هي قصة قاتل مأجور محترف اقرب منها الى الخيال، يجوب البلدان لتنفيذ مهمات القتل الموكلة اليه من"الزبائن" مقابل المال. فبعد الولايات المتحدة الاميركية والمملكة العربية السعودية والبوسنة والهرسك وباريس، "حطّ" المغربي كريم بشري، الذي يحمل الجنسية الايطالية، في لبنان الذي زاره مرتين لتنفيذ مهمة "الزبون" وكان مسرحها طريق المطار قرب ملعب العهد وكانت تقضي بإحراق "هنغار" صناعي او تفجيره.
إتخذ بشري من هذا العمل مهنة له في موازاة مهنته في تجارة الكلاب في ايطاليا التي ولد وترعرع فيها، وذلك بعد ان "حصل" على عمله كقاتل محترف من خلال "الشبكة السوداء". فبمجرد ان يكتب "قاتل محترف" على تلك الشبكة، حتى يتلقى عروضا من"الزبائن" ، من دون ان يعلم اي منهما بهوية الآخر الحقيقة. وكسب بشري من هذا العمل مبالغ طائلة باليورو، لكنه ينفي ان يكون قد اقدم على قتل أحد ما، انما كان يحتال على الزبائن، بحيث كان يسافر بالفعل الى البلد المنوي تنفيذ المهمة فيه ، ويكتفي بإلتقاط صور وفيديوهات للمستهدفين ويرسلها الى الزبون لايهامه بانه في طور التخطيط.
كان بشري يتلذّذ برؤية الاشخاص عندما يصابون بالهلع والذعر لدى اخبارهم عن مخططاته، وكان من بين هؤلاء سائق اجرة لبناني رافق المتهم في جميع تنقلاته في لبنان خلال زيارتين الاولى في مطلع العام 2018 حيث حضر بشري من ايطاليا لتنفيذ مهمة لصق اعلانات على باب متجرين في بيروت وجونية والثانية في شهرآذار من العام نفسه لتنفيذ مهمة إحراق الهنغار، وقد تقاضى مقابل ذلك 12500 يورو.
في مهمته داخل لبنان، لم يكن بشري يهدف للهدف الاساسي للمهمة ولم يكن يسأل الزبون الذي كان يقول له ان الامر يتعلق ب"تنافس في مجال الاعمال"، وكان يستحصل على الاحداثيات عن الاهداف من الزبون نفسه عبر تطبيق ال"غوغل مابس"، ليعود المتهم في الوقت نفسه ويقول اثناء استجوابه امام المحكمة العسكرية بحضور مترجمة للغة الايطالية، "ان هدفي كان الحصول على المال ولم يفكر بحجم الضرر او الاذى الذي قد يلحقه بالشخص المستهدف".
في"مهماته الخارجية" أوكل الى بشري في باريس قتل 3 اشخاص وعادة ما يكون واحد منهم شريك سابق للزبون، لكنه استطاع اقناع الاخير بقتل شخص واحد وهو "الشريك"، وبالنتيجة فانه لم ينفذ المهمة، ورغم ذلك تقاضى مبلغ 20 ألف يورو من الزبون، الذي كان بشري يعمل على كسب ثقته بإرسال صور له للشخص او المكان المستهدف ما إضطره الى السفر الى مكان تواجد الهدف ليصل في سفراته الى البوسنة.
اما في لبنان، وعن عملية "الهنغار"، إستطلع بشري المكان الذي نقله اليه سائق الاجرة اللبناني الذي اقترح عليه تصوير داخله عبر طائرة"درون"، وذلك بعدما تجرأ على اخبار الاخير عن مخططه لانه لم يكن يأخذ العملية على محمل الجد، كما لم يذهب بعيدا في عملية التحضير لتفجير الهنغار او إحراقه، والذي تبين ان بداخله جرار زراعي، اما سبب طلب الزبون منه تنفيذ هذه المهمة فيقول بشري كذلك "تنافس في مجال الاعمال"، لكنه في النهاية لم ينفّذها بسبب القاء القبض عليه.
في الزيارتين التي قام بها بشري الى لبنان، قام بجولات سياحية فزار بعلبك لانه سمع بانها"رائعة"، وكان ذلك فجرا، قبل ان يسهر في ملاهي جونية وفي "زيتونة باي"، كما زار معلم مليتا، بعد ان اصبح مبلغ ال 12500 دولار "في جيبه".
وقررت المحكمة استدعاء سائق الاجرة الى جلسة تعقدها في 11 حزيران المقبل.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.