كتب معروف عاكوم في ذكرى ميلاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري ما يلي:
اعتدنا أن نربط بين الخريف والموت ... فخريف الطبيعة آخر مراحل حياتها وأقربُها إلى السُّبات، وخريف العمرِ آخره الأقرب إلى القبر... أما وقد تعلّق الأمر بأبي بهاء، فالأمر مختلف والقاعدة لا بد لها من شواذ ...
هكذا أراد الله أولاً، ثم أراد القائد الشهيد...
أراد الله أن تكون ولادتك في الربع الأخير من الخريف لترتبط هذه الولادة بالأمل بالمستقبل، لا بالتشاؤم والفشل ... ولم يكن أمامك وأنت العبدُ المؤمن إلا أن جَهِدتَ لتحقيق هذا المفهوم، فبالرغم من أنك انطلقت من رحِمِ الألم والمعاناة رأيناك عنواناً للأمل والفرح والوفاء ، خاصة وأنك لم تكد تلتقط أنفاسك حتى جسّدت الوفاء لمدرستك الأولى، ثم انطلقت في درب العطاء الذي لم ترسم نهايته ولن يرسمها خلفُك ...
لبنانُ مَجدُكَ في الدُّنى لا يُوصَفُ ... لكنَّه في الناسِ دَوماً يُؤلَفُ
صِغَرُ المساحَةِ ليسَ يحبِسُ مارِداً ... وقليلُ عَدِّ الناس لا يَستأنِف
فالدُّرُّ قينَتُهُ بِنُدرَتِهِ كَما ... لبنان قيمته بشعبٍ يُتْحِفُ
شعبٍ رأى فيكَ النهارَ تنفُّساً ... بمحبَّةٍ يلتام جُرحٌ يَنْزِفُ
لا تعجبوا إن قلتُ في ميلادِهِ ... أضحى خريفٌ بالتفاؤلِ يُعرَفُ
تشرينُ فيكَ منارةٌ نزهو بِـها ... ميلادُ رَمزٍ للعطاءِ يُرَفرِفُ
هو ذا الرفيقُ، رفيقُ لبنانَ الذي ... بِسَناهُ للحَربِ البغيضَةِ يَصرِفُ
ويَصونُ موطِنَهُ بخَيرِ شَبابِهِ ... وسلاحُهُ فيهِ يراعٌ يَنْزِفُ
نَبْضاً يُردِّدُ حُبَّ أجمَلِ مَوطِنٍ ... وحضارَةً حُبَّ الخلائِقِ تَألَفُ
حتَّى إذا ما السَّعدُ حلَّ بِبابِهِ ...حمَلَ المشاعِلَ وانبرى يتلهَّفُ
سيراً على نَـهج الرفيقِ وَدُونَهُ ... مُهَجٌ تُراقُ دَماً ولا نتأفَّفُ
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.