنا من الجنوب".. وأخيرا وليس آخراً، تحية لغزة وتحية للأقصى وتحية للقدس وتحية للجنوب وسلام للبنان وسلام لكم والسلام عليكم".
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.