زار الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، مدينة بعلبك، أمس السبت، ضمن جولاته المناطقية تحضيراً لإحياء الذكرى العشرين لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، يوم الجمعة في 14 شباط الجاري، على الضريح في وسط بيروت، في حضور الرئيس سعد الحريري، تحت عنوان "بالعشرين عساحتنا راجعين".
واستهل زيارته للمدينة من دارة مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، حيث كان في استقباله مع عدد من العلماء ومشايخ المنطقة.
وأكد المفتي الرفاعي على "أهمية التناغم الدائم ما بين المؤسسة الدينية و"تيار المستقبل" بما يمثله في الشارع السني"، منوهاً "بحضور الرئيس سعد الحريري في وجدان اللبنانيين، وأهل السنة، وعدم قدرة أحد على أن يملأ ما خلفه من فراع كبير منذ قراره بتعليق العمل السياسي".
وشدد على "أهمية دور الرئيس سعد الحريري في الحياة الوطنية كصمام أمان، وخصوصاً بعد انتهاء مهلة الـ 60 يوماً، والمواقف الوطنية الحكيمة التي أصدرها خلال العدوان الإسرائيلي وبعده، لجهة التأكيد على التزام لبنان باتفاق وقف إطلاق النار، وتحميل المسؤولية عن خرق العدو الإسرائيلي له للدول الراعية، ودعمه لعودة أهالي الجنوب إلى أرضهم وقراهم بهذه الصورة المشرفة، وتشديده على حماية سيادة لبنان والحرص على تحرير أرضه".
وإذ أكد أن "قضية فلسطين تبقى القضية المركزية بالنسبة لنا"، شدد على أن "ما شهدته سوريا من سقوط نظام الأسد أعاد الاعتبار لشهادة الرئيس رفيق الحريري، والعام 2025 هو عامه، و14 شباط سيكون محطة مفصلية لعودة "تيار المستقبل" إلى حضوره الفاعل بين أهله وناسه بإذن الله".
من جهته، تحدث أحمد الحريري عن المتغيرات الحاصلة في لبنان والمنطقة، وأمل أن "تستكمل انطلاقة عهد الرئيس العماد جوزاف عون بتشكيل الحكومة سريعاً لتعمل على تنفيذ أجندة الإصلاح وإعادة الانتظام العام الى الحياة السياسية والديموقراطية في لبنان".
وتطرق إلى إحياء ذكرى الرئيس الشهيد في 14 شباط الجاري، وقال :"20 عاماً على غيابه، والفراغ الذي خلفه يزداد عاماً بعد عام، وكل لبنان يفتقد مشروعه الوطني ورؤيته للمستقبل وما كان يؤمنه للبنان من شبكة آمان بفعل علاقاته العربية والدولية، وهذا ما ظهر جلياً خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، من خلال ثقة الناس بأنه لو كان على قيد الحياة، لكان منع الحرب وحمى لبنان من ويلاتها وتداعياتها".
وأضاف:" كلنا في انتظار ما سيقوله الرئيس سعد الحريري في إحياء الذكرى، وما سيرسمه من خارطة طريق لـ"تيار المستقبل" في المرحلة المقبلة، وسنكون معه على الضريح مع كل الأوفياء، كما كنا في كل السنوات الماضية".
*لقاء منسقية بعلبك*
ثم شارك أحمد الحريري في اللقاء الذي أقامته منسقية بعلبك لأعضاء مكتب ومجلس ودوائر المنسقية وفاعلياتها، في حضور مفتي بعلبك – الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى أحمد وهبة، وحشد من المشايخ والعلماء والكوادر.
بعد ترحيب من عضو مكتب المنسقية د. عمار غرلي، وكلمة لمنسق عام بعلبك ميادة الرفاعي عن رسالة ذكرى الرئيس الشهيد في 14 شباط، ألقى المفتي الرفاعي كلمة مقتضبة أكد فيها على "أهمية المشاريع الوطنية التي تجمع ولا تفرق، كمشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الوطني والعربي، الذي اعيد له الاعتبار في ظل ما نعيشه من متغيرات، بعد سقوط نظام الأسد، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وعودة العرب الى لبنان في سياق استعادته الى الحضن العربي الذي لا نحيا من دونه".
ثم تحدث أحمد الحريري عما نعيشه من "أيام دقيقة وتاريخية، نراهن فيها على الانتقال من اللاستقرار الى الاستقرار، في ظل ما نلمسه من آمال جدية للذهاب الى بناء دولة طبيعية، وتحقيق مشروع الرئيس الشهيد الذي سعى اليه في مسيرته حتى استشهاده، واكمل به الرئيس سعد الحريري".
وإذ أكد على دعم "العهد الجديد بقيادة الرئيس العماد جوزاف عون"، تمنى تشكيل سريع لحكومة الرئيس المكلف نواف سلام، مشدداً على أن "عودة الدول العربية الى لبنان، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، تعطي الامل للبنانيين، لأن السعودية والأخوة العرب لطالما كانوا من عوامل الاستقرار والنهوض في لبنان".
وأمل أن تكون ولاية الرئيس أحمد الشرع الرئاسية "بداية لسوريا جديدة متصالحة مع شعبها وعروبتها والتنوع فيها، وكذلك مع جيرانها".
وختم بالدعوة إلى المشاركة الكثيفة في إحياء الذكرى العشرين للرئيس الشهيد لـ"الاستماع إلى كلمة الرئيس الحريري بقلب مفتوح وعقل مفتوح".
وكان رافق أحمد الحريري في زيارته لبعلبك، أعضاء هيئة الرئاسة جلال كبريت ووسام شبلي، عضو المكتب السياسي زياد ضاهر، مستشاره مختار حيدر، منسق عام الاعلام عبد السلام موسى، مدير مكتبه غسان كلش وزياد أمين وغنى حبلي.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.