رئيس زمن التحولات

النهار- مازن عبّود

اعتبر تشرشل(1940) في "أعظم الساعات" بانّ كلا يحظى بلحظة فريدة في حياته، تشكل فرصته لترك دمغته. اعتبر بانّ المأساة ان تأتي الفرصة وتجد الشخص غير مستعد او غير موهل لذلك.

رئيسنا يشبه نفسه، مؤهل ومستعد لنقل البلد الى مكان خضرة. أميركا تعهدت بلجم إسرائيل، والسعودية بتمويل إعادة الاعمار، وأوروبا بالوقوف الى جانبنا. ثمة دعم خارجي يجب استثماره لتحقيق الكثير. والمطلوب تطبيق القرارات الدولية وايجاد مناخات.

التمدد التركي في سوريا دفع بالسعودية الى تفعيل دورها لبنانيا، صونا لمرجعيتها الاقليمية. التقارب السعودي الإيراني سهّل الانتخاب. الغرب وجد في العماد عون رئيسا يعكس متغيّرات الأرض في السياسة. اختير الرئيس جوزيف عون امريكيا (Axios) لتدشين مرحلة يشكل عنوانها. للأسف العامل الخارجي وحده حرّك المؤسسات.

الزلزال دمّر النظام اقليمي. شومبيتر عرف بمفهوم "التدمير الخلّاق"، (الرأسمالية، الاشتراكية، والديمقراطية،1942). عرّفه بالقوة المصحوبة بالألم التي تدفع الى التقدم الاقتصادي. نأمل ان تتحوّل الصدمات الجيوسياسية الى قوة تغيير إبداعية تخلق فرصًا للتحول المؤسسي، فيعمل طبيعيا. ثمة حاجة لإعادة بناء البلد على أسس سليمة. تحديات امنية كثيرة تنتظر العماد المنتخب رئيسا. أولها انّ بعبدا ليست اليرزة. ما يستوجب مدّ اليد وبناء فريق والتفاعل الإيجابي مع رئيس حكومة ورئيس مجلس لتثمير الدعم. لهذا البلد دينامية يتوجب فهمها.

تحديات البلد أمنية و"رأس مال ميّت" حدده دي سوتو في "لغز رأس المال " (2000) بالأصول خارج النظام القانوني التي لا تستغل بشكل منتج في الاقتصاد الرسمي. غالبية اقتصادنا خارج الاقتصاد الرسمي نتيجة الشلل والفساد وتعطل النظام المصرفي. تنامي اقتصاد الكاش مؤشر. الاقتصاد يتطلب إعادة تنظيم وتوجيه. فلا تتحوّل القروض والمساعدات المنتظرة لخدمة الاختلالات البنيوية. وهذا ما سمعناه في خطاب القسم. الأهم بناء بيئة سياسية مواتية للسوق بعد استعادة الدولة حصرية السلاح. ننتظر إصلاحات، فتتبسّط المعاملات وتتطوّر البنى التحتية القانونية وغير القانونية. ويتم إرساء أسس اقتصاد معرفي. وتستعيد المصارف بريقها وتضبط الاعمال خارج الاقتصاد الرسمي، وتعود اليه. فينحسر اقتصاد الممنوعات والظل وتسدد الضرائب. فاقتصادات الظل مهما عظمت تفتقر إلى الكفاءة، مما يحد النمو والإنتاجية.

من الجيّد انّ لنا رئيسا سيعمل على معالجة ازمة المناخ اللبناني فيعود معتدلا وجاذبا للتمويل والاعمال. رئيس نودعه احلامنا ونضع بتصرفه امكانياتنا. فينال فرصته، ونعبر الى مكان أفضل.