5 تموز 2024 | 10:45

عرب وعالم

عملية زراعة كلية ناجحة في الإمارات لطفل من غزة ‏

الفشل الكلوي حالة طبية مزمنة، تضنيالجسد،وتستنزف الروح، بسبب الحاجة إلى غسيل الكلى ‏باستمرار. وهومرهِقٌ وصعب على الكبار، فكيف على طفلما يزال في العاشرة من عمره؟

محمد طفل موهوب من غزة، هوايته الرسم وشغفه الفن، كان يحلم بالمستقبل مثل أقرانه، ‏لكنهتعرضلفشل كلوي منذ شهر مارس 2023، نظراً لقلّة الموارد الطبية والصحية المطلوبة في ‏القطاع، وندرة الأدوية المتاحةالمطلوبة لمرضى الكلي وغيرهم.‏

ومع التدهورالشاملوالمستمر للأوضاع في غزة على المستويات الصحية والخدمية والحياتية منذ ‏شهر أكتوبر الماضي، كان محمد يحصل على فرصة واحدة فقط لغسيل الكلى كل أسبوعين في ‏مستشفيات القطاع المتبقية، وكان يضطر إلى تقليل تناول السوائل بانتظار الموعد المقبل ‏للغسيل،مع صعوبةٍ بالغة في الحصول على المياه النقية ومياه الشرب وأبسط الأدوية الأساسية.‏

حتى موعد غسيل الكلى لم يكن مضموناً، وذلك بسبب التعطل المتكرر للكثير من المرافق ‏الصحية لانعدام الوقود والكهرباء أو توقف المولدات عن العمل أو نقص الكوادر الطبية أو عدم ‏القدرة على الوصول إليها. وما زاد الأمر صعوبة وتعقيداً كان هاجس النزوح المستمر بعيداً عن ‏المركز الصحي الذي يتلقى فيه العلاج.‏

وعادةً ما تقترن خطورة الفشل الكلوي لدى الأطفال بتعقيدات عديدة، منها الأثر العميقلغسيل الكلى ‏على صحة الطفل وحياته،والذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة. كما يعاني مَن يخضع ‏لغسيل كلى لضوابط تقيّد نوعية أكله وكمية السوائل التي يشربها.‏

انفراجة

الانفراجة بالنسبة للطفل محمد بدأت في شهر ديسمبر 2023، حين استطاع الوصول رفقة والده ‏إلى الإمارات،على متن الطائرة الإماراتية، التي حملت عدداً من الجرحى ومرضى السرطان،الذين ‏خرجوا من قطاع غزة إلى مدينة العريش المصرية وتم نقلهم للعلاج في أبوظبي.‏

وفور الوصول، بدأ طاقم طبي متخصص في مدينة الشيخ خليفة الطبية التابعة لشركة "صحة" ‏في أبوظبي، مباشرةرحلة علاج مكثفة له، تمثلت بدايةً في جلسات الغسيل الكلوي 3 مرات في ‏الأسبوع لمدة 4 ساعات لكل جلسة، بالإضافة إلى التعامل مع ارتفاع في ضغط الدم الذي كان ‏يعاني منه رغم صغر سنه بسبب مضاعفات القصور الكلوي ونقص العلاجات له في قطاع غزة. ‏وتم التعامل مع الأعراض والسيطرة عليها بفاعلية عالية وباستخدام الأدوية والعلاج المناسب، ‏حتى استقرت حالته.‏

ونظراً للمضاعفات الخطيرة للفشل الكلوي على المدى البعيد، تمت تهيئة محمد لعملية زراعة الكلية، ‏التي أصرّ والده على أن يتبرع بها له، ليعيش حياته كغيره من أطفال العالم.‏

تجهيزات واستعدادات على مدار الساعة

وأكدتالدكتورة منى الحمادي المدير الطبي التنفيذي بالإنابة في مدينة الشيخ خليفة الطبية، أن ‏مقدرات وموارد المدينة الطبية جاهزة على مدار الساعة للتعامل مع الحالات الطبية والصحية ‏الطارئة والحرجة والملحّة التي حطت رحالها من غزة فيأبوظبي. ‏

وقالتالدكتورة منى الحمادي:"نجحنا في استقبال العديد من الأطفال الجرحى والمرضى القادمين من ‏غزة في مدينة الشيخ خليفة الطبية ضمن المبادرة التي وجّه بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ‏آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله". ونواصل تقديم كل الخدمات التي تسهّل عليهم رحلة العلاج ‏والتعافي. والتزامنا هذا تجاه الأشقاء الفلسطينيين يعتز به كل كوادر المدينة الطبية." ‏

فريق متكامل وفحوصات شاملة

وعمل فريق طبي متكامل من "مدينة الشيخ خليفة الطبية" على استكمال كافة الشروط والتحاليل ‏المطلوبة لنجاح العملية.‏

وعن ذلك، يقول الدكتور إيهاب الخصاونة استشاري ورئيس وحدة كلى الأطفال في مدينة الشيخ ‏خليفة الطبية، والذي قاد الفريق: "بعد إجراء تقييم كامل لحالة الطفل محمد الأسطل وإجراء ‏فحوصات شاملة لوالده من قبل فريق قسم الكلى للبالغين للاطمئنانإلى حالته الصحية بشكل عام، ‏والتأكد من إمكانية تطابق الكلية قبل زراعتها،تم توحيد جهود أخصائيي فريق الأطفال وعدد من ‏الجراحين المتخصصين فيزراعة الأعضاء في المدينة الطبية لإجراء عملية زراعة الكلى التي ‏تكللت بالنجاح. والآن تعمل الكليةعلى أكمل وجه، بحيث استغنينا بشكل كامل عن الحاجة لعملية ‏الغسل."‏

الفحوصات الشاملة لتقييم المطابقة استمرت 3 أشهر، فيما استغرقت عمليات نقل الكلية ‏وزراعتها6ساعات من التحضيرات والعمل الجراحي الدقيق. واليوم يقوم الطفلمحمد بزيارات ‏دوريةمن مكان إقامته في مدينة الإمارات الإنسانية إلى "مدينة الشيخ خليفة الطبية" للاطمئنان إلى ‏صحته وتعافيه الكامل.‏

رسوماته لتخليد أبطاله

وفي تعليق للطفل محمد: "شكراً لوالدي البطل الذي أعطاني كليته. وشكراً لأطباء الإمارات الذين ‏أراحوني من غسيل الكلى حتى أعيش حياة طبيعية. سأرسمهم لأتذكرهم دائماً، لأنهم أبطال أنقذوا ‏حياتي."‏ 

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

5 تموز 2024 10:45