نعى مُنسق المجلس الرئاسي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم الياس كساب بطريرك الاستقلال الثاني، مار نصرالله بطرس صفير، مؤكدا أن ما قاله سيبقى يتردد في الاجيال ضياء.
وجاء في بيان النعي،
على خطى البطاركة التاريخيين أسلافه حمل البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، بطريرك الاستقلال الثاني، قضية لبنان وشعبه ومشى.
لم تتعبه وعورة الطريق، فقد تعوّد مع سيّدِه على درب "الجلجلة"، ولأنه آمن أنْ بعد العذاب قيامة!
باركَ لاعنيه، لأنّهم "لا يدرون ماذا يفعلون"!
وحين حجَّ الجميع إلى "قصرِ المهاجرين"، حجَّ هو إلى تاريخِ شعبِه، يستلهم من أبطالهِ وقديسيه صموداً مشرقاً في شرقنا العزيز.
في الزمن الأسود، وفي وجومِ الفراغ المميت على مستوى السلطة، وفي خِضٓمِّ حرب الطوائف، ومن فحيح الموت الذي تفشى، حتى بين الإخوة، انتفض ليعطي للبنان البطريرك الحويّك جرعةٓ أمل بِغدٍ أفضل، مبنيٍّ على احترام اللبنانيين، كل اللبنانيين، لبعضهم البعض، في جمهوريّةٍ مبنيّةٍ على الحرية، والسيادة، والعدالة والمساواة.
تخطى حواجز الخوف التي زرعها الآخرون بين أبناء لبنان، فعبرَ إلى بيروتَ الكبرى، وأكمل كي يصيرَ عمادَ المصالحة في الجبل، فأسقط "الوصايةَ" بمدّ اليد، لا بشهر السلاح.
فرض على أهل بيته، قبل الآخرين، ضرورةَ قيامةِ عقدٍ تاريخيٍّ جديد بين أبناء الوطن، حفاظاً على "لبنان الرسالة"، فأحيا دور لبنان الفريد، فبارك هذا الدور-الرسالة قداسةُ الحبر الأعظم بابا روما، القديس يوحنا بولس الثاني.
لقد توسّمَ الاغترابُ اللبنانيُّ فيهِ الأمل المتجدِّد، وكان لنا معه، كجامعة لبنانية ثقافية في العالم، لقاءات دائمة، وساهمنا مع الأحرار في الاغتراب، كي نفتح أبواب العالم الرسميّ له، وقلوب الجاليات التي كانت تستقبله مُهللةً لخطابه الوطنيّ الجامع، والثابت، والصامد بوجه الظلم.
إننا، إذ ننعي البطريرك صفير للبنانيين عامةً، وللمغتربين منهم خاصّةً، نقف بخشوع أمامَ الرجل الكبير، الذي "قالَ ما قالهُ" ومشى، وسيبقى ما قاله يتردد في الأجيال ضِياءً، وفي التاريخِ حُبوراً، وفي معبدِ لبنانَ بخوراً مقدساً.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.