27 كانون الثاني 2025 | 08:21

أخبار لبنان

لبنان السرديات والفوضى يحتاج إلى عقد اجتماعي جديد

لبنان السرديات والفوضى يحتاج إلى عقد اجتماعي جديد

مازن عبّود -النهار

Spence (Project Syndicate, 2024) اعتبر بانّ الناس تعتمد على وسائل الاعلام والمسؤولين والتواصل الاجتماعي لسد الفجوات المعلوماتية في غياب وسائل التحقق الشخصي. تكلم عن تداعي الثقة بعد فقاعة الإسكان (2008) في امريكا التي ضربت 50% من الأسر الأقل دخلا، البالغة ثرواتهم 0.7% من إجمالي صافي ثروات الأسر الإجمالي حينها. فبحسبه الناس تشك في مصداقية وسائل الاعلام، مما يحد التفاعل.

لبنانيا، نتكل على الاعلام والمنجمين لسد فجوات حاضر ومستقبل. المنجمون يوجهون الناس ويطبعون الحياة العامة. يونغ (1875-1961) اعتبر بانّ الاحلام تكشف رؤى حول حياتنا وتعكس ارتباطات بين عالمنا الداخلي والأحداث الخارجية. ونفرط في الادمان على المنجمين. ونتعاطى المستقبل كقدر وليس كمشروع.

عالج كينز (1936) العلاقة بين الأسواق والعوامل النفسية. ومن بعده أكيرلوف وشيلر (2009) اللذان اعتبرا بأنّ أزمة 2008 كانت نتيجة الإفراط في الثقة، والفساد، والسرديات المعيبة. لبنانيا، انهيار 2019 مثال. العواطف تسطر مساراتنا.

ويستين (2007) استند على علم الأعصاب لإظهار هيمنة العواطف على القرار في الدماغ. ريغان عرف بقدرته على إثارة الأمل والفخر. كلينتون برع في التواصل العاطفي. وبوش الابن استثمر في الخوف. ساستنا يستثمرون الخوف والميتولوجيا لتحقيق اجنداتهم. والخوف بلا سلطة يوّلد فوضى. لن نتطوّر ونتجاوز أزمتنا إذا "ما استخدمنا الوسائل نفسها التي انتجتها" وفق أينشتاين.

لا سياسة بدون هيكل اجتماعي وقوانين وسلطة مركزية (هوبز،1651) التي بغيابها نتحرك مصلحيا وللبقاء. وحب البقاء يرتبط بالخوف. كلنا يسعى للقوة والغنى والمجد الشخصي وبحثا عن اعتراف بمكانة.

لا سياسة لبنانيا، لانّ العقد الاجتماعي متداع ويقيّد السلطة وينتج الفوضى. ولا سياسة، واقتصاد بلا سلطة. ما جرى يدفعنا الى التفكير بعقد جديد ببنى مؤسسية مختلفة. مما يوجب فصل سلطتي الدين والدولة. نسيبة ترغب بزواج مدني ممنوع عليها لبنانيا ومقبول إذا ما حصل خارجيا. مما سيكبد العائلة كلفة باهظة (سفر وإقامة).

نهاية، علينا كإعلام سد الفجوات وليس زيادتها بالسرديات، وعلى الحكم والنخب اظهار جدية. كلنا مدعو لبناء عقد اجتماعي جديد ينتج سلطة، فتصلح السياسة ويستقيم الاقتصاد.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

27 كانون الثاني 2025 08:21