واجهت البعثة الأكبر لاسرائيل في تاريخ مشاركاتها الأولمبية بيئة "صعبة" خلال ألعاب باريس، بعد أسبوع تخلّله في بعض الأحيان اساءات من جماهير معادية ومضايقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومأساة في الوطن، بحسب ما قالت رئيسة اللجنة الاولمبية الإسرائيلية يائيل أراد لوكالة فرانس برس.
افتتح الوفد الإسرائيلي المكوّن من 88 رياضيا ورياضية، رصيده من الميداليات الخميس عن طريق بيتر بالتشيك في مسابقة الجودو للرجال وإنبار لانير في الرياضة عينها عند السيدات، في حين يأمل في انتزاع ميداليتين أو ثلاث أخرى خلال الأيام العشرة المتبقية، وفقاً لما اشارت أراد لفرانس برس.
عاب التركيز على المسابقات في العرس الاولمبي بعض الصعوبة، إذ تعرّض الرياضيون الإسرائيليون لتهديدات بالقتل عبر الإنترنت، وتسريب معلوماتهم الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن استهدافهم بالاستهجان والإيماءات المعادية للسامية خلال المباراة التي جمعت المنتخب الاسرائيلي لكرة القدم بنظيره الباراغوياني على ملعب "بارك دي برانس".
قالت أراد، لاعبة الجودو السابقة التي فازت بأول ميدالية أولمبية لبلادها في برشلونة 1992، "لقد أعددنا رياضيينا لأي نوع من الاستفزازات، وقمنا بإعدادهم من خلال اجتماعات خاصة وفريق خاص. وكانت الرسالة الرئيسة التي قدمناها لهم هي أننا هنا للتنافس، ولإظهار الروح الإسرائيلية".
وجهت الحكومة الإسرائيلية أصابع الاتهام إلى الجماعات المدعومة من إيران بشن حملة متطوّرة من المضايقات عبر الإنترنت وهجمات التصيّد الاحتيالي وهي نوع من الهجمات الإلكترونية التي تستخدم رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية.
وأضافت أراد "لقد كان الأمر صعباً. كما تعلمون نحن أمّة في حزن، في حزن منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر"، في إشارة إلى الهجمات التي شنتها حركة حماس على إسرائيل والتي خلفت 1170 قتيلاً، وفقا لإحصاء لفرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وقالت أراد إن القصف الصاروخي الدامي في مرتفعات الجولان السوري المحتل والذي أدى إلى مقتل 12 طفلاً كانوا يلعبون كرة القدم في نهاية الأسبوع الماضي، أثرّ أيضاً على الفريق.
وأوضحت "أنا راضية جداً عن قدرة رياضيينا على ... تحمّل الحزن والأسى والمشاكل وإعطاء الأمل والإلهام إلى الوطن".
عار
تسبّب القصف الإسرائيلي المستمر لغزّة في إثارة الجدل في أولمبياد باريس.
حتّى قبل انطلاق الألعاب، طالبت اللجنة الأولمبية الفلسطينية باستبعاد إسرائيل بسبب انتهاكها الهدنة الأولمبية ومقتل ما يصل إلى 400 رياضي وشخصية رياضية فلسطينية.
وتشير تقديرات وزارة الصحة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس إلى أن نحو 40 ألف شخص لقوا حتفهم في الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ 10 أشهر، في حين يواجه القطاع نقصاً حاداً في المواد الغذائية ويعاني من سوء التغذية.
وصفت أراد دعوة نظيرها الفلسطيني جبريل الرجوب لمقاطعة الوفد الإسرائيلي بـ "العار"، وقالت "أعتقد أن هذا عار أن يقوموا بدلاً من التركيز على الرياضة بإدخال السياسة إلى ميدان اللعب"، مضيفة أن الرجوب كان "إرهابياً مداناً" بعدما أمضى 17 عاماً في السجن لمهاجمته جنوداً إسرائيليين.
كما دافعت عن لاعب الجودو الإسرائيلي بالتشيك الذي احرز الميدالية البرونزية، بعد انتقادات من الرجوب ونشطاء آخرين مؤيدين للفلسطينيين بسبب منشوره على وسائل التواصل الاجتماعي في تشرين الأول/أكتوبر، والذي كتب فيه "مني إليكم بكل سرور. حماس هي داعش" على صورة لقنابل إسرائيلية.
اختير بالتشيك لحمل العلم الإسرائيلي خلال حفل الافتتاح الجمعة الماضي.
قالت أراد عن رسالته، نافية في الوقت ذاته التقارير التي تتحدث عن أنه وقّع على القنابل "إنها ليست ضد دولة. إنها ليست ضد شعب، إنها ضدّ منظمة إرهابية".
استطردت "لم يوقّع على أي قنبلة... اخذ صورة من مواقع التواصل الاجتماعي ونشرها".
اجراءات أمنية مشددة
شُدّدت الإجراءات الأمنية حول الفريق الإسرائيلي بشكل استثنائي، حيث كُلّفت شرطة النخبة الفرنسية بحراسة الرياضيين على مدار الساعة ومرافقتهم في كل مرّة يغادرون فيها القرية الأولمبية في شمال باريس.
قالت أراد إن الفريق اعتاد على مثل هذا السيناريو منذ دورة الألعاب الأولمبية في ميونيخ عام 1972 التي شهدت هجوماً على الرياضيين الإسرائيليين.
وختمت "نحن نثق في الأمن هنا في باريس. ودوري مع فريقي هو منح هؤلاء الرياضيين الفرصة للتركيز على الرياضة فقط".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.