16 حزيران 2024 | 21:40

أخبار لبنان

مفتي زحلة والبقاع: نريد اكتمال عقد المؤسسات بانتخاب رئيس جديد للجمهورية

ألقى س مفتي زحلة والبقاع الدكتور الشيخ علي الغزاوي خطبتي عيد الأضحى المبارك بعد أداء صلاة العيد في غزة حيث أرسل رسائل عدة للبنان وفلسطين والمغتربين واللاجئين

فعن مفهوم التسليم لله عز وجل عند سيدنا إبراهيم وعائلته قال: "أسلم إبراهيم لنداء ربه وأسلم إسماعيل لنداء ربه، وأسلمت هاجر مع الأب والابن، ولذلك كان من إبراهيم عندما عاد ما عاد حتى يعطي إبنه دنيا ولم يأت له بعقارات مسجلة باسمه، ولم يأت له بأكياس من الدراهم والدنانير، بل عاد إبراهيم حتى يذبح ولده. عاد إبراهيم إلى أرض الحجاز بعد أن بلغ إسماعيل السعي، وإذا بإبراهيم الذي رأى في الرؤيا أنه يذبح ولده كان باستطاعته أن يفعل ذلك ولكن أراد أن تسلم أسرته بكاملها."

وعن مفهوم التضحية عبر سماحته مخاطبا: "نحن أمة استجابة، نحن أمة تضحي بالغالي حتى تملك ما هو أغلى، إن سلعة الله غالية، إن سلعة الله الجنة. إن التضحية في هذا العيد تعلمنا كيف نكون أسرة مسلمة لله."

وعن ربط التضحية بالقضية الفلسطينية وما يحدث من اعتداءات وحشية في غزة فلسطين عبر قائلا: "إذا كان هناك أضحية وهدي في أرض الحرم فهنا في أرض فلسطين تضحية وفداء، هناك تسال دماء الأضاحي وأما هنا فمن أجل بيت المقدس تسيل دماء الرجال والنساء والأطفال، هنا يبعث الأمل من جديد. يقولون إن بيوتنا وإن أجسادنا وإن أعراضنا وإن أبنائنا وإن أموالنا فداءً حتى يقوم عز الإسلام في أرض فلسطين العزيزة."

وأضاف قائلا: "إن الرحم الذي ينبت تحريرا لأرضنا هو الرحم الذي نراه اليوم في غ.ز.ة، تولد فيه اليوم ولادة ليست سهلة، إنها ولادة ملطخة بالدماء عنوانها الصبر والثبات لتقول للأمة من هنا كان البلاء ومن هنا الحل بإذن الله."

وفي رسالة من غزة لبنان إلى غزة فلسطين قال سماحته: "من غ.ز.ة البقاع نرسل لكم يا أهل غ.ز.ة الثابتين تحية الإيمان وتحية الصبر وتحية الجهاد وتحية الثبات. صحيح أن المساجد قد هدمت ولكن الساجد لم يهدم". نسأل فنقول: "يا جيوش عالمنا لماذا النجوم على أكتافكم، ويا قادة شعوبنا لماذا الكراسي من تحتكم، إن فلسطين هي القرار، ليس خائنا من كان مع إخواننا، ليست الخيانة من ذكر فلسطين أو ذكر غزة أو ذكر البطولة فيها."

وفي شأن انزلاق الأوضاع في جنوب لبنان قال سماحته: "نحن شاء الله أن نكون مجاورين للقضية، وأن نعيش قضيتنا في هذا الجوار، في جنوبنا وفي بقاعنا الغربي وفي أرض العرقوب الذي أثبت لبنان مع ضعفه أنه الأقوى لأنه يعيش القضية. إن لبنان السابق والذي دحر العدو من البقاع الغربي والجنوب، وكأنه يقول إن الطريق لبيت المقدس من هناك من غزة وكذلك من الجنوب حتى تكون الساحات ساحة واحدة"

وفي الحديث عن كيان الدولة قال: "هذا البلد لبنان الذي نريد منه أن يكون قويا في مؤسساته، من مجلس نوابه ومن حكومة تصريف الأعمال فيه أن تقوم على شؤون الإدارات وأن يكون الوطن لكل أبنائه. إن في أبنائنا طاقات نريد أن نقدمها للوطن لا أن نأخذ حصة من الوطن"

وقد دعا المفتي لانتخاب رئيس للجمهورية فقال: "نريد اكتمال عقد مؤسسات الدولة بانتخاب رئيس الجمهورية وأن يقوم مجلس النواب الذي انتخبه الناس بانتخاب رئيس للجمهورية حتى تكتمل الصورة الوطنية حتى يعود المغترب"

وفي حديثه عن المغتربين عبر المفتي الغزاوي قائلا: "إن المغترب يعيش قلقا، إن المغتربين يعيشون خطرا على الكليات الخمس، خطرا على دينهم وأعراضهم وأموالهم وأنفسهم وعقول أبنائهم. لذا إن الحل هو أن يعودوا ليجدوا بلدا مطمئنا." وفي تحية للمغتربون قال: "تحية لكم من أرض الوطن الذي لا زلتم أنتم شريان حياته ولا زلتم في عطائكم لأرحامكم ولمؤسساتكم ولدولتنا حتى تعود لكم أموالكم المحجوزة في البنوك."

وأكد على دور الدولة المتماسكة في مواجهة العدو قائلا: "نحن بحاجة إلى تلك الدولة المتماسكة في وجه العدو الذي يحرق أرضنا في الجنوب، البارحة في أرض شبعا حرق جبل وكادت النار أن تصل إلى بيوت أهل شبعا. نحن من هنا نقول إن أرض لبنان واحدة لا فرق بين الجنوب والشمال ولا بين العاصمة والأطراف، إن أرض ينبغي للدولة في حمايتها ورعايتها لذلك نقول إن مؤسساتنا العسكرية والأمنية وما بقي من الإدارات هي ضمانة فما ينبغي لأحد أن يمس هذه الإدارات بسوء."

وفي موضوع النازحين السوريين طالبهم بتسوية أوضاعهم مع الدولة مخاطبا الدولة أنهم ليسوا سواء: "أولا يجب أن ينطلق بالملف من منطلق إنساني وأن نعامل هذا الملف معاملة إنسانية، ونريد من الإخوة السوريين أن ينسقوا وجودهم مع دولتنا وليس مع الأمم والجمعيات الخارجية، إن الدولة هي الضامنة فاجعلوا وجودكم محاطا بدولتنا حتى تبقى دولة، فإذا ما بقيت دولة فنحن وأنتم في أمان، وإذا ذهبت الدولة لا سمح الله فلا نحن ولا أنتم سنبقى. الدولة هي التي تحمينا وتحميكم فنظموا وجودكم مع الدولة ومن يستطيع أن يعود إلى أرضه فليعد إلى أرضه، لأن أرض سوريا لن يبنيها ولن يعيد إعمارها إلا أهلها، لذلك فمن استطاع العودة فليعد إلى أرضه عودة آمنة وعودة عمرانية بنيوية حتى تعمر سوريا بأهلها لا بالغرباء عنها."

وفي رسالته إلى الدولة قال: "نحن نريد من الدولة أن لا تعامل الناس معاملة سوية، ليسوا سواءً، هناك من ينبغي أن يحتضن وهناك من ينبغي أن يكرم وهناك من ينبغي أن يسهل له الطريق حتى يعود عودة آمنة."

وختم خطبته بدعوة للشباب: "لا نريد شبابا يحمل فكرا تافها، لا نريد لشبابنا أن تحمل فكرا تفسيقيا أو تكفيريا، لا نريد أن يدخل إلى شبابنا المخدرات ولا الضياع ولا الفسوق ولا العصيان."

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

16 حزيران 2024 21:40