30 أيلول 2024 | 18:45

هايد بارك

خارطة الطريق السياسية مطلوبة الآن، وليس غداً! -بكر حلاوي

كتب بكر حلاوي:

منذ ما يقرب العام، يستحوذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المبادرة السياسية داخليًا وخارجيًا، مما يفرض على القوى السياسية اللبنانية استعادة زمام الأمور منه بدلاً من الاكتفاء بالدعوات إلى الوحدة والتضامن. المطلوب هو العمل الفوري على رسم وتطبيق خارطة طريق سياسية تقلب المعادلة وتضعنا في موقع الفاعل لا المفعول به، خاصة في هذا الظرف الحرج الذي يمر به لبنان.

لا يمكن إنكار أن نتنياهو نجح خلال العام الماضي في تحقيق مكاسب سياسية، سواء على الساحة الداخلية أو الدولية. ففي الداخل، استطاع تعزيز تحالفه الحكومي وقمع الأصوات المعارضة، حتى بعد انسحاب خصمه بيني غانتس، مما دفع البلاد إلى شفا انتخابات مبكرة. وعلى الساحة الدولية، تبنى سياسة شراء الوقت مع واشنطن والاتحاد الأوروبي، معتمداً على تكتيكات دبلوماسية في مفاوضات وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن في غزة.

أما على الصعيد العسكري، فقد اتبع نتنياهو استراتيجية تصعيد تدريجي في لبنان، بدأت بمحاولة فرض وقف إطلاق نار محدود بين الجنوب اللبناني والشمال الإسرائيلي، لكنها سرعان ما توسعت إلى طموحات بتغيير خريطة التحالفات الإقليمية، وصولاً إلى التمهيد لاجتياح بري قد يمتد من مسافة ١٠ كيلو متر الى حدود الليطاني، وربما صور وصيدا وبيروت وحتى بعلبك، إن استمر الاحتلال في تصعيده غير المسبوق.

أمام هذه الوقائع، نحن في لبنان لا نملك ترف الوقت للانتظار. يجب أن نتحرك الآن وليس بعد وقف إطلاق النار، كما صرح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عقب لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري. فالتطورات المتسارعة قد تجعل الفرصة المتاحة اليوم غير قابلة للتحقيق غدًا.

المطلوب اليوم، وليس غداً، الدعوة الفورية لانتخاب رئيس جمهورية استثنائي يتناسب مع تحديات هذه المرحلة الحرجة. يجب أيضًا تشكيل حكومة جديدة ،غداً وليس بعد غد، تكون مهمتها الأولى إعادة بناء الثقة الوطنية، وضمان مشاركة واسعة عبر إضافة عدد من المقاعد للمعارضة، للتركيبة الحكومية الحالية. هذه الحكومة المنتخبة يجب أن تكون الشرعية التي تطالب العالم بوقف الاعتداءات الإسرائيلية وتطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.

هنا يكون على نتنياهو أن يواجه هذا التطور السياسي المتسارع للمرة الاولى في لبنان، وليتحمل المسؤولية أمام العالم كله، ليس كمهاجم يسعى لتبرير انتهاكاته، بل كمدافع عن موقفه أمام خرق سيادة لبنان وحقه في الحياة بسلام. بهذا يمكننا قلب الطاولة على نتنياهو واستعادة المبادرة لمصلحة لبنان ومستقبله.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 أيلول 2024 18:45