أقام إتّحاد المؤسّسات التربويّة الخاصّة في لبنان في مقرّ رابطة المدارس الإنجيليّة ومركز سكيلد للصعوبات التعلّميّة في المنصوريّة، حفلًا تكريميًّا على شرف معالي وزير التربية والتعليم العالي عبّاس الحلبي، وذلك في حضور أعضاء الإتّحاد والمدير العام للتربية الأستاذ عماد الأشقر ورئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفيسورة هيام إسحق ونقيب المعلّمين الأستاذ نعمه محفوض ورئيس جامعة هايكازيان د. بول هايدوستيان ورئيس رابطة المدارس الإنجيلية د. جورج رحباني.
بعد الصلاة، رحّب أمين عام المدارس الإنجيليّة في لبنان د. نبيل قسطه وشكر الوزير على كلّ شيء قائلاً: في زمن اللّاشيء؛ بل الزمن الصَّعْب حيث جعل من الشّـحّ تَيسيرًا لا من البحبوحة، ومن الصُّعوبة تسهيلاً، ومن التباعد تًقارُبًا، ومن الخلاف توافـقًا، ومن المستحيل ممكنًا في أحيانٍ كثيرة. وأضاف د. قسطه : "الشكر موصول إلى كلّ من كان عن يمينكم وعن يساركم في العمل والتضحية والنضال، من المدير العام إلى كلّ مستشارٍ وموظَّفٍ تحمَّل ضغطَ الأزماتِ والأيّام".
وطالب رئيس الوزراء المكلّف نوّاف سلام بأن يكون وزير التربية الجديد أكاديميًّا مُلِمًّا بشؤون التّربية والتعليم والمناهج وما ارتبط بها كون القضايا التربويّة بمجملِها لا تحتمل التأخير. وختم كلمته بالتذكير: "أن التربية مهمّة أسمى ما فيها احترام حقوق الطفل خصوصاً - في عصرنا هذا - توفّير الدمج لذَوي الصُّعوباتِ التعلُّمية والاحتياجاتِ الخاصّةِ. هذا حقّهم ولا منّة لنا فيه".
الأب يوسف نصر:
ثم تحدث لأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر فقال:
ثلاثة عناوين كبرى ميّزت ثلاث سنوات ونصف من العمل الشاق والمضني في وزارة التربية خلال عهد معاليكم:
أولاً، إدارة الأزمات:
لقد سعيتم يا معالي الوزير بكلّ ما أوتيتم من قوة وحكمة وصبر وهدوء للحفاظ على الهيكل التربويّ من خطر الانهيار في ظلّ العواصف الهائجة من كلّ حدب وصوب، من أزمة اقتصاديّة مستفحلة وحالة إفلاس عامة وأزمات صحيّة ومخلّفات انفجار المرفأ وأزمة حكم وحرب شنيعة على أرضنا. كلّ هذا تطلب جهدًا جبارًا للحفاظ على الحدّ الأدنى من عمل المؤسّسات.
ثانيًا، إيجاد الحلول الممكنة:
في ظلّ وضع معقّد ومشرذم لم يكن بالأمر السهل اجتراح حلول مثاليّة ولا عجائب خياليّة، فكان همّكم الوحيد التفتيش عن أفضل الممكن لتسيير عمل القطاع التربويّ.
ثالثًا، استشراف المستقبل:
إنّ استشراف المستقبل يتطلّب النظر إلى ما بعد الأزمة ونحن في قلب العاصفة، وهذا ما قمتم به خصوصًا من خلال إطلاق ومواكبة ورشة تحديث المناهج التربويّة الذي أعتبره الإنجاز الأكبر في عهدكم يا معالي الوزير، هو بمثابة حجر الأساس لمستقبل التعليم في لبنان.
أذكر تمامًا خلال افتتاح مؤتمر المدارس الكاثوليكيّة في أيلول 2021، وفي أول تصريح لمعاليكم بعد تولّيكم مهام وزارة التربية، أنّكم قلتم "الخاص عين والرسمي عين" وقد أثبتّم ذلك يا معالي الوزير فعلاً، لا قولاً:
كنتم العين الساهرة على التربية،
والقلب النابض بالرؤى والأحلام،
واليد الممدودة للتعاون والحوار،
والأذن الصاغية للهموم والمشاكل،
والحكمة في اتخاذ الموقف المناسب.
باسم اتحاد المؤسّسات التربويّة الخاصة، أشكركم على كلّ ما قمتم به من جهود جبّارة، وما تحمّلتموه من عناء ومشقّات للحفاظ على التربية في أحلك الظروف وأشدّها تأزّمًا.
أما اليوم ونحن على مفترق طرق بين حكومة تصريف الأعمال وحكومة جديدية منتظرة، نؤكّد كإتحاد مؤسّسات تربويّة خاصة على ما جاء في خطاب القسم لفخامة رئيس الجمهورية وحرفيّته "عهدي أن نستثمر في العلم، ثمّ العلم، ثمّ العلم، وفي المدرسة الرسميّة والجامعة اللبنانيّة، وفي الحفاظ على التعليم الخاص وحريّته"، ونعتبر هذه الكلمات خارطة طريق للمرحلة القادمة خصوصًا ما يتعلّق بالحفاظ على التعليم الخاص وحرّيته.
وندعو الوزير الجديد إلى:
• الإيمان العميق بأهميّة التربية ودورها في نهضة لبنان،
• الالتزام بالحفاظ على التنوّع في الوحدة التربوية، والانفتاح على كافة مكوّنات العائلة التربوية: الإدارة، المعلّمين، والأهل،
• استكمال الخطوات الهامة التي أنجزت في ورشة تحديث المناهج،
• الجرأة في اتخاذ الخطوات الإصلاحيّة الضروريّة، فالكلّ يعلم أنّ التربية بحاجة الى ورشة إصلاح جوهريّة.
ختامًا، أتمنّى لمعاليكم كلّ التوفيق في مسيرتكم المقبلة. ستبقى بصماتكم محفورة في ذاكرة التربية وأهلها.
ثم سلم الأب نصر للوزير الحلبي الدرع التكريمية باسم اتحاد المؤسّسات التربويّة الخاصة عربون تقدير واحترام.
ورد الوزير الحلبي بكلمة قال فيها: "أشكركم من كل قلبي على هذا اللقاء العائلي فقد عملنا معا ليلا نهارا وعلى مدى ثلاث سنوات ونصف في سبيل ما أسميته إنقاذ التربية في لبنان.
نتذكر جميعا دعوات المقاطعة والإضراب والمطالبة بحقوق كانت كلها محقة، وبالتعاون معكم ومع روابط الرسمي استطعنا إيقاف التدهور، وهذا فخر لنا ولكم.
وعندما نتطلع اليوم إلى الحال التي نحن فيها نشكر الله على اننا بألف خير، إذ أن النظام التعليمي في لبنان لا يزال بألف خير، فهناك عوائق وصعوبات وثغر ومصاعب يمكن معالجتها كلها.
كانت التربية عندما دخلت إليها جزرا متباعدة ومتاريس بين مكوناتها، هي اليوم فريق عمل واحد ضمن المديريات العامة والمؤسسات التابعة للوزارة. لقد تجاوب الجميع مع عزمي بتشكيل فريق عمل واحد فنجحنا في تحقيق الإنجازات، فتحية إلى المدير العام للتربية الأستاذ عماد الأشقر ولرئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة هيام إسحق، وللمديرة العامة للتعليم المهني والتقني الدكتورة هنادي بري وللمدير العام للتعليم العالي الدكتور مازن الخطيب ولرئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران ولفريق العمل الإداري والإستشاري في مكتبي على هذا التعاون الذي بفضلهم جميعا حققنا النجاحات.
وآمل أن يأتي وزير التربية الجديد وان يكمل كل هذه المشاريع وأبرزها واعظمها وأحسنها ورشة تطوير المناهج التربوية، إذ أننا أنجزنا الإطار الوطني والأوراق المساندة واصبحنا في مرحلة كتابة مناهج المواد، وصادق دولة رئيس مجلس الوزراء على الإطار والأوراق المساندة.
وبما انني بين المدارس الخاصة فإنني أحييكم جميعا فقد كنتم متجاوبين مع إرادتي بأن نبدأ العام الدراسي حضوريا في المدارس الخاصة التي تستطيع ذلك. وصدرت دعوات لعدم التعليم وتم اتهامنا بالخيانة والفدراليات التربوية، وكان اعتباري واضحا جدا بأنه إذا كان أي ولد يمكن ان يتعلم فإن ذلك مكسب للوطن ويجب أن لا نجعل أي ولد يخسر فرصة التعليم. وبالنتيجة فإن من انتقدوا إصراري على بدء العام الدراسي في الرسمي في 4 تشرين الثاني، اعترفوا بصوابية القرار وبالشجاعة على اتخاذه والحكمة في المحافظة على العام الدراسي وهذا الأمر ما كان ليتم لولا تعاونكم جميعا".
أضاف الوزير: "أذكركم بمعلميكم، الذين يجب الا ننسى أنهم تقاعدوا وانسحبوا من الحياة العملية وأصبح المعلم يتقاضى ما يساوي عشرين دولارا في الشهر كمعاش تقاعدي.
لقد اتفقنا على البروتوكول، وكنتم أجريتم دراسة طلبتم فيها ان يكون معاشهم ثلاثين ضعفا، ثم شكلنا لجنة وتوافقنا على سبعة عشر ضعفا فكرسناها بقرار لمجلس الوزراء، فلماذا لا يزال عدد مهم من المدارس لا يدفع لتغذية صندوق التعاضد والتقاعد للمعلمين في المدارس الخاصة، إن هذا الأمر يخص كرامة الأستاذ وكرامة المؤسسات.
ومن ثم توافقنا على تسعة أضغاف ويجب أن تستعدوا لأحد عشر ضعفا لأن الرسمي يتقاضى هكذا وإنني أسعى ليقبض المعلم الرسمي ثلاثة عشر ضعفا. لذا ارجو واتوجه إليكم وانا لا ازال وزيرا للتربية (ممازحا)، أنه يجب على المدارس ان تساعدنا وتدفع لصندوق التقاعد في الخاص ليدفع تسع مرات ومن ثم 11 مرة...
كما اتمنى عليكم أن لا ترفعوا الأقساط، وقد تبين لنا ان عددا من المدارس عندما حصل على توقيع لجان الأهل على الموازنات طالب بزيادة على الأقساط، وهذا جشع من البعض فيما المطلوب أن نتساعد لأن التعليم الخاص قطاع مهم وهو الذي أوجد النخب اللبنانية وصنع تاريخ لبنان التربوي، وبالتالي لا يجوز للبعض ان يشوهوا صورة القطاع الخاص الذي يضطلع بمهمة نبيلة تتصل بمستقبل الأجيال.
ثم وجه الوزير الشكر لأفراد مكتبه ومستشاريه معتبرا أنهم كانوا أمناء على صداقتهم لي وانا أمين على صداقتهم".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.