تتسارع الاحداث في الجبهة الجنوبية، مع تكثيف القوات الإسرائيلية محاولات التوغل في الأراضي اللبنانية من القطاع الشرقي، واستئناف الهجمات من محاور عديدة شمالاً من إصبع الجليل مقابل بلدة العديسة، وإلى الجنوب مقابل ميس الجبل ومحيبيب، وعلى أطراف مارون الراس، في عمليات مستمرة منذ ايام قتل خلالها عشرات الجنود الاسرائيليين.
وفي السياق، كشف الجيش الإسرائيلي أن 38 من جنوده أصيبوا خلال الـ24 ساعة الماضية عند الحدود الشمالية مع لبنان.
وأوضح جيش الاحتلال أنه منذ بداية العملية البرية قتل 11 جنديا وأصيب 168 آخرون.
وفي الناقورة سجلت محاولات توغل للمشاة بالتزامن مع رشقات صاروخية أطلقها “حزب الله” اعتٌبرت الأكثف والاوسع باتجاه حيفا وعكا والكريوت وصفد وكريات شمونة، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء في ثلاثة مواقع على الأقل شمال إسرائيل.
وبعد 9 أيام على اختبار دفاعات “حزب الله” في أكثر من موقع بالقطاع الشرقي، نفذت القوات الإسرائيلية محاولات اختراق على ستة محاور على الأقل، بينها محور ميس الجبل – محيبيب الواقعة في منطقة وسطى بين مارون الراس وكفركلا، بعد فشل التقدم باتجاه كفركلا والعديسة الأسبوع الماضي، وذلك في محاولة لاختراق دفاعات الحزب في القطاع الشرقي على أكثر من جبهة، وتشتيت القوة الدفاعية. وتزامنت تلك المحاولات مع محاولات أخرى في القطاع الغربي في اللبونة ومحيط الناقورة، حيث قال الحزب إنه تصدى لمحاولات التوغل.
قال الحزب في بيانات متتالية وصل عددها إلى 22 بياناً، مساء اليوم، إن مقاتليه استهدفوا تجمعات لقوات إسرائيلية خلف بلدة مارون الراس، وفي مرتفع القلع في بليدا، ومحاولة تسلل لقوات مشاة في رأس الناقورة تجاه “المشيرفة”، وفي كروم المراح في ميس الجبل، ومسكافعام المحاذية للعديسة وكفركلا، ومحاولة التسلل إلى منطقة اللبونة بالقطاع الغربي، محاولةً التقدم إلى ميس الجبل ومحيبيب من عدة أماكن. وأعلن مساء أن مقاتليه استهدفوا قوة لجنود إسرائيليين حاولت التسلل من منطقة رأس الناقورة تجاه “المشيرفة” بمحلِّقة انقضاضية وأصابت هدفها بدقة.
وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن كبير مستشاري وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، قد أُصيب خلال الاشتباكات عند الحدود مع لبنان.
عكست بيانات الحزب والصور التي ينشرها الجيش الإسرائيلي، اعتماداً إسرائيلياً أساسياً على المشاة في محاولات التقدم، من دون استخدام المدرعات في محاولات التوغل، وذلك بعد استهداف أربع مدرعات الأسبوع الماضي في مستهل العملية البرية على محوري يارون ومارون الراس. وأظهرت الصور ذخائر جديدة مخصصة لاستهداف الأفراد تستخدمها في الجنوب، حسبما يقول خبراء عسكريون.
وإلى جانب إعلانه التصدي لمحاولات قوات إسرائيلية التوغل داخل الأراضي اللبنانية، كثف “حزب الله” إطلاق الصواريخ في أوسع مروحة استهدافات بدأت من الجولان شرقاً، ووصلت إلى خليج حيفا والكريات غرباً على الساحل، مروراً بمدن كبيرة مثل صفد وطبريا وكريات شمونة، التي قُتل شخصان فيها إثر سقوط صواريخ من لبنان، حسبما أعلنت أجهزة الإسعاف الإسرائيلية.
ويعد القتيلان أول قتيلين مدنيين يسقطان في إسرائيل جراء صواريخ تُطلَق من لبنان منذ تصعيد الهجوم العسكري الإسرائيلي ضد “حزب الله” في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي.
وغالباً ما تُستهدف كريات شمونة التي يبعد وسطها كيلومترين فقط عن الحدود مع لبنان بصواريخ يطلقها “حزب الله”، وقد أعلنها الجيش منطقة عسكرية مغلقة قبل أشهر عدة. وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أن “نحو 20 مقذوفاً” أُطلقت على المدينة بعد الظهر من لبنان.
ودوَّت صافرات الإنذار بشكل متواصل في شمال إسرائيل، اليوم، بما في ذلك مدينة حيفا. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه جرى إطلاق 180 صاروخاً من لبنان، بينها 40 صاروخاً دفعة واحدة أُطلقت تجاه حيفا في رشقة واحدة، وبعضها تم اعتراضه فيما سقط البعض الآخر في المنطقة.
كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإطلاق نحو 90 صاروخاً من لبنان باتجاه الشمال خلال ثماني دقائق فقط، واستهدفت مواقع في الجولان وصفد وشمال طبريا.
وقال “حزب الله” إنه أطلق صواريخ باتجاه قاعدة راعم العسكرية جنوب الجولان، واستهدف تجمعاً للجنود في مستعمرة أمنون شمال طبريا، وتجمعاً آخر في مستعمرة حتسور، وتجمعاً في مدينة صفد.
من جهتها، اشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلا عن مصدر عسكري، الى ان رشقة الصواريخ التي استهدفت صفد هي الأعنف منذ بداية الحرب.
أظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة إصابة مبنى في صفد بصاروخ اطلق من لبنان.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن القصف كان كثيفًا جدًا، حيث تم إطلاق أكثر من 100 صاروخ في الرشقة الأخيرة من جنوب لبنان.
ولفتت الى "إصابة شخص في صفد إثر سقوط صاروخ أطلق من لبنان".
وأفادت القناة 14 الإسرائيلية بأنه تم تفعيل منظومة “مقلاع داوود”، في محاولة لاعتراض صاروخين أُطلقا من لبنان تجاه منطقة الكرمل.
يأتي تكثيف إطلاق الصواريخ غداة تهديد نائب الأمين العام للحزب نعيم قاسم، بأن الحزب سيضاعف إخلاء المستوطنات الشمالية، وذلك في ردّ على القصف الإسرائيلي لمواقع مأهولة واستهداف المدنيين في لبنان.
وبينما تراجعت الغارات على الضاحية إلى غارتين خلال 24 ساعة، استهدفت غارة جوية بلدة الوردانية الواقعة على ساحل الشوف في جبل لبنان، وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن إسرائيل شنت هجوماً على بلدة الوردانية، شمال صيدا على طول الساحل، مما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة عشرة. كما نفَّذت عشرات الغارات الجوية في أكثر من موقع، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بينهم مسعفون.
وقال الجيش الإسرائيلي إن سلاح الجو هاجم أكثر من 185 هدفاً على مدار الـ24 ساعة الأخيرة في لبنان. وقال إنه استهدف خلايا العناصر والبنى التحتية العسكرية والمباني العسكرية ومواقع الاستطلاع ومنصات إطلاق القذائف الصاروخية ومخازن الأسلحة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.