"الفتوش" ملك لا بديل على المائدة الرمضانية ، تزهو بألوانه ويتلذذ بمذاقه الصائمون ، ويتصدر بمكوناته الصحية وفوائده الغذائية قائمة الأطباق.
اكتسب صحن "الفتوش"،هويته الرمضانية تاريخياً، و بات مرتبطاً بشكل وثيق بهذا الشهر، ولتحضيره لذة عند السيدات في المطبخ على مدى ثلاثين يوماً ، فهو لا يغيب ، وحضوره أولوية ، وهو أشبه بمهرجان ملوّن من الخضراوات، يختصره صحن يزين المائدة بمكوناته الطازجة المقرمشة عند تناولها ، والمقطّعة "بهندسة بيتية" و"بنكهة لذيذة ".
تقف دلال عند الخضرجي أبو محمد، وتنتقي بدقة أصناف "عريس السفرة"، وتشدد عليه بالقول:"المهم تكون طازة ومفرفحة"، لتعود وفي جعبتها "باقة" من الخس والخيار والبندورة والنعناع والبقلة والبقدونس والفجل والفيلفلة الخضراء والبصل الأخضر والزعتر الأخضر، لتبدأ مرحلة التحضير والتقطيع، على أن تكون لمسة الختام، قبل التقديم بإضافة قطع محمصة أومقلية من الخبز وعصير الليمون وزيت زيتون أو السماق أو دبس الرمان لإعطائها نكهة خاصة.
أكسب شهر رمضان "الفتّوش" شهرته وتربّع على عرش السلطات، فلا تخلو موائد الإفطار منه، فخلال فترة الصوم يحتاج الجسم إلى نظام غذائي سليم يعتمد بالدرجة الأولى على الخضراوات الغنية بالألياف والفيتامينات والأملاح المعدنية، وهذا ما توفره كل وجبة من الفتّوش(200 غ تقريباً) .
يعود أصل وفصل الفتوش إلى حكايتين، الأولى تُرجح أصل الكلمة إلى "فتّ وشوف"، أي يتمّ تفتيت الخضار والخبز إلى فرمات ، وعندما يُصبح جاهزاً تصبح مشاهدة ألوان مكوناته الزاهية أمراً يبعث على الاستلطاف لناظره، فسُمّي "فتّ وشوف"، ومع مرور الزمن صارت تُلفظ "فتّوش".
أما الثانية، فتُعيد التسمية إلى أن تحضيره كان يقتضي تقطيع الخضار بأحجام صغيرة، وعندما تُمزج تضيع هويتها، ما يدفع كل من يتذوقه، إلى أن يفتّش عن كل قطعة في حال أراد معرفة كل عنص من المكونات، فأُطلق عليه اسم "فتّوش" بمعنى التفتيش.
وكان أهل بيروت وطرابلس قديماً يسمون "الفتّوش" "زريقة"، وذلك لغلبة اللون الأزرق أي الأخضر عليه.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.