4 تموز 2024 | 18:00

أخبار لبنان

الرئيسان اللّدودان!

الرئيسان اللّدودان!

بقلم الإعلامي منير الحافي:

لم تَخرج المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي جو بايدن وسلفه المرشح الجمهوري دونالد ترامب عن إطار التوقعات. فكثيرٌ من المحللين كانوا يعتقدون بأن ترامب سوف يغلب بايدن «بنقطة» حين يلتقيان وذلك بسبب شخصية ترامب العدائية، بانتظار نقاط أخرى، ثمّ «الضربة القاضية» ربما، في الانتخابات في الخامس من تشرين الثاني المقبل. علماً أن استطلاعات الرأي منذ أشهر، تشير إلى أن المرشحَيْن متقاربان في حظ الوصول مجدداً إلى البيت الأبيض.

المناظرة نظمتها قناة سي.أن.أن للمرشحين في مدينة أتلانتا، بولاية جورجيا التي من المتوقع أن تلعب دوراً مؤثراً في الانتخابات. وكانت المناظرة بمثابة «برنامج تلفزيوني» - Show مع رجلين كبيرين بالسنّ، لا يتحملان بعضهما البعض.

كانت هذه المناظرة، الأولى في تاريخ المناظرات الأميركية، التي تُعقد دون تنظيم «لجنة المناظرات الرئاسية» التي كانت تُشرف على هذه الفعاليات منذ عام ١٩٨٨. وهي المناظرة الأولى في التاريخ الأمريكي التي تجمع بين رئيس حالي ورئيس سابق.

«الرئيسان» المرشحان، لم يتصافحا. وهذا دليل على عمق الكره الشخصي بينهما. وهذا الأمر ينعكس بالضرورة على جمهور كل منهما. كره الزعماء، ينعكس على الأتباع والمناصرين.

بايدن الديموقراطي، رافقته زوجته. بينما ترامب الجمهوري، لم يصطحب عقيلته. وهذه إشارة أيضاً، إلى شخصية وخلفية كل منهما.

العمر لكلا المرشحين، هو مدار تساؤل الأميركيين والعالم. فبايدن يبلغ واحداً وثمانين عاماً، ويعتبر أكبر رئيس أمريكي سناً في التاريخ. وهذا الأمر إلتفت إليه العديد من الديموقراطيين، لكن بايدن استطاع التغلب على هذا العائق الكبير، ثم ضَمِن ترشيحه من قبل الحزب الديمقراطي. فيما تساءل الكون: أليس في الحزبين، شبانٌ وشابات كي يكونوا مرشحين؟

وخلال اللقاء التلفزيوني، ظهر هذا الأمر جلياً، إذ بدا بايدن متردداً في بعض الأحيان وتعثّر في الحديث أكثر من مرة.

في المقابل، يبلغ ترامب ثمانية وسبعين. أي أنه ليس شاباً، لكنّه في صحة جيدة وتركيز عقليّ واضح وفي اندفاع جسدي ومعنوي. ترامب استطاع أيضاً التغلب على المنافسين من حزبه في وقت مبكر من العام. وخلال المناظرة، لم يَدَع بايدن يأخذ أنفاسه، فشنّ هجوماً تلو الآخر عليه لكن كان يورد معلومات مغلوطة متكررة، على غرار الادعاء بأن المهاجرين ينفذون موجة جرائم وأن الديمقراطيين يدعمون قتل الأطفال.

اللافت في مناظرة المرشحين «الختيارَين» أنهما كالا لبعضهما الاتهامات الشخصية، وأيضاً في السياسة.

الرئيس الحالي، وصف سلفه بأنه «لا يستحق أن يكون رئيساً» وأنه كان أسوأ رئيس للولايات المتحدة. وقال لترامب: أنت هو الأحمق.. أنت هو الفاشل. وأنت شخص مدان.

ترامب من جهته، وصف بايدن بأنه «ليس قائداً». فقال:«حرب أوكرانيا لم تكن لتحدث لو كان لدى الولايات المتحدة قائد». بايدن يترك الحدود مفتوحة لتدمير أميركا. بايدن تسبب في ارتفاع التضخم وقتل المواطنين السود. بايدن أصبح كالفلسطينيين وهو فلسطيني سيئ. العالم يتجه للانفجار بسبب قلة الاحترام لأميركا في عهد بايدن. نقترب من الحرب العالمية الثالثة بسبب بايدن. فوزي في الانتخابات سيكون الفرصة الأخيرة لإخراج أميركا من الوحل.

الأقسى من هذا الكلام قاله ترامب في اليوم التالي بعد المناظرة خلال تجمع لمناصريه في ولاية فرجينيا. فوصف بايدن بأنه محتال! وسأل جمهوره: هل شاهدتم الليلة الماضية شيئاً يسمى مناظرة؟ كان ذلك كبيراً لكن كما رأيتم على شاشة التلفزيون الليلة الماضية، حققنا نصراً كبيراً على رجل يتطلع حقاً إلى تدمير بلدنا».

وتابع: «على الرغم من حقيقة أن المحتال جو بايدن قضى الأسبوع بأكمله في كامب ديفيد يستريح ويعمل ويدرس.. لقد درس بجد لدرجة أنه لم يكن يعرف ماذا كان يفعل بحق الجحيم». وعن موضوع عمر بايدن، قال ترامب إنه ليس أكبر من أن يصبح رئيساً، لكنه «غير كفء».

أما بايدن فاعترف في اليوم التالي للمناظرة أمام حشد من المؤيدين بولاية كارولينا الشمالية أنه «ليس شاباً» لكنه لن يترك السباق الرئاسي. وهاجم ترامب بقوة ووصفه بأنه «تهديد حقيقي لهذه الأمة.. إنه تهديد لحريتنا، إنه تهديد لديمقراطيتنا، إنه حرفياً تهديد لكل ما تمثله أميركا». أضاف: «الاختيار في هذه الانتخابات بسيط. دونالد ترامب سيدمر ديمقراطيتنا وأنا سأدافع عنها».

وهكذا، أعزائي، ترامب أو بايدن.. واحدٌ منهما سيكون رئيساً للولايات المتحدة، والمؤثر الأول في سياسات العالم. 

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

4 تموز 2024 18:00