لم يعد يتسع شارع الحمراء، ولا متفرعاته وزواياه، لمزيد من المتسولين. أمهات وأطفال يفترشون الأرصفة و الزوايا و أبواب المتاجر، يطلون من نوافذ السيارات يطلبون "حسنة". عند الاشارات الحمراء يعلنون انطلاقة "ماراثونهم " اليومي الذي يمتد لثماني ساعات أو أكثر وحوالى 80 دولارا من "العائدات" الصافية في أحسن الأحوال.
أعدادهم في لبنان بحسب المشروع الوطني لمكافحة التسوّل التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية في حدود ال 15 ألف متسول، غالبيتهم من الأطفال، 76 في المئة منهم من النازحين السوريين، 12 في المئة متعددو الجنسيات ، و8 في المئة لبنانيون. أما مراكز التجمع الكبرى ، فثلاث: شارع الحمراء، كورنيش طرابلس وخط صيدا البحري.
في "الثالوث" الاستراتيجي الذي "يبيض ذهباً" للمشغلين، ولا سيما بعد توافر معطيات تؤكد تورط شبكات منظمة جرى توقيف بعض أفرادها مؤخراً ، تتوقع الدراسة نفسها أن تصل عائدات المشغل الواحد الى حدود 24 ألف دولار في الشهر، يجني منها الأطفال التهديد والضرب و"الذل" من على أبواب المؤسسات التجارية. وفي حين ترفع المؤسسات الحقوقية الصوت:"الطفل يجب أن لا يكون معيلا لعائلته"، من المتوقع أن يكون الموسم الصيفي "مأزوماً" بالمتسولين طالما أن لبنان في قلب أزماته المزمنة ولا حلول جذرية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.