ينحاز كبار السن الى معتقدات الطقس الشعبية أكثر من مراصد الأقمار الصناعية على اعتبار أنهم اختبروا تحولاته ومواسمه وتقلباته بالعين المجردة، من "شباط اللباط" إلى المستقرضات وال"7 تلجات كبار" ، معولين على الاتفاق الودي بين الشهرين "الجارين".
ولأن مراسم المستقرضات السبعة في الحكايات القديمة تبدأ برياح دافئة، مثل تلك التي هبت على لبنان في اليومين الأخيرين، تنفس العجائز الصعداء في دقة مرصدهم "الشعبي" الذي يؤكد اصطدام تلك الرياح مع الرياح الباردة والقطبية، بما يمهد للدخول في المطر الشديد والبرد القارس والعواصف التي تكاد تقتلع المنازل وتطير المواشي كما في المروية التي تتناقلها الاجيال عن عجوز خرجت ترعى الأغنام صباح 25 شباط ، فقالت لأعرابها: "راح شباط وضربناه عاقفاه بالمخباط". أحس شباط بالإهانة فاستنجد بأخيه آذار سائلا: "يا أخي يا أذار ثلاثةٌ مني وأربعةٌ منّك نرد العرب (الأعراب) إلى مشاتيها" فظلت الدنيا ترعد وتمطر وسالت الوديان التي جرفت العجوز وفراشها وأغنامها واضطرت للعودة إلى المشتى وحرقت المخباط كي تتدفأ عليه..".
وفي حين تتماشى عديات الموارنة في التقويم الغربي مع المستقرضات من حيث الأيام السبعة (3 من شباط و4 من آذار)، فإنّ "مستقرضات الروم" التي تتبع التقويم الشرقي تتأخر 13 يوماً عن التقويم الغربي المعتمد، أما في الارصاد الجوية للأيام المقبلة، فإنها تتلاقى وفق ما تبينه الأقمار الصناعية مع "تقويم" الاجداد لجهة دخول لبنان في قلب العاصفة حيث يتوقع أن تنهمر الثلوج يوم غد الخميس على ارتفاع 900 متر، مع وصول الجبهة القطبية مصحوبة بصواعق وعواصف رعدية واشتداد نسبة الهطولات على أن يستمر حتى صباح الجمعة.
وما بين مرصد الاجداد والمراصد الجوية ثمة ثابتة في آذار الغدار تتمثل بكون الأخير يشكل المخزون الحقيقي للأرض من المياه، ويكون تالياً خميرة لموسم الربيع والصيف، وعليه فإن آذار رفيق المزارع والرعاة الذين يرددون: “بآذار ضهر بقراتك على الدار".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.