22 تموز 2024 | 14:17

منوعات

ملح البحر الفرنسي الفاخر يرسخ حضوره في مطابخ الشرق الأوسط

ملح البحر الفرنسي الفاخر يرسخ حضوره في مطابخ الشرق الأوسط

: على الساحل الفرنسي للبحر الأبيض المتوسط، المطل على مياهه الزرقاء النقية، يتلألأ مستنقع إيغ مورت المالح الشاسع ببلورات رقيقة لامعة وناصعة. ومع نسيم البحر المنعش والمالح صباح أحد أيام شهر سبتمبر، تبدأ حركة عمّال الملح أو "مزارعي البحر" (المعروفين باللغة الفرنسية باسم سونييه)، بعملية ترشيح الملح وفرزه بمهاراتهم وخبراتهم الرائدة في حصاد الذهب الأبيض من الطبيعة.

يقوم عمّال الملح بإعادة توجيه مياه البحر ليجمعوها في أحواض ضحلة قبل تبخرها تاركةً وراءها الملح. لكنه ليس كأي ملح، إذ يأتي ملح "لا بالين" من البحر بنسبة 100%، وتستخدمه العائلات الفرنسية تاريخياً منذ العام 1934، ويشتهر بصفائه ونكهته النقية والمميزة. تضم الأصناف التي تقدمها تلك العلامة التجارية الملح الناعم والخشن، وزهرة الملح، ويجري إنتاجها باستخدام الطاقة الشمسية المتجددة والرياح للاحتفاظ بأهم معادنها.

ويشكّل ملح "لا بالين" جزءاً من "سالينز"، المجموعة الفرنسية التي تأسست في العام 1856. ووُلدت المجموعة في منطقة كامارغ ، جنوب فرنسا، والتي تحتضن إيغ مورت ومشاهدها الطبيعية الساحرة على مساحة تتخطى 140 ألف هكتار، وتتجول فيها طيور الفلامينغو الوردية بحريّة. ويعدّ اللون الزاهر لطيور الفلامينغو نتيجة للمياه عالية الملوحة، حيث يتغذى القريدس الصغير على الطحالب الدقيقة الغنية بمادة البيتا كاروتين، ثم يتغذى طائر الفلامينغو على القريدس الصغير، مما يسفر عن تمثّل اللون الوردي في ريشه.

كما تعدّ المستنقعات المالحة الشاسعة في إيغ مورت موقع إنتاج ومحمية بيئية. تقلص طرق التبخر الطبيعية المستخدمة فيها من تأثيرها البيئي، حيث يبذل عمال الملح جهوداً هائلة للحفاظ على البيئة البحرية، بما يؤمن التوازن الدقيق ضمن المنظومة البيئية.

وقال فرانك هورتوبيز، مدير التسويق لدى مجموعة "سالينز": "أصبح الطهاة في كل مكان، بما في ذلك الشرق الأوسط، أكثر وعياً بأصول منتجاتهم. ويتزايد الطلب على المصداقية والشفافية حول مكان وسبل الحصول على الغذاء ومكوناته، مع تفضيل قوي للمواد المنتجة طبيعياً والتي يجري حصادها بصورة مستدامة بانسجام مع الطبيعة".

وتحتفل اليوم "لا بالين" بالذكرى الـ 90 على تأسيسها. كما شكّل دخول العلامة التجارية إلى سوق دولة الإمارات عام 2016 توسعاً في سوقي البحرين والسعودية داخل منطقة الشرق الأوسط. وستحتفي الشركة عام 2025 بمرور ثلاثين عاماً على وجودها في المنطقة، ضمن مسيرة بدأت في لبنان.

وستبلغ قيمة السوق العالمية للملح البحري الفاخر 553.6 مليون دولار بحلول نهاية العام 2024، حيث يبحث الأشخاص عبر أنحاء العالم عن أفضل النكهات لمطابخهم. وليس الشرق الأوسط استثناءً لتلك القاعدة، حيث سينمو السوق بمعدل إجمالي يبلغ 3.8% بين عامي 2023 و2030 . لكن لا يقتصر ذلك التوجه على الطلب على أفضل المنتجات؛ بل يرجع ذلك أيضاً إلى الوعي العام المتزايد بالبيئة، إذ يفضل الجمهور الحصول على الملح من مصادر مستدامة، بعدما أصبح أكثر وعياً بالأثر البيئي لممارسات الحصاد التقليدية.

وتابع هورتوبيز: "غالباً ما تعتبر المنتجات ذات المصادر المستدامة أكثر صحة وأماناً. نقدم في مجموعة "سالينز" للعملاء منتجات من الملح تسفر عن أقل بصمة كربونية ضمن القطاع عبر عمليات إنتاج تركز على الحفاظ على الطاقة والموارد، مما يضمن عدم الإضرار بالبيئة."

ويشمل هذا النهج الإدارة الدقيقة لتدفق مياه البحر وبذل جهود كبيرة للحفاظ على التنوع البيولوجي للمستنقعات المالحة، مما يسهم في الصحة البيئية العامة للمنطقة الساحلية. تعتمد طريقة الإنتاج على التبخر البطيء باستخدام طاقة الشمس والرياح فقط، مما يوفر بديلاً أنظف بأشواط مقارنة بطرق الإنتاج الضخم.

يذكر أن المطاعم في مختلف أنحاء العالم تعين اليوم شخصاً متخصصاً في الملح يقدّم المشورة للرواد حول الملح الذي يجب عليهم استخدامه في كل طبق. ومثلما حصل الجنود الرومان قديماً على علاوة لشراء الملح (المعروفة باللاتينية باسم "salarium"، وهي أصل كلمة "salary")، تظل المنكهات عالية الجودة عنصراً أساسياً في الأطباق المعدة جيداً والذوق الراقي. أما بالنسبة لـ"لا بالين"، التي تواصل مسيرتها منذ 90 عاماً ضمن مجال الملح البحري، يعدّ ذلك دون شك سبباً للاحتفاء. 

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

22 تموز 2024 14:17