19 تشرين الأول 2024 | 10:27

أخبار لبنان

الرجل الآلي في الحرب

الرجل الآلي في الحرب

مازن عبّود- النهار

تناول سينغر(2009) في "ثورة الروبوتات والصراع في القرن 21" التأثير العميق الذي تحدثه ثورة الروبوتات والذكاء الاصطناعي في الحروب وطبيعة الصراعات. فالقتال صار عن بعد، أكثر اعتمادا على التكنولوجيا وأقل اعتمادًا على الجنود. مما يزيد الدقة ويقلل المخاطر. لكن هل تفوّض الآلات اتخاذ قرارات الحياة والموت، ومن يسائلها؟

Hristova (2022) في "الحرب الأولية الخوارزمية: كيف أصبحت حرب العراق مختبرًا للمنطق الخوارزمي" استعرض ظهور ثقافة هذه الحرب في العراق (2003-2010). حيث أرسل الجنود لقتال عدو في "دولة فاشلة". فشلت التجربة لأنها قلّصت الثقافة والمجتمع الى حدود بيانات بصرية تفتقر إلى السياق الثقافي والتاريخي. رأت السكان والأراضي ككيانات رقمية وخوارزمية أولية.

نتنياهو وقع في هذا الفخ، اغوته الانتصارات التي حققها عبر الذكاء الاصطناعي. فبدأ اجتياحا بريّا يتطلب جنودا. الا انّ فهم لبنان لا يرتكز فقط على الجو والبيانات واللوغاريتم بل أيضا على السياق الثقافي والتاريخي. والحزب أيضا اساء فهم تأثيرات الثورة الرقمية وتبدل اللعبة.

الروبوتات القاتلة أبشع ما اخترع، وستغيّر مسار الحروب. لكن لحسن حظ لم تدخل رسميا الميدان بعد للالتحام مع البشر.

مخيفة التكنولوجيا التي وضعت في ايدي نتنياهو والمنظمات والقراصنة وسائل فتّاكة، تحدد الاخطار والاهداف وتتخذ القرارات وتنفذ الهجمات دون موافقة أحد، بدقة وفعّالية وسرعة وبأقل كلفة جنود واعباء عاطفية.

ما عادت الحرب إنسانية التكاليف على المتطور تكنولوجيا. والعصر جعل المجتمعات الحديثة تتبلّد تجاه فظائع الحروب. الاستجابة لما يحصل عندنا بطانيات وادوية. مشكورون اصدقاء لبنان لكن هذا لا يكفي لإنه لا يوقفها. أبلغني مسؤول سابق اممي بانّ عدد الشهداء في غزة تجاوز 300.000 جراء الموت حربا او جوعا ووباء.

احداث منطقتنا تثبت انّ اللعب على الساحة الدولية هو أيضا للمنظمات وليس محصورا بالدول، وهذا يصعّب مهمة الأمم المتحدة. ما يقلق هو عدم التناسب في الرد وعدم القدرة في التمييز بين العسكري والمدني واستخدام المدنيين كدروع. والازمة انّ القانون الدولي ما صنع لقياسات رقمية.

اميركا تريد لبنان خاليا من الحزب. تستثمر في سفارة عندنا كلفتها 17 مليار $. تؤيد إسرائيل ويقلقها نتنياهو. تعمل لمتوسط امريكي. تحصّن إسرائيل فلا تتعرض لاعتداءات لكن تحرص على عدم تفلت الحرب لبنانيا. والحزب يقاتل حتى آخر جندي، ونحن بين الاثنين عالقين. أترى من يحمينا؟

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

19 تشرين الأول 2024 10:27