20 كانون الثاني 2025 | 08:31

أخبار لبنان

لبنان والهشاشة المضادة

مازن عبّود-النهار

"الريح تطفئ الشمعة وتشعل النار. من الخطأ الاختباء من عدم اليقين والفوضى بل يتوجب استخدامهما. المطلوب ان نصير النار التي تنتظر الريح." #نسيم_طالب

ادخل طالب مفهوم "الهشاشة المضادة"(2012). فهي تتجاوز الصمود، الى النمو في التقلبات والفوضى والضغوط. اعتبر بانّ "الأنظمة الهشة تنهار تحت الضغط. الأنظمة القوية تقاوم الضغوط. أما الأنظمة المضادة للهشاشة فتصبح أقوى". اللبناني يستفيد من الصدمات. يزدهر وينمو في التقلبات والضغوط. لكن الازمة في نظامنا السياسي القوي بمواجهة التقلبات والذي لا يتطوّر. السوق تتطوّر، اما البنية المؤسسية فتبقى على حالها، مما يعيق النمو. عدم اليقين محرك قوي للنمو والابتكار إذا ما استغل. "فالتكرار والمرونة أهم من الكفاءة". على لبنان ان يتحوّل الى بلد "مضاد للهشاشة". التقلبات الحاصلة اليوم غيّرت دينامية اللعبة. فللمرة الأولى لا يزور مرشح رئاسي الناخبين بل العكس. تتبدل الوجوه وتستعيد الدولة حصرية استعمال القوة. وسيعمل على طمأنة من خسر السلاح واشراكه في العمل الوطني، فلا يعود اليه مجددا.

وصول القاضي سلام استكمال لانقلاب انتخاب الرئيس عون. السعودية المتأهبة لبنانيا مفتاح مرحلة ترامب. أضحت راعية البلد. وعلى المعنيين احتساب المخاطر!

الرئيس ميقاتي اظهر هشاشة مضادة وأخفق في الحساب. هوى عند اهتزّاز الأرضية. انقلب مزاج الناس، ولم تنفع جهوده ابان الازمات والاعتداءات. لكن حتى نتنياهو اساء قراءة فصول علاقته بترامب (Foer).ف WITKOFF صفعه بالأمس. وقف إطلاق النار في غزة صار حقيقة. ترامب تقصّد ابلاغه بانّه ليس بايدن، وبأنّه هو الملك.

في خضم المتغيّرات، اللاعبون الكبار تبدلوا او سيتبدلون. مما يفرض على أي حاكم التسلح باستراتيجية مضادة للزلازل قوامها تنوع في الكفاءات والآراء لإيجاد مخارج بعد درس المخاطر. لامركزية القرارات تؤدي الى اختلالات موضعية لكنها مضادات زلزالية. لبنان يحتاج ابتكارات وتنوع خيارات. وهذا يتطلب قيادة تؤمن بالجماعة والعلم، وفرق عمل تحفزها ثقة ومناخات. المطلوب فتح أبواب ومؤسسات ورموز مضادة للهشاشة. عجقة مرجعيات دولية في بيروت. بدأ الامل يعود بحذر، فهل يعود الحراك البترولي بحرا والإصلاحات المصرفية برا، بعد بروز الحكومة، فتعود الحياة؟

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

20 كانون الثاني 2025 08:31