2 كانون الأول 2024 | 09:03

أخبار لبنان

مغبوط من يصنع السلام!

مغبوط من يصنع السلام!

مازن عبّود

 

طيف كتاب جون بويكن (2002) "ملعون صانع السلام: #فيليب_حبيب في مواجهة آرييل شارون، بيروت 1982" يلاحق بلد. علّ تصلب المواقف الإسرائيلية، والتردد الأمريكي في ممارسة ضغوط على إسرائيل، والضغوطات الداخلية من الإدارة الأمريكية جعلتنا نستحضر العمل.  

محكمة الجنايات الدولية أصدرت لأول مرة قرارا بملاحقة حليف للغرب بشكل تزامن مع دينامية داخلية إسرائيلية أجبرت نتنياهو على تليين مواقفه.  النتيجة انّ هوكشتين ومعه الرئيس بري نجحا في وقف التدمير حتى أخر بيت. الا اننا دخلنا حقبة الإدارة الامريكية المباشرة للبلد.  وحدها اميركا انتصرت. عززت وجودها من بوابة مغامرة الحزب غير المدروسة.  فما خططت له يتحقق اليوم لكن بتكاليف أكبر وفرص فائتة.  أضحت تدير البلد بشكل مباشر من بوابة التفاهم وبمساعدة فرنسا.  قوّضت عناصر زعزعة مشروعها في المنطقة، ابتداء من حماس واغتيال السنوار، مرورا باستهداف الحزب واغتيال امينه العام. النار تصل اليوم الى سوريا ولن تستثني تركيا، أخشى. في بالها تدعيم عصرها. ولذلك، تغيّر المفاهيم وتعمل لسلام وتبادل. عينها على استكمال السلام الابراهيمي، منعا لدخول الصين.  شرق ثابته الوحيد التغيير، يغلي في عالم دخل طور تغيّرات كبرى.  لكن لن تطمئنا اميركا، قبل ان تنجز إسرائيل دستورها. توضح حدودها. وتقرّ فيه شرعة حقوق، فتحقق المساواة.  ما يخيف متابعة قضمها للأراضي والقوانين الدولية.  نشهد استكمالا لزلازل الربيع العربي، التي لن تنتهي. وما جرى مؤخرا في لبنان وغزة استكمال للمشهد. ففي عصر الجغرافيا السياسية والسيطرة تتصارع الأمم والمجموعات لكتابة التاريخ فتبيد الحاضر واهله. ومن هو أكثر قوة يخضع البقية...

اشعر بانّ وضعنا اليوم يفرض علينا تغيير مقاربتنا. يفرض استخدام العقل ولجم المشاعر الجياشة، فنستثمر في الممكن لبناء بلدنا.  كلفة مجابهة اميركا لا تحتمل.  تاريخيا مشاعرنا الجياشة ما اكسبتنا حروبا، بل حوّلت وتحوّل البلد الى أفغانستان.   علينا الاستثمار بالممكن للوصول الى المرجو، فنرسي استقرارا للبحبوحة.  يلزمنا تسطير بنى مؤسسية تلزم للاقتصاد. لا يجب ان يبقى العنف وفق Fanon (معذبو الأرض، 2004) قوة تطهيرنا وتحررنا من عقد النقص واليأس والخمول. فقد أدخلنا في الانهيار والفوضى.   ما يعزز احترامنا لذاتنا إعادة من تهجروا وبناء بلد.

فلنخرج من الخوف والماضي والغضب. ثمة بنية مؤسساتية يجب ان تتطوّر. ولتصير نظرتنا الى التاريخ لفهمه وليس للسير باتجاهه...



يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

2 كانون الأول 2024 09:03