مازن عبّود-النهار
هارلود جيمس (2024) اعتبر انّ وصول ترامب سينهي فصل السلطات وينتج "نوبات انهيار الديمقراطية التي ترافق تآكل النظام السياسي تدريجيا". فالبنسبة الى الاقتصاديين تقويض المؤسسات الديمقراطية يقوّض أسس الرفاه الاقتصادي. ترامب بمؤازرة ماسك سيخفض الانفاق بترليوني $ على الناس والضرائب على النخب.
المؤرخ دوغلاس برينكلي قال للتايمز، "اميركا انتخبت رئيسا إمبراطوريا يسعى الى تقليص تأثير الكونغرس". وتوقع ان تكون سمة ولايته "الدعاوى القضائية" التي ستنطلق مع إغلاق الحدود مع المكسيك وترحيل المهاجرين غير القانونيين.
جونسون وروبنسون واسيمغلو الذين نالوا جائزة نوبل في الاقتصاد مؤخرا حذّروا من ان يشكل وصوله بداية حروب تجارية مع الأوروبيين. اما بولتن فتوقع انسحاب بلاده من الناتو وجعل دوله تتحمل نفقات حمايتها. متخوفا من تكاليف التخلي عن الحلفاء والدفاع عن الغرب وقيمه على اميركا.
تحذيرات النخب الفكرية ونوبات الدولة العميقة ومحاولات الاغتيال اوصلته. "صدمة الصين" التي مازالت تحرك غضب المدن المهجورة، التي تطالب باستعادة أدوارها الصناعية عبر فرض رسوم جمركية على الواردات الصينية ب 100% شكّلت موجة أوصلت الرجل الى البيت الابيض(Jhonson,2024). والعين بعيد استلامه على أسعار المواد الاستهلاكية والتضخم!
لعنة الدم والأداء المتردي لرئيس كهل بالغ في الحذر وعدم التورط المباشر والقيادة من الخلف، أخرجت الديمقراطيين من الحكم. فعاد ترامب الذي اخرجته كورونا. ونحن ونتنياهو شريكين في انتصاره.
انتصار ترامب انتصار للقيم التقليدية الامريكية وللكنائس البروتستنتية. تحالف مع الصناعات التقليدية والمصالح النفطية لدرء تمدد الدولة في السوق، في بلد يحتاج الى تمددها لتقليص الفوارق. انتصار يؤكد بانّ الرجل الأبيض يمتلك القرار.
يتميّز بالكاريزما والحسم ويتمتع برؤية. اما قراراته فمتمحورة حول ذاته. يعتمد استراتيجيات عالية المخاطر والمكاسب. وجوده يزيد في عدم اليقين. سيحقق مكاسبا لكن على حساب زعامة بلاده والتحديات الوجودية كالاحتباس...
ما يقلق الدولة العميقة قراراته التي لا يمكن توقعها، وغير مدروسة أحيانا، وعدم تقبله النقد. إدمانه على النفط وحرصه على استكمال صفقة السلام الابراهيمي سيطبعان المرحلة. أضحت الانتخابات الامريكية شانا لبنانيّ أيضا. فكلنا يأمل ان يكون مسعد بولس ضمانة لبلد يتهاوى.
وان تحمل رئاسة ترامب فرصا حقيقية ترافق المخاطر الكبرى. علّه يعطل عوامل الزعزعة. فيوضع "خنجر ايزميرالدا" في يد الدولة، وننهض.
بالانتظار تدخل الإدارة الامريكية نوما سريريا بكوابيس نتنياهوية دموية ومكر ايرانيّ. لكن للبلد إله يحميه!
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.