استثنائية لكنها ليست مُستغربة.. زيارة رئيس "تيّار المردة" سليمان فرنجية على رأس وفد وزاري ونيابي وقيادي رفيع إلى "بيت الكتائب" اليوم. فعملية التواصل بين الحزبين تعود إلى فترات سابقة أُريد من خلالها طيّ صفحات الماضي وخلافاتها بعد قطيعة بدأت في 13 حزيران 1978 إثر حادثة إهدن الشهيرة. واليوم، ينعقد لقاء "الصيفي" بين فرنجية ورئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل وسط أسئلة تتردد على الساحة المسيحية تحديداً حول أهداف هذا اللقاء وتوقيته خصوصاً في وقت تمر به العلاقات الثنائية بين "المردة" و"التيار الوطني الحر" من ناحية، وبين "الكتائب" و"القوات اللبنانية" من ناحية أخرى بمطبات سياسية لا تخلو من الإنتقادات اللاذعة والمواقف الحادة من حين إلى آخر. فماذا يجول بين سطور لقاء فرنجية – الجميل وما هي أهدافه السياسية؟
المردة.. "بين الرئيس والخصم"
مصادر قيادية بارزة في "المردة" تجيب على هذا السؤال، فتقول لـ"مستقبل ويب": "العلاقة بيننا وبين الكتائب أكثر من جيدة وهناك لقاءات عديدة تُعقد بيننا سواء على مرأى من الإعلام أو بعيداً من عدسات الكاميرا، فضلاً عن وجود علاقات شخصية بين النائبين سامي الجميل وطوني فرنجية مبنية على أساس طيّ صفحات الماضي والذهاب إلى تعميق العلاقة وتمتين أواصرها"، غير أنّها تستدرك بالقول: "نعم صحيح الحالة السياسية في البلد اليوم غير مستقرة ونحن كفريقين سياسيين موجدين على الساحة المسيحية وممثلين في مجلس النوّاب لدينا اعتراضات على بعض الأمور تماماً كما أننا راضون عن أمور أخرى، لذلك يأتي اللقاء اليوم على خلفيّة البحث عن النقاط المشتركة بغية تعزيزها وتطويرها من دون أن ننسى موضوع "سيدر" الذي ينتظر منّا القيام ببقية الإصلاحات المطلوبة لكي نُصبح على السكة الصحيحة وأبرزها موضوع الموازنة".
ورداً على سؤال، أكدت مصادر "المردة" أنّ "لقاء اليوم ليس موجهاً ضد أي طرف مسيحي وتحديداً "الوطني الحر" و"القوات" كما يروّج البعض، لكنه بكل تأكيد يهدف إلى تقريب وجهات النظر السياسية لخدمة لبنان عموماً والمسيحيين خصوصاً"، وأردفت: "أما إذا كان المقصود العلاقة مع رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية (جبران باسيل)، فنحن نُميّز في العلاقة بين فخامة الرئيس ووزير الخارجية. إذ إنّ رئيس الجمهورية هو رئيس كل لبنان ولم يعد رئيساً لـ"تيّار" سياسي، بينما وزير الخارجية هو خصم سياسي ومسؤول في العديد من الأمكنة عن وصول العلاقة معه إلى ما هي عليه اليوم، رغم أنه من الممكن أن نلتقي معه في بعض الجوانب السياسية".
الكتائب.. و"التحفظات المشتركة"
أما على ضفّة "الصيفي" فتؤكد مصادر قيادية في "الكتائب" لـ"مستقبل ويب" أنّ "اللقاء اليوم جاء برغبة من الطرفين لتمتين العلاقة أولاً وللتباحث في الشؤون السياسية لا سيّما بعض القرارات التي تتخذ داخل الحكومة، ومنها خطة الكهرباء التي يوجد عليها تحفظات مشتركة سوف نطرحها في مكانها الصحيح". وأضافت: "الوضع في البلد يتطلب منّا جميعاً التبصّر في الخطوات المنوي اتخاذها خصوصاً وأننا على شفير إنهيار اقتصادي ولا وقت لـ"التجارب"، بل المطلوب العمل الجاد البعيد عن المحسوبيات والمحاصصة والطموحات السياسية".
وإذ شددت على أن "الإستحقاقات الداهمة تتطلب موقفاً موحداً لا سيما في الشق المتعلق بحياة المواطنين"، لفتت المصادر الكتائبية إلى أنّ "العلاقة بين الصيفي وبنشعي إنما تندرج ضمن نهج السعي إلى تصحيح الخلل المعيشي والوظيفي، باعتبارها من الأمور الحيوية التي تتطلب رؤية موحدة وعلاقات سياسية صادقة خالية من من الأنانيات والمصالح".
ورداً على سؤال، أجابت المصادر: "الخيار الذي يجمع بين "الكتائب" و"المردة" اليوم هو وحدة الصف المسيحي من دون أن نستثني أي طرف يرى في الوحدة مصلحة للجميع"، وختمت: "أما للمشككين فنؤكد لهم أن العلاقة بين "الكتائب" و"المردة" باقية ومستمرة وستشهد مزيداً من التطور".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.