ألقى مفتي زحلة والبقاع الدكتور الشيخ علي الغزاوي، خطبة مميزة في المصنع - مجدل عنجر بمناسبة إعلان هدنة وقف إطلاق النار على قطاع غزة بعد 467 يوماً من القصف والدمار. مستهلاً خطبته بالآية الكريمة: "إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ". مؤكداً أن الصبر والثبات هما طريق النصر.
واستشهد المفتي الغزاوي بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "إنما النصر صبر ساعة"، داعياً المسلمين إلى استلهام الصبر من إخوانهم في غزة الذين صمدوا في وجه الاحتلال. وأضاف: "إذا أردت أن ترى النصر، اقرأه في بدايته وآخره، فهو وعد الله لعباده الصادقين".
وأضاف المفتي الغزاوي عن معاني النصر: "أن النصر أتى في غزة بعد خيبة العدو في تحقيق أهدافه المعلنة فهو لم ينهي حالة الاعتراض والمقاومة وهو لم يستطع نقل أهل غزة إلى سيناء، وهنا تحية لمصر التي لم تقبل أن يهجر أهل غزة ويطوى ملف القضية الفلسطينية، وتحية لشعب غزة الصامد الذي أثبت أن إرادته لم تكسر فلم يترك أرضه بل رابط وصمد"
وأشار سماحته إلى أن دعم الأمة لغزة كان شاملاً، قائلاً: "كنا معهم في جهاد الكلمة والموقف والمال، وكنا معهم بالدعاء والتحرك الشعبي، ونهضة أمتنا واستنهاض الشارع العربي والإسلامي حتى عمَّ الطوفان الأرض كلها".
وأعرب عن ألمه لما فقدته غزة من شهداء، مشيراً إلى أنه رغم الجراح، يجب الفرح بصمود أهلها، قائلاً: "نعم، تألمنا، ولكن رغم الجراحات علينا أن نفرح لإخواننا أنهم ثابتون ومرابطون، وأنهم استطاعوا أن يقولوا للعالم إن صاحب الحق لا ينهزم".
كما تحدث عن إنجازات "طوفان الأقصى" التي فضحت الصهيونية العالمية وكشفت المنافقين والمتاجرين، مضيفاً: "فُضحت المحاور الكاذبة التي كانت تتاجر بقضية فلسطين، فأبطل الله تجارتهم من فرس وعرب".
وأكد مفتي زحلة والبقاع أن "قضية فلسطين هي قضية عربية وإسلامية، ولن يسمح أبناؤها لأي جهة أن تتاجر بها، لأنهم هم حُماتها".
هذا وشكر المفتي الغزاوي الدول العربية والصديقة التي أسهمت في الوصول إلى هذا الاتفاق.
وفي إشارة إلى الأحداث الأخيرة في لوس أنجلوس وبدعوة لإطلاق المساجين المظلومين حيث رفض مبدأ العفو العام الذي يساوي بين المظلوم والمرتكب للجرائم، فحذر سماحته من عواقب دعوة المظلوم، قائلًا: "آن الأوان أن تُرفع هذه المظالم حتى يحقق الله الأمن والرحمة والبركة في البلد. إن الكثيرين من المسجونين هم مظلومون، فإن البلد قد تصيبه دعوة المظلوم كما أصابت بعض البلاد دعوات المظلومين في أرض فلسطين وغيرها، حتى أصبحت ألسنة لهب تحرق البلاد ومن فيها".
وبالمقارنة مع إرادة الشعب السوري التي انتصرت بعد سنين من العذابات أمل المفتي الغزاوي أن يعود النصر الأكبر لفلسطين كما أتى النصر لمدن سوريا، داعيا للإدارة في سوريا بالتوفيق لبناء دولة العدل والمؤسسات.
وفي حديثه عن المستجدات اللبنانية خصوصا بعد انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون وتكليف القاضي نواف سلام لتشكيل حكومة جديدة، شدد سماحته على أهمية بناء دولة تحمي الشعب وقضاياه بعيداً عن المحاصصات الطائفية والحزبية. وأضاف: "لا محاصصات حزبية ولا طائفية ولا مناطقية، إنما تكون الحصة الكاملة للدولة".
وأضاف المفتي الغزاوي بالدعوة إلى بناء دولة عادلة، قائلًا: “نريد دولة تحمي الشعب، ونريد شعباً يطمئن لدولته، ونريد إدارة تدير دولتنا بحق. ويجب أن يكون التنازع مع الأعداء، وليس مع الذات. ليس من يتنازل لأخيه هو الخاسر، بل هو الرابح. نريد من الجميع أن يربحوا الدولة، وأن تربح الدولة شعبها، وأن تكون الإدارة محكمة، بلا تزوير أو رشاوى أو تهديدات أو استقواء من فريق على فريق، لا بعدد ولا بسلاح".
وأكد سماحته أن القوة والإدارة الحقيقية تكمن في وحدة الدولة وشعبها، مشدداً على أن "السلاح هو سلاح الدولة، وأن القوة والأمر للدولة فقط.
وعندما يتحقق ذلك سيعيش الشعب في طمأنينة ومناعة لا يستطيع العدو أن ينال من أرضها أو شعبها أو جيشها"
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.