هاجم مسلحون وزارة الاتصالات الأفغانية في وسط كابول امس مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص على الأقل وأنهى شهورا من الهدوء النسبي في العاصمة ويلقي الضوء على التهديدات الأمنية المستمرة رغم جهود بدء محادثات سلام مع حركة طالبان.
بدأ الهجوم قبيل ظهر السبت بانفجار نفذه انتحاري عند مدخل المبنى متعدد الطوابق الذي يضم وزارة الاتصالات في منطقة تجارية مزدحمة بالمدينة وأعقبه إطلاق نار تسنى سماع صوته من على بعد ميل.
وقال مسؤول حكومي إن من بين القتلى أربعة مدنيين وثلاثة من أفراد الشرطة فيما أصيب ثمانية مدنيين أيضا.
وقالت سيدة رشيد وهي مديرة مكتب في الوزارة تمكنت من الهرب هي وعدد من زملائها: "رأينا مسلحا يحاول اقتحام مكتب لدى هروبنا وكان يحاول إطلاق النار علينا وكان يصيح ’سأقتلكم جميعا’"، مشيرة إلى أن ست نساء على الأقل أصبن.
وأظهرت لقطات تلفزيونية الناس وهي تهرب بعد بدء إطلاق النار والانفجارات قرب البرج الحكومي المؤلف من 18 طابقا.
وقال نصرت رحيمي المتحدث باسم وزارة الداخلية إن الشرطة طوقت المنطقة المحيطة بالمبنى بينما اشتبك ما لا يقل عن ثلاثة مسلحين مع قوات الأمن لعدة ساعات قبل أن يتم صد الهجوم في النهاية قرب حلول المساء.
وقالت وزارة الداخلية في بيان إن أكثر من 2800 موظف في وزارتي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والثقافة تم إجلاؤهم خلال عملية تطهير المبنى.
كما تم إجلاء العديد من الأطفال والموظفين من مركز لرعاية الأطفال لموظفي الوزارة.
وقالت ربيعة التي تعمل في مركز رعاية الأطفال: "كنا نتناول الغداء عندما سمعنا انفجارا... جمعنا الأطفال في الغرفة الآمنة وانتظرنا وصول قوات الأمن".
ووقع الانفجار أيضا بالقرب من فندق سيرينا شديد التحصين وهو أحد الفنادق القليلة التي لا يزال الزوار الأجانب يستخدمونها في إحدى المناطق التجارية الرئيسية في المدينة. ويقول مسؤولون أمنيون إن انتحاريا هو الذي نفذ الانفجار فيما يبدو.
ويمثل الهجوم عودة لتنفيذ العمليات المعقدة في مركز حضري وهو أسلوب تسبب في سقوط مئات القتلى في كابول ومدن أخرى على مدى السنوات الماضية.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم وأصدرت حركة طالبان بيانا نفت فيه مسؤوليتها عنه.
وأعلنت جماعة محلية تابعة لتنظيم الدولة مسؤوليتها عن العديد من مثل تلك الهجمات.
واتسمت الأوضاع في كابول قبل هجوم اليوم بالهدوء النسبي فيما عقد مسؤولون أمريكيون سلسلة من الاجتماعات مع ممثلين عن طالبان لمحاولة الاتفاق على أسس تسوية سلمية وإنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من 17 عاما.
وفيما تواصلت الاشتباكات الضارية في أنحاء أفغانستان أعلن مسلحو طالبان بدء هجومهم السنوي في الربيع كما هو معتاد لكن مرت أشهر منذ وقوع آخر هجوم كبير يستهدف مدنيين في العاصمة.
ويأتي الهجوم بعد أيام من إلغاء اجتماع بين مسؤولين من طالبان وساسة أفغان وممثلين للمجتمع المدني كان مقررا في قطر. ويلقي الهجوم الضوء على العقبات التي تعرقل جهود التوصل لتسوية سلمية.
وقال مسؤولون إنهم يأملون في عقد اجتماع قريبا لكن لم يتحدد أي موعد لذلك بعد.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.