برعاية رئيس "تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين" نقولا بوخاطر، احتفلت الأسرة التربوية لـ"دار العناية "– الصالحية بتخريج طلاب المعهد المهني الخاص والمعهد الفني الرسمي في الدار بمختلف الاختصاصات المهنية ولشهادتي البكالوريا الفنية والإجازة الفنية .
وحضر حفل التخرج الذي أقيم في حديقة دار العناية : البطريرك السابق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام ، ومفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان والرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت أنطوان ديب ،والرئيسة العامة للراهبات المخلصيات الأم تيريز روكز ورئيس دائرة التعليم المهني والتقني في الجنوب الأستاذ سمير محمود وجمع من رؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات المنطقة .
استهل حفل التخرج بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد دير المخلص وتقديم من عريف الحفل بطرس موسى الذي قال أنه " منذ تأسيس هذا الصرح عرف بانفتاحه وبتعاونه مع الجميع دون تمييز، همه الوحيد خير الإنسان من دون تفرقة .. من هذا المنطلق وبفضل التعاون المثمر مع الدولة اللبنانية وبخاصة وزارة التريية ومديرية التعليم المهني ولد منذ سبع سنوات ومن حضن الدار مولود جديد هو معهد دار العناية الفني الرسمي الذي نتشارك واياه اليوم فرحة التخرج .. ".
الأب حداد
بعد ذلك ألقى مدير دار العناية الأب مطانيوس حداد كلمة قال فيها ان " لبنان يجمعنا على اختلاف انتماءاتنا ليتكون لبنان الرسالة من تنوع أبنائه ويرفرف فوق رؤسنا علم واحد خفاق .. من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب وطن واحد.. لبنان الشهادة والتنوع اصبح غنىً لأبنائه ولن يكون ابداً سبيلاً لإنقسامات تفرق أبناءه. وهذا الصرح سيبقى يدافع عن رسالته مع كل انسان ولكل انسان، ويشرفنا ان يكون احد مؤسسيه حاضراً معنا، غبطة البطريرك غريغوريوس لحام. ولكن المؤسسين الثلاثة هم فرسان من دير المخلص، هم أبناء مخلصيون وما الرئيس العام الأرشمندريت أنطوان ديب بحضوره الا ليمثل هذه الرهبانية بعطائها وليتابع رسالة المؤسسين. ومن باب لبنان الرسالة لا نتكلم عن التعايش بل نتكلم عن العيش المشترك بين الطوائف، ولا أدلَّ عليه اكثر من تواجدكم جميعاً ونحن على أبواب عيد الأضحى المبارك فكل عام وأنتم بخير ".
وأضاف:" وكما نفتخر بأبنائنا الخريجين ، نتمنى لأبناء شعبنا الفلسطيني ان يأخذ ابناؤه حصتهم فنرفع صوتنا عالياً الى الدول الصديقة والى المؤسسات الدولية لكي تعمل صادقة لرفع حرب التدمير في غزة ، ولنقول لهم ارفعوا ايديكم عن أبناء شعبنا الفلسطيني ليحفظ أبناؤه كرامتهم في وطنهم ويتابعوا دروسهم. فنرفع التحية لهم .
وتوجه الى الخريجين بالقول :" تنهون مرحلة لتبدوأ مرحلة أخرى ، والرهبانية الباسيلية المخلصية ترفع اليوم شعاراً ذا جناحين أرجو أن تاخذونهما بعين الاعتبار وهما : العلم والعمل . فإنكم اليوم على أبواب مرحلة جديدة فمنكم من سيتابع علمه ، وهناك من اصدقائكم من سبقوكم العام الماضي ، وحصلوا على درجة امتياز في "الالكترو تكنيك" وكان من أبنائنا الثاني على لبنان والأول والثاني والثالث على الجنوب وانا أرى في عيونكم انكم ستتابعون هذه المسيرة ، وستتابعون علمكم وأتمنى ان يكون في لبنان . فلبنان غني بجامعاته ومعاهده ومعلميه ولسنا بحاجة الى الغربة . وان دخلتم الى معترك الحياة فلا تخافوا ولا تقولوا انا ذاهبون الى مكان لا نعرفه ولكن نسمع ان الفساد ملأ لبنان . الفساد لم يملأ لبنان ولم يدمر مؤسسات لبنان ولكن بعض اللبنانيين هم الذين خانوا بعضهم الآخر. وان كان الفساد موجوداً فبسبب بعض اللبنانيين الذين تركوا طريق الشرف والعمل بعرق جبينهم . وانتم بدمكم الجديد ستبنون من جديد مؤسسات بلدنا التي لم تنهار ولكن نخرها سوس بعض الفاسدين فلا تتبعوا طريقهم بل اتبعوا طريق ذويكم".
وختم متوجهاً الى الأهل :" اخذنا منكم امانة وسقينا وأنمينا ما انتم زرعتم ، ونحن الآن نعيد اليكم امانتك ، فتابعوا المسيرة معهم لنبني معا الوطن واحداً لجميع أبنائه" . شاكراً جهود الهيئتين الإدارية والتعليمية في المعهدين الخاص والرسمي في الدار.
كلمة الخريجين
وبعد أغنية من وحي المناسبة أدتها الطالبة تيا مخايل ، القت ماريا إسكندر كلمة الخريجين فعبرت عن فرحتها الكبيرة وزملائها بالتخرج بعدما امضوا سنين عديدة في هذا الصرح مليئة بالنتاج العلمي والتربوي . وقالت :" هو يوم استثنائي ومميز لنا جميعاً طال انتظاره لنحتفل فيه بنهاية مرحلة دراسية ، ولننتقل الى مرحلة جديدة نرسم فيها مستقبلاً واعداً وناجحاً .. كانت رحلة دراستنا مليئة بالتحديات والصعوبات خاصة اننا نعيش في ظل أوضاع اقتصادية صعبة وازمات كبيرة يمر بها بلدنا الحبيب. ولكن كل لحظة قضيناها في سبيل تحقيق هدف النجاح تستحق كل التضحيات". متوجه بالشكر لإدارة المعهد وللمعلمات والمعلمين والى الأهالي ، واعدةً باسم زملائها بمتابعة مسيرة العلم والنجاح.
وجرى بعد ذلك تسليم الشعلة من الطالب المتفوق إبراهيم الحلبي الى الطالب في السنة الثانية جو الياس ، وأداء الخريجين للقسم ، جرى تكريم الطلاب المتفوقين حيث قام الأب حداد بتسليمهم دروعا تقديرية. وتلى ذلك أغنيتان ادتهما الطالبتان "نور عبد الهادي واليانا مخايل ".
نقولا بوخاطر
ثم ألقى راعي الحفل نقولا بوخاطر كلمة استهلها بالقول :" يسعدني ويشرفني رعاية هذه المناسبة العظيمة مناسبة تخرجكم من دار العناية ، هذا اليوم الذي يمثل نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة في حياتكم التي ان شاء الله تكون مزدهرة . انتم اليوم تحملون بأيديكم شهادة تقنية تفتح لكم أبواب المستقبل ، في عالم اصبحت الكفاءة التقنية مقدرة كثيراً . فسواء كنتم خريجي تقنيات كهرباء او محاسبة او إدارة فندقية او غيرها.. مهاراتكم ومعرفتكم ضرورية لنهضة مجتمعنا وتقدمه . فالعالم يتغير بسرعة كبيرة والتكنولوجيا تتقدم بسرعة البرق، مما يخلق فرص وتحديات جديدة كل يوم : ذكاء اصطناعي ، روبوتات ، سيارات تقاد لوحدها، تقنيات الطاقة المتجددة وغيرها .. لم تعد مجرد افكار مستقبلية بل هي واقع نعيشه اليوم. وهنا يأتي دوركم كشباب وشابات، مبدعين ومبدعات، لتواكبوا هذا التطور ولتواكبوا هذه الشركات العالمية والمحلية وتطورها ".
وأورد بوخاطر بعض الأرقام والتوقعات لسوق العمل خلال السنوات والعقود القليلة القادمة ، فأشار الى أن سوق الأمن السيبراني اليوم في العالم يشهد ازدهاراً كبيراً ، متوقعاً توافر 3.5 مليون وظيف شاغرة في هذا المجال في العامين المقبلين ، و12 مليون وظيفة شاغرة في مجال الروبوتات حتى العام 2030 . و42 مليون وظيفة شاغرة في مجال الطاقة المتجددة حتى العام 2050 ، كما توقع ارتفاعاً في قيمة الرواتب في مجال إدارة وخدمات الفنادق بنسبة 18 % ، وفي مجال المحاسبة بنسبة 25 % .. ".
وخاطب الخريجين بالقول :" الشهادة التقنية اليوم في مجالات اختصاصاتكم هي شهادة مطلوبة ونطالب بها في "تجمع رجال وسيدات الأعمال" الذي أتشرف بترؤسه منذ حوالي 5 سنوات . هذا هو مستقبلكم في الوظائف، فقد اخترتم المناسب. لكن اعلموا ان التعليم لا يتوقف ويجب أن يستمر. وانتم في المستقبل وبجهودكم واصراركم ستساهمون ببناء عالم افضل . تذكروا أن الشهادة ليست فقط ورقة بل هي مفتاح للمستقبل ، لكن المفتاح أو الشهادة لوحدها لا تفتح أبواباً ، ان لم تحصّن بالقيم التي تعلمتموها من اهاليكم ومن هذه الدار قيم النزاهة والعمل الجاد والتعاون والوفاء .. ".
وأضاف بوخاطر :" اعملوا من أجل هدف سامي وحلم يجعلكم تستيقطون كل يوم على شغف تحقيقه مهما كانت الصعوبات. ونحن اليوم نعيش مصاعب كبيرة في الجنوب.. لكن بدون حلم لا يوجد هدف، وبدون هدف لا يمكن أن تتركوا بصمة فريدة في حياتكم أو أثراً طيباً في العالم. اذا فكرتم بهذا الهدف ستصلون اليه، المهم أن لا تخافوا وحتى ان لم تصلوا اليه، عليكم ان تسعوا كل يوم للوصول اليه خطوة تلو خطوة ".
وقال :" بالنسبة لي كان هدفي ولا يزال هو أن ابني جسوراً ، لا أعني جسوراً عادية بل معنوية ، بين أطياف المجتمع لأننا في لنبان احوج ما نكون الى هذه الجسور .. واعتقد ان هذه الدار تبني جسوراً .. وهذا البلد اذا وقف على قدميه فلأن فيه من يبني جسوراً .. ونحن من خلال عمل التجمع نفكر دائماً كيف نبني جسراً بين القطاع الخاص والقطاع العام .. وكذلك في عملي في مركز سرطان الأطفال افكر دائماً كيف أبني جسراً بين الطفل الذي يحتاج لدواء والشخص المقتدر الذي يمكن أن يساعد.. كما نفكر كيف نبني جسوراً بين الشباب وبين الإبتكار في العمل" .
وتابع بوخاطر يقول :" كثيرون توقعوا للبنان مجاعة خلال السنوات الخمس الماضية ، مررنا بأزمة قوية ولكن لبنان فاجأ العالم كله.. فما الذي أبقى المجتمع صامداً ؟ .. أولاً المساعدات الإجتماعية .. القطاع الخاص الذي آمن بالبلد وبقي يستثمر ، وثالثا المغتربين الذين لم ولا ينسوا لبنان . وانا لا أخاف ان تتركوا لبنان لتتعلموا او للعمل لكن أخاف ان ينقطع هذا الجسر بينكم وبين البلد . فاحفظوا لبنان دائماً في قلوبكم اينما ذهبتم ، لأنكم ستعودون اليه في مرحلة معينة ..وعندما تذهبون الى الخارج اعلموا انكم ستكونون مميزين حتى لو كانت صورة لبنان اليوم ضعيفة في الخارج لكن صورة اللبناني ليست ضعيفة . دوركم ان تستمروا ولا تفقدوا الأمل أبداً ، وأن تسعوا كل يوم بإضافة شيء جديد تساعدوا فيه لبناء الوطن ".
واعتبر بوخاطر أن " لبنان هو رسالة سلام وعيش مشترك، وأرض تتجسد فيها قوة إرادة قوية وإبداع شبابنا وروابطنا المتينة مع الإغتراب، وصمود القطاع الخاص، والمدارس والجامعات والمستشفيات .. وان كل هذه الامكانيات جعلت البلدان الكبيرة تصف لبنان بالبلد العظيم .. ".
وختم بوخاطر بتحية شكر وتقدير للأهل الذين ضحوا لأجل أن يصل أبناؤهم لما وصلوا اليه ، ولمدير الدار والهيئتين الادارية والتعليمية على جهودهم ، مهنئاً الطلاب على تخرجهم ومتمنياً لهم التوفيق في متابعة دراستهم وفي حياتهم العملية لاحقاً .
بعد ذلك قام بوخاطر بمشاركة الأرشمندريت ديب والأب حداد ومدير الدروس جورج ديب ومدير المعهد الفني الرسمي ايلي ديب بتوزيع الشهادات على الخريجين .
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.