لا تزال المعابر غير الشرعية بين لبنان سوريا، تُشكّل مُشكلة مستعصية في ظل الكم الهائل من عمليات التهريب المتنوعة والمتعددة التي تحصل على مدار الأيام من سوريا تحديداً إلى لبنان، وعليه فإنّ مكافحة التهريب على أنواعه بات يحتلّ أهمية بالغة لدى القوى الأمنية والجيش على وجه الخصوص في ظل دعوة مجلس الدفاع الأعلى إلى ضبط جميع هذه المعابر واتخاذ التدابير اللازمة لوقف عمليات التهريب على أنواعه وتحديداً تلك المتصلة بتهريب السلاح والبشر.
فعلى خط الحدود اللبنانية - السورية الممتدة بطول حوالى 375 كيلومتراً، ثمة ما يُناهز 150 معبراً بينهم خمسة معابر فقط شرعية، وهي: معبر المصنع، الدبوسية، جوسية، تلكلخ، البقيعة وطرطوس، بينما المعابر البقية فتتوزع على طول الحدود الشرقية والشمالية. وفي هذا الإطار، تلفت مصادر عسكرية إلى أنّ "ملف المعابر غير الشرعيّة بالغ الحساسية والدقة نظراً للصعوبات التي تواجه الوحدات العسكرية أحياناً خلال عملية إغلاق تلك المعابر خصوصاً في فصل الشتاء والعواصف"، كاشفةً لـ"مستقبل ويب" أنّ "الوحدات المتمركزة في المناطق الحدودية بالتعاون مع مخابرات الجيش، طوّرت عمليات الرصد والمتابعة إن لجهة كيفية الإنتشار، أو على خط كشف معظم المعابر غير الشرعية التي يتم استحداثها على يد مجموعات تسكن في قرى ومناطق حدودية من الجهتين اللبنانية والسورية".
ورداً على سؤال، تؤكد المصادر العسكرية أنّ "الحرب على مهربي السلاح مستمرة بزخم وقد أسفرت العمليات الجارية عن تجفيف مصادر السلاح وتضييق الخناق على المهرّبين ومشغليهم، ما انعكس في الآونة الأخيرة انخفاضاً في نسب عمليات التهريب وارتفاعاً في نسب القبض على المتورطين ومن بينهم عناصر مافيات ضالعة بتهريب أسلحة حربية وذخائر من الأراضي السورية إلى الداخل اللبناني عبر الحدود في منطقة الهرمل تمهيداً إلى تسليمها لجماعات مسلحة أو لتجّار سلاح"، كاشفةً في هذا الإطار أنّ "قائد الجيش العماد جوزف عون يقوم بشكل يومي بالإطلاع من قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية في المناطق الحدودية على كافة المجريات الأمنية والمهمات الميدانية التي يجري تنفيذها، وسط ارتياح كامل يسود قيادة الجيش إزاء الأوضاع الحدودية ومسار تثبيت عملية الأمن والحد من الخروقات التي كانت تتم سابقاً"، مع تشديدها في هذا السياق على وجود "أوامر صارمة لكافة الوحدات بالتعامل بشكل حازم مع محاولات عمليات التسلّل إلى الأراضي اللبنانية، حيث تواكب القيادة تباعاً تطورات الوضع عبر تقارير يومية مفصّلة تتعلق بالحركة اليومية" على الأرض.
أما رداً على الحملة التي كانت قد استهدفت المؤسسة العسكرية من بوابة "الأبراج الحدودية" مع سوريا، فتكتفي المصادر العسكرية بالإشارة إلى أنّ "هذه الأبراج هي لمراقبة الحدود ومنع تسلل الإرهابيين والمهربين سواء تهريب البشر أو السلاح، وهي بالفعل ساهمت إلى حد كبير في تثبيت الاستقرار في المناطق الحدودية تماماً كما ساعدت في عمليات مراقبة كامل الحركة على مستوى محاولات العبور إلى الأراضي اللبنانية".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.