يحيي اللاجئون الفلسطينيون الأربعاء 15 أيار الذكرى الحادية والسبعين لنكبة فلسطين التي يعتبرها الشعب الفلسطيني تاريخاً مشؤوماً لأكبر عملية افراغ أرض من شعبها شهدها التاريخ الحديث ، بدأت مع "وعد بلفور" قبلها بنحو ثلاثة عقود وكانت نتيجتها تهجير الفلسطينيين من مدنهم وبلداتهم وقراهم .
لكن على الرغم من مرور اكثر من سبعة عقود على النكبة، لا تزال القضية الفلسطينية تنبض في أجيال متلاحقة من اللاجئين الفلسطينيين، بعدما حملها الأجداد لدى خروجهم قسرا من وطنهم السليب مع ما تمكنوا من الاحتفاظ به من اوراق تثبيت حقهم في ارضهم ومن مفاتيح بيوت ظنوا أنهم سرعان ما يعودون اليها، لكن اللجوء الذي طال لسنوات ثم لعقود، توارث امانة القضية خلاله ولا يزال أجيال متلاحقة احتفظت بالهوية والتراث واللهجات والعادات الفلسطينية وحتى تسميات البلدات والقرى التي هجروا منها واطلقوها على احياء ومناطق في مخيمات لجوئهم اينما حلوا ومنها لبنان تأكيدا منهم على التمسك بحقهم في العودة الى ارض الاباء والأجداد ولو بعد حين.
في مخيم عين الحلوة لإحياء ذكرى النكبة طابع خاص، كونه أول الأماكن التي استقر فيها اللاجئون الفلسطينيون مباشرة بعد تهجيرهم، وتحول لاحقا الى اكبر تجمع للاجئين في لبنان، ولأنه يعيش في هذا المخيم عدة اجيال تختصر مسيرة شعب وقضية منذ العام 1948، بدءا بمن تبقى من الجيل الأول للنكبة، أو من خرجوا مع اهلهم صغاراً وكبروا بعيدا عن وطنهم ووصولا الى أجيال ما بعد النكبة وحتى الأجيال الجديدة الذين يتفتح ووعيهم باكراعلى قضايا وطنهم وشعبهم ويتفاعلون مع اهلهم واخوتهم الصامدين والمقاومين في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويعتبرون ان ذكرى النكبة ما هي الا محطة نضالية على طريق التحرير والعودة .
بعض من تبقى من الرعيل الأول من اللاجئين في مخيم عين الحلوة لا يزال يحتفظ ببندقية سلمها اياه والده عند خروجه من فلسطين، او تسلمها أمانة متوارثة أبا عن جد، كما هي حال الحاج علي حسن عيسى "مواليد 1927" من حيفا، وهو من الفدائيين الأوائل الذي – رغم كبر سنه - لا تزال ذاكرته تنتعش كلما ذكرت فلسطين امامه فيستعيد ذكرياته فيها صبيا وشابا ومناضلا ومشاركا في عمليات فدائية ضد الاحتلال الاسرائيلي، وكيف كان ما زملاء لهم جندوا من قبل الانتداب البريطاني في فلسطين يهربون ببنادقهم من الخدمة ليواجهوا الصهاينة الذين جاءوا لإغتصاب ارضهم .
ويردد عيسى بكثير من الحسرة والحنين لفلسطين ابياتا شعرية تختصر ما يشعر به ابناء جيله من اللاجئين فيقول "وقد طال البعاد وما اجتمعنا وصرت على بعادكم أسِفا حزينا/ وقد غدرت ليالي الدهر فينا وصرنا في البلاد مشتتينا ".
اما حسين عبد الرحيم "ابو علي" من قضاء عكا بالجليل الأعلى والمولود في سوريا عام 1950، فيقول "في العام 1965 كنت مع الفدائيين وتدربنا مع القوميين العرب ونذفنا عمليات ضد اليهود وشاكرت في معركة الكرامة سنة 1968 ... وهذه البندقية التي سلمنا اياها اهلنا الذين خرجوا من فلسطين وكنا الجيل الأول من الفدائيين ونحن بدورنا سلمنا هذا الامانة لأولادنا وقدمنا شهداء ومازلنا للآن محتفظين بهذه البندقية ولم ولن نتخلى عنها حتى تحرير آخر ذرة تراب من ارض فلسطين والعودة اليها .
وعلى مقربة منهما تتشح الطفلة رهف صباح (6 سنوات من حيفا) بالكوفية الفلسطينية وقد رسمت على جبينها علم فلسطين، وهي تشارك مع اترابها في انشطة احياء ذكرى النكبة، فتمتفي برفع شارة النصر وعبارة "راجعين ان شاء الله قريبا".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.