أعادت جريمة اغتيال العنصر في حركة "فتح" محمد أبو الكل الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة إلى الواجهة من جديد بعد فترة هدوء نسبية توارى خلالها الحدث الأمني في المخيم من دون أن يوحي ذلك باستتباب الوضع فيه، نظراً لأن احتمالات التوتير أو التفجير في المخيم - وفق اوساط فلسطينية مراقبة - تبقى قائمة ومتوقعة في أية لحظة لعدم انتفاء أسباب وعوامل هذا التوتير سواءً المتمثلة ببعض المجموعات المسلحة أو حتى الأفراد من المطلوبين للسلطات اللبنانية والذين يتخذون من المخيم معقلاً لهم، أو بسبب تقاطع العديد من الملفات والساحات الداخلية (الفلسطينية) والإقليمية وحتى الدولية في هذا المخيم، ما يجعله حيناً مرآةً تعكس توتراً في هذه الساحة أو تطوراً في تلك أو امتداداً لخارطة استهداف القضية الفلسطينية وقضية اللاجئين خصوصاً تنفيذاً لما سمّي بصفقة القرن!
لكنّ اغتيال أبو الكل وإن كانت خلفيته – وفق المعطيات المتوافرة – لا تتخطى حدود المخيم، إلا أنها من حيث المكان والتوقيت والاستهداف من شأنها إعادة تسليط الضوء على هذا المخيم كخاصرة أمنية رخوة ليس فقط للقضيتين (فلسطين واللاجئين) بل وأيضاً بالنسبة للبلد المضيف لبنان. وتعيد هذه الجريمة التذكير والتنبيه في آن إلى فتائل تفجير لا تزال موجودة في العديد من أحياء المخيم وقابلة للإشتعال والإشعال في أي وقت، آخذةً معها المخيم وأكثر من ثمانين ألف فلسطيني بداخله بين لاجئ ونازح، رهينة الأمن المفقود الذي يضاف إلى فقدانهم وافتقادهم للأمن الاجتماعي والمعيشي داخل أسوار بقعة لا تتعدى مساحتها الكلم المربع الواحد.
وقائع العملية.. وتسجيل "المنغولي"
وبالعودة الى وقائع عملية الاغتيال وخلفياتها.. علم "مستقبل ويب" أنه وقرابة الساعة الرابعة من عصر اليوم الجمعة، وبينما كان الفلسطيني محمد نزيه خليل الملقب "أبو الكل" (الصورة أدناه) وهو عنصر في حركة "فتح" في طريقه لزيارة أحد معارفه في "حي حطين"، تعرّض لإطلاق نار من قبل الفلسطيني ابراهيم عاطف خليل الشهير بإسم "المنغولي" (الذي ينتمي إلى تنظيم "فتح الاسلام") حيث أصيب أبو الكل إصابة مباشرة في رأسه نُقل على إثرها إلى مستشفى النداء الإنساني داخل المخيم ومن بعده إلى أحد مستشفيات صيدا وما لبث أن فارق الحياة.
ولم تمض دقائق على اغتيال أبو الكل حتى تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلاً صوتياً منسوباً للمنغولي ينفي فيه مسؤوليته عن اغتيال أبو الكل، لكنه لم ينف وجوده في الشارع نفسه لحظة الإغتيال بل يقول إن كل الناس رأوه في الشارع!.
استنفار.. واستنكار
وعلى الأثر سجلت حالة استنفار قصوى في صفوف عناصر حركة فتح في مختلف مقراتها ونقاط انتشارها في المخيم، وقابل ذلك استنفار لعناصر مسلحة من تنظيم "فتح الاسلام" في حي حطين وبعض الأحياء الأخرى.
واستنكاراً لمقتل إبنهم، أغلق أفراد من عائلة محمد أبو الكل ومن رفاقه الشارع الرئيسي عند مفرق بستان القدس الذي يربط بين الشارعين الفوقاني والتحتاني بالإطارات المشتعلة والعوائق مطالبين بتسليم قاتله والاقتصاص منه. بينما سُجلت حركة نزوح جزئية محدودة من المخيم تخوفاً من تطور الأمور على خلفية تفاعلات مقتل أبو الكل.
تحذيرات سابقة
وعلم "مستقبل ويب" من مصادر مطلعة أنّ القتيل أبو الكل الذي يقيم في محلة النبعة شرق مخيم عين الحلوة، ويملك مقهى في محلة "درب السيم" في الجهة الجنوبية للمخيم وهي منطقة قريبة من حي حطين الذي يقيم فيه عناصر من تنظيم "فتح الإسلام"، وأنه سبق وتلقى قبل أيام تحذيرات من إمكانية استهدافه بعمل أمني وطلب منه أن يُقلل من حركة تنقله وأن لا يتردد على "حي حطين" تحديداً.
وتضيف المصادر أنّ أبو الكل اعتاد على زيارة أحد أصدقائه الذي يملك محلاً لبيع الألمنيوم في الحي المذكور، ما أثار ارتياب بعض كوادر "فتح الإسلام" من حركته وأنه سبق وأبلغ بطريقة غير مباشرة أنه "غير مرغوب بوجوده في هذا الحي"!.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.