27 أيلول 2024 | 14:47

عرب وعالم

"اليونيسف": عدد الأطفال الذين يُقتلون يومياً في لبنان يفوق العدد المُسجّل عام 2006

دعت "اليونيسف" بشكل عاجل جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي لضمان حماية المنشآت المدنية والمدنيين، بمن فيهم الأطفال والعاملون في المجال الإنساني والطبّي. ويشمل ذلك تسهيل التنقل الآمن للمدنيين الباحثين عن الأمان".

وفي بيان، كشفت أنّه "مع ارتفاع شدّة النزاع الحالي في لبنان، يفوق عدد الأطفال الذين يُقتلون يومياً العدد المُسجّل عام 2006".

وقالت: "بلغ المتوسط اليومي لعدد الأطفال الذين قتلوا في لبنان هذا الأسبوع أكثر من ضعف عدد الأطفال الذين قُتلوا يومياً خلال نزاع عام 2006 المدمِّر"، مشيرة إلى أنّه "خلال نزاع عام 2006 الذي استمر 33 يوماً، قُتل ما يُقدر بـ 400 طفل، أو حوالي 12 طفلاً يومياً. أمّا الآن، فقتل 50 طفلاً في غضون يومي الاثنين والثلاثاء من هذا الأسبوع وفقا لوزارة الصحة العامة اللبنانية، التي تتوقّع أيضاً أنه لا يزال المزيد من الأطفال تحت أنقاض المباني المدمّرة في جميع أنحاء البلاد".

وأضافت: "أدى التصعيد في الأيام الأخيرة إلى مقتل وإصابة الآلاف، وإلى نزوح جماعي، كما تسبب في أضرار جسيمة للبنية التحتية، وزرع خوفاً لا يمكن تصوره في حياة الناس اليومية في جميع أنحاء البلاد".

وفي هذا الشأن، قال إدوارد بيجبيدر، ممثل "اليونيسف" في لبنان إنه "مع استمرار النزاع هذا الأسبوع، يزداد الدمار، وتتراكم المأساة تلو الأخرى".

وأضاف: "الهجمات على لبنان تُوقع الأطفال بين قتلى وجرحى بمعدل مخيف وتدمر أي شعور بالسلامة والأمان لمئات الآلاف من الأطفال في جميع أنحاء البلاد".

يأتي هذا النزاع ليضيف أزمةّ جديدة إلى الوضع الهش الذي تعاني منه أصلاً عشرات الآلاف من العائلات في لبنان. فقد تأثرت العائلات في لبنان بسلسلة من الأزمات المتتالية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك انفجار مرفأ بيروت الهائل، وتأثير جائحة كوفيد-19، والسنة الخامسة لانهيار اقتصادي خانق أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر في البلاد، بحسب "اليونيسف".

وأظهر مسح أجرته في لبنان في تشرين الثاني 2023 أن أكثر من 8 من كل 10 أسر اضطرت إلى اقتراض المال أو الشراء بالدَين للحصول على المواد الغذائية الأساسية، بزيادة قدرها 16 نقطة مئوية على مدى ستة أشهر. ووجد المسح نفسه أن 46 في المائة من الأسر في محافظة الجنوب أفادت أن أطفالها يشعرون بالقلق و29 في المائة منهم يعانون من الاكتئاب.

وتشير التقديرات أن في الساعات الـ72 الماضية وحدها، نزح مئات آلاف الأشخاص إلى المجتمعات المضيفة وأن أكثر من 70 ألف منهم توجّهوا إلى مراكز الإيواء، بحسب وحدة إدارة مخاطر الكوارث في لبنان. قبل بدأ العمليات العسكرية المكثفة هذا الأسبوع، كان قد نزح أكثر من 111 ألف شخص، من بينهم أكثر من 39 ألف طفل، من القرى والبلدات في جنوب لبنان. ومن المرجح أنهم ينزحون للمرة الثانية الآن.

وسط الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية المدنية هذا الأسبوع، تضررت محطات ضخ المياه التي شيدتها أو أعادت تأهيلها "اليونيسف" في محافظتي البقاع والجنوب، مما ترك 30 ألف شخص دون الحصول على مياه الشرب النظيفة.

استجابة للوضع المتدهور بسرعة، قدمت "اليونيسف" بالتعاون مع الحكومة اللبنانية الإمدادات الأساسية للملاجئ، بما في ذلك الآلاف من عبوات مياه الشرب النظيفة، وحزم النظافة، ولوازم التعليم والترفيه للأطفال، والبطانيات وأكياس النوم، ومستلزمات النظافة الشخصية للنساء والفتيات، وإمدادات التغذية بما في ذلك المكملات الغذائية وأغذية الأطفال. كما تقدم اليونيسف الدعم النفسي والاجتماعي، بما في ذلك خدمات حماية الطفل والتعليم والأنشطة الترفيهية في العديد من الملاجئ.

وقد سارعت "اليونيسف"، بحسب بيانها، في إجراء تصليحات ضرورية لمرافق المياه والصرف الصحي المتضررة، وأرسلت 20 وحدة صحية متنقلة لتوفير الرعاية الطبية والتحصينات المنقذة للحياة، وسلمت 100 طن من الإمدادات الطبية الطارئة إلى المستشفيات التي تواجه نقصاً حاداً ونفاداً في المخزون. ومن المقرر أن يصل 25 طناً إضافياً من إمدادات الطوارئ إلى لبنان في الأيام المقبلة، كما وهناك 53 طناً إضافياً قيد الشراء.

وأشار بيجبيدر إلى أن "الوضع في لبنان، الذي يتأرجح بالفعل على حافة الهاوية، انتقل من أزمة إلى كارثة. يجب أن تتوقف معاناة الأطفال".

وقال "الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي من خلال الوقف الفوري للتصعيد. فمن شأن نزاع واسع النطاق أن يكون له تأثير مدمر على أطفال البلاد البالغ عددهم 1.3 مليون طفل".

تتابع "اليونيسف" التزامها بالاستجابة للاحتياجات المتزايدة. وتحتاج إلى 39 مليون دولار أميركي لتنفيذ خطتها للاستجابة للنزاع لعام 2024، لكنها لم تتلق سوى 7.6 مليون دولار أميركي حتى الآن. هناك حاجة ماسة إلى مزيد من التمويل لدعم أطفال لبنان خلال هذا التصعيد المأساوي.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

27 أيلول 2024 14:47