23 كانون الثاني 2025 | 12:41

هايد بارك

عائدون .. في الزمان والمكان المناسبين! - جود دني

كتب جود دني:

تعكس فرحة اللبنانيين بخطاب قسم رئيس الجمهورية الجديد وخطة العمل التي أعلنها رئيس الحكومة المكلف، تعطشهم لبناء دولة قوية وعادلة بعد السنوات العجاف الطويلة من التحديات والازمات.

من يملك ذاكرة حيّة أو حتى القليل منها يرى أن العناوين المطروحة للنهوض بلبنان ليست جديدة، بل هي تشكل الأساس الذي قامت عليه الحريرية السياسية، وكانت ولا تزال جزءًا لا يتجزأ من مشروعها الوطني منذ بداية التسعينات مع الشهيد رفيق الحريري. واستُكملت هذه الرؤية مع الرئيس سعد الحريري الذي تابع العمل لتحقيق ما يحلم به كل مواطن لبناني بدولة حديثة وقادرة.

إنها نفس العناوين التي استشهد من أجلها رفيق الحريري، وهي التي بسببها تعرض الرئيس سعد الحريري ومعه كل لبنان الى اغتيال معنوي وسياسي ممنهج طوال الفترة الماضية، تارة عبر انقلابات تعددت أشكالها وتارة أخرى عبر الاستقواء والمكابرة والانكار والتعطيل والمماطلة المقصودة لإعاقة أي تقدم في مشروع بناء الدولة الحلم وتحقيق حياة أفضل للبنانيين. واستمر هذا السلوك الهمجي بلا توقف الى ان أدى الى تعليق الرئيس الحريري لعمله السياسي عام ٢٠٢٢ بعد أن لم تعد هناك أي فرصة ايجابية لتحقيق أي تقدم في ظل النفوذ الايراني والتخبط الدولي واهتراء الدولة والانقسام الوطني كما وصف في خطابه انذاك..

اليوم وبعد ثلاث سنوات من تعليق العمل السياسي وبعد كل العواصف السياسية التي هبت دوليا واقليمياً وتأثر بها لبنان حكماً، وبعد انحسار النفوذ الايراني وبدء تبلور نظام المصلحة العربية في المنطقة بثبات وبعد تحول التخبط الدولي الى توافق واندفاع حقيقي لدعم لبنان، وبعد سقوط نظام البعث وهروب مجرم صيدنايا واختفاء او "تكويع" عملاءه، وبعد يقين اللاعبين الاساسيين داخل الساحة اللبنانية ان زمن التعطيل والاستقواء قد انتهى، وان القرارات الدولية ولجان مراقبتها ومبعوثيها ستلزم لبنان بالحياد وستمنع المغامرات ... مع كل هذا الأمل نرى بأننا أخيراً على أعتاب فرصة لتحقيق حلمنا بقيام لبنان الدولة.

ومع هذا الأمل، نأمل نحن أبناء مدرسة الحريرية الوطنية، أبناء تيار المستقبل، ان تكون أسباب تعليق العمل السياسي قد انتفت او بدأت على الأقل تنقشع، ليعود " ام الصبي" سعد الحريري، الركيزة الوطنية، الى الحياة السياسية ليس فقط لمواكبة تغيير المشهد السياسي بل لقيادته بأفكاره الوطنية المعتدلة، المؤسساتية الدستورية والاقتصادية النهضوية المتقدمة.

وهل هناك موعد أفضل من ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري لتعليق التعليق؟ فأي زمان أفضل من ١٤ شباط لنقول لشهيد لبنان إن قتلته وقتلة لبنان قد اندثروا، وأن عدالة السماء سبقت عدالة الأرض؟ ولنؤكد له إننا لا زلنا على العهد نقرأ في كتابه الوطني العربي المعتدل.

وأي مكان أقرب إلى قلوبنا من ضريحه في ساحتنا، في وسط بيروتنا، تحت سمائنا الزرقاء، لنؤكد في الذكرى العشرين أننا عائدون .. في الزمان والمكان المناسبين!

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

23 كانون الثاني 2025 12:41