شدد سماحة مفتي زحلة والبقاع الدكتور الشيخ علي الغزاوي، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في بلدة السلطان يعقوب التحتا، على أهمية تطبيق الشريعة الإسلامية في مختلف جوانب الحياة. وأوضح أن شريعة الله تمثل أساس حياة المجتمعات والأفراد، قائلاً: "ما أمرت الشريعة بأمر إلا وفيه مصلحة العباد".
وأشار سماحته إلى أن الشريعة هي منهج حياة تنبثق منه حركة المجتمع، مضيفاً: "نريد أن نعيش من خلال الشريعة، حتى تشرق الشريعة من خلالنا، وحركة الحياة التي نمارسها يجب أن تنبثق من شريعة السماء، لتحقق الأمن في الأرض والسماء".
واستشهد المفتي الغزاوي بقول الله تعالى: “ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين". وأكد أن العبادة، حين تكون محور حياة الأفراد والأسر، تصبح أساس حياة المجتمع، في حين أن غيابها يؤدي إلى الهلاك والضياع.
وفي حديثه عن الأمل والتحديات التي تواجه الأمة، قال سماحته: "هناك أمل من خلال الثبات في أرض فلسطين، وتحرير القرار في بلاد الشام، وتمكين مجتمع يريد العيش على منهج الإسلام هذا هو الأمل الحقيقي".
وقال سماحته إما أن نتبع الحق وإما أن نتبع الهوى مستدلاً بقوله تعالى ( ولو اتّبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون).
وتطرق سماحته إلى الجلسة الأخيرة التي انتهت بانتخاب فخامة الرئيس العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، بعد فراغ رئاسي استمر عامين. ووجه رسالة إلى الرئيس المنتخب قائلاً: "ما حدث البارحة من إدارة جديدة في البلاد كان الأمل وما زال أن تكون الأيام القادمة كما كانت سياسته العسكرية، أن تكون سياسته في إدارة الدولة حتى يطمئن الناس. ولذلك، الأمل كبير في رئاسة الجمهورية الجديدة أن لا تكون ملتوية عضدها ولا يدها أمام شهوات الخارج، إنما بالتعاون مع إخواننا العرب ومع هذه الأمة التي تتصل في أرجاء الأرض، حتى يكون لبنان رسالة كما ينبغي".
وعبّر المفتي الغزاوي عن تطلعاته للرئيس الجديد، مستبشراً خيراً في حكمه، وقال: "الأمل في تحرير أرضنا المغتصبة، واستعادة أموالنا المنهوبة، وإقامة العدل أن يكون من أراد أن يصل لخدمة وطنه وأمته واصلاً إلى ذلك بقدراته، وليس عبر الواسطات والحسابات السياسية التي اعتادت بلادنا عليها".
واختتم سماحته رسالته بتأكيد أهمية تطبيق الشريعة والقوانين لتحقيق الاستقرار والعدالة، قائلاً: "نريد أن نقيم الشريعة حتى نحيا من خلالها، فإما أن تحكم القوانين وإما أن تحكم الشوارع والأهواء والطوائف والأحزاب. عندما تحكم الدولة ويحكم القانون يطمئن الناس، ويعدل القانون ويعدل الحاكم في المجتمع، وأن لا يكون الإنسان سبباً في ظلم أحد، وبعيداً عن الظلم والتفرقة".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.