مازن عبّود
صديق جرف بيته، قمقم ذكرياته في دير قانون النهر. قبر نسيبته الطفلة التي دفنت منذ أشهر جرف ايضا. ام تتحسر على فقدان مقبرة جرفتها دبابات العدوان. أناس تقتل وتقتلع كي تلاحق فتقتل. قصص مؤلمة عنوانها الهجرة والزل. الاسرئيلي يحوّل الشيعة فزاعات ليحرمهم حتى ترف التضامن معهم كبشر، كمكوّن للبلد. أترى من يستطيع تحديد المدني عن العسكري بقواعد اليوم؟ غيّ الإسرائيلي يلاقيه استخفاف الايرانيّ الذي يشرفنا باستضافة حروبه ودار أهلنا. وكأننا مقاطعة إيرانية خلف البحار. لا يا جماعة ليس الشيعة رعايا ولا الجنوب ملف تفاوض!
تكلم بولدينغ في "الصورة: المعرفة في الحياة والمجتمع" (1956) عن تصورات الناس التي تسطر سلوكهم وفهمهم للعالم، وتؤثر في اتخاذ القرار والسلوك. فسلوك الناس يحدده ما يتخيلونه. نتنياهو اليوم يشيطن إسرائيل. وحروبه تؤسس لصراعات لن تنتهي. رسائله الدموية توّلد صورا مرعبة. كيف ستعيش هكذا دولة مع محيطها؟
الحرب بغيضة لأنها تحوّل الموارد عن الاستخدامات الإنتاجية. اما التعليم والتواصل فهامان لأنهما يغيّران تصورات الناس في ضوء تجارب جديدة. قد تحقق حرب نتنياهو او لا سلاما سلبيا (غياب حرب) سيتمخض عن حماس جديدة و7 اوكتوبر آخر. المطلوب سلام إيجابي يعزز العدالة الاجتماعية والرفاه الاقتصادي. صور اليوم المفزعة بذور صراعات وحروب لا تنتهي!
فمن كنف افتراضات المجتمعات عن الاخر يأتي الساسة، وتنشأ الحروب. الحسابات العقلانية تصنع سلاما ورغدا. أخشى سطوة صور اليوم على الغد. فهي عدساتنا لفهم المعطيات وتحديد المسارات والاستجابة للوقائع. صور ستتحكم بقنوات تواصلنا التي ستوجه ديناميتنا الاجتماعية.
اعتداءات نتنياهو صور مفزعة ستكوّن أجزاء هوية جماعية ستخرج صورا ك7 اوكتوبر. والنتيجة حلقة أفلام رعب لا تنتهي. تتحكّم بنا. تحرّك سلوكنا. تصنع نظمنا واقدارنا. تشكل عوائق امام الحول الدبلوماسية لإرساء سلام ايجابيّ. ننشد بناء سلام مستدام. وهذا يتطلب وقفا للنار، عقلا وفهما لتغيير الصور. ونشرع ببناء مستقبل بالتربية والحوار.
احلم ببلد بلا جماعات مسلّحة ونفوذ إيراني، لكن بلا غطرسة واحتلال وظلم، بلا نتنياهو وكوابيسه التوراتية.
أؤمن بالسلام فالحروب أعباء اقتصادية وفقدان ارواح، وتدمير بنى تحتية، وتحويل الموارد عن الأنشطة الإنتاجية وصور تولد حروبا وتصنع كوابيسنا!
مؤتمر دعم لبنان صورة جميلة تشبه الرئيس ماكرون وكل المشاركين. ستعلق في بالنا لإنها تؤشر الى بداية تشكيل تحالف لإنهاء الطغيان. وقد حان ميقات ذلك...
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.