23 كانون الأول 2024 | 08:05

أخبار لبنان

الميلاد بين نور المعنى وظلال الاستهلاك: دروس من تولكين

مازن عبّود-النهار

يقول تولكين كاتب "الهوبيت" و"سيد الخواتم" في "رسائل عيد الميلاد" على لسان ساننتا كلوز:

"هناك أشياء أقل بكثير لإرسالها هذا العام لأنّ عندي عدد أقل ممن يستطيعون تقديم الهدايا. أصبح الجنود في جيشي الأحمر نادرون. أخشى أن يكون عيد الميلاد فقيرًا في كل مكان."

ما هو متوافر لهذا العام اقل بكثير. ونحن لم نتعافى. لم ننتشل كل الجسامين. ولا عاد الجميع الى بيوتهم. يطل الميلاد ونحن نبحث عنه.

لكن عن أي عيد نفتش، هل عن الحدث الاقتصادي التجاري الرئيسي الذي يحرك عجلة الاستهلاك المرتكزة على الاستيراد وثقافة تقديم الهدايا حصرا؟

لن نشعر بالذنب كثيرا هذا الميلاد جراء عدم شراء الكثير من الهدايا الباهظة الثمن تلبية لتوقعات اجتماعية، بل على العكس سنشعر بالذنب إذا ما افرطنا في ذلك.

سنحاول فصل الميلاد عن الإنفاق الزائد والتوتر المالي. وسنولد كميات نفايات من ورق التغليف، والتعبئة، والهدايا التي لا تلزم بشكل اقل. فمكباتنا امتلأت نفايات.

ليعذرنا تجّار الجملة والمفرق بعض الشيء. فثمة ضرورة ان نفهم الميلاد بعيدا عن الاستهلاك والاستيراد المفرطين بل بعدسة إعادة توزيع الثروة وهذا يسهم في الناتج المحلي الإجمالي ايضا. ثمة حاجة الى ردم الفجوات بيننا وبين المحتاجين. الحرب فرصة الميلاد لاستعادة معناه، والعمل الخيري زخمه. لنشتري ما يلزمنا من الجمعيات ومنتجاتها المحلية، فيكون لانفاقنا تأثير ابلغ.

ولنبدأ بفصل الانفاق المفرط في الميلاد عن القبول الاجتماعي. فلا تعود قلة الانفاق ترتبط بخسارة من نحب جراء تخييب آمالهم. ثمة قواعد اجتماعية أضحت مكلفة علينا وعلى البلد. فلنعدلها. من الضروري عيش العيد لكن ليس على حساب ما بعده. التحيّز قليلا للحاضر يلزم لكن ليس الى حدود تناسي المستقبل. ثمة صور نمطية زرعت بفعل علم النفس الاستهلاكي للتملك على جيوبنا بواسطة مشاعرنا يجب ان تعدل كي لا نغرق في الإنفاق غير العقلاني. قيم العيد في غلبة النور على الظلام، في التجدد والعطاء. يقول تولكين في The Lord of Rings "الظل صغير وعابر. ثمة ضوء وجمال يصعب اقتناءهما." فلنسعى الى اقتناء الضوء كي نغيّر واقعنا على كل المستويات. نعم "فأصغر شخص يمكنه تغيير مجرى المستقبل." ولذلك علينا ان نتغيّر. المهم ان نقرر " ماذا نفعل بالوقت المُعطى لنا."

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

23 كانون الأول 2024 08:05