كتبت صحيفة "اللواء": غالبية الشعب اللبناني يعتبر أن موطنه لم يعد ملاذاً آمنا لجيل جديد، ويجزم أن الهجرة هي الحل الأمثل لعيش كريم للشباب وحسن ختام للكُهل.
لا نحتاج لكثير من البحث والتمحيص لمعرفة حجم تذمر اللبنانيين لغياب جملة من الحقوق الأساسية، أبسطها متوفر لو كانوا من حملة جنسيات غربية.
ويكفي أن تستقل سيارة أجرة "سرفيس" بالمفهوم اللبناني لتستمع إلى "لبناني متذمر" في حديث "ممتع" يتبادله مع السائق، يسرد خلاله بكل ما أنعم به عليه هذا البلد وسياسيوه من مصائب، طاعنا في مقومات الهوية اللبنانية!..
ويربط أبناء الأرز "لبنانيتهم" بأعباء مصاريف الحياة، وتراجع سوق العمل، وتدني الرواتب، والمزاحمة الأجنبية لهم في رزقهم، ومعضلة نظام التقاعد، وغياب ضمان للشيخوخة، وقضايا الإيجارات القديمة العالقة والجديدة المرتفعة، ويتحدثون عن فاتورتين لكل من الكهرباء والماء، ناهيك عن معاناتهم مع فواتير الطبابة في ظل ضمانات صحية مهترئة.
وترى اللبناني يحتج أيضا على اهتراء البنى التحتية رغم فرض رسوم بلدية، وزحمة السير مع طريقة تنظيمه، وسلوك السائقين على الطرقات، وارتفاع أسعار البنزين، ومن كل ما قلّت جودته أو زاد سعره، وصولا إلى حجم الضرائب المفروضة عليه من الدولة.
وبالطبع لا تسلم الطبقة الحاكمة من انتقاد المواطن اللبناني، الذي يحمّل الزعماء والسياسيّين مسؤولية ما وصلت إليه الحال في البلاد، ولا يستثني اللبناني "الثائر" حينها أي من ساسة لبنان، ويبدأ بتوجيه سيل من الاتهامات إليهم، بداية من تقاسم حصص "الجبنة" على حساب مصلحة الشعب، وصولا إلى السرقة والتبعية.
ووسط كل هذه الانتقادات، إذا سألت اللبناني "الغاضب" إن كان توجه إلى أحد مراكز الاقتراع لانتخاب أحد الساسة، سيفاجئك بثوان من الصمت، ثم يجيبك بنعم.. كنت مضطراً!!
فضمن سلسلة التناقضات، يرى أبناء لبنان أن طاقاتهم استُنزفت ومواردهم سُلبت وأحلامهم هُدمت، ورغم انتقادهم للمسببين بذلك، ستجدهم آلاف مؤلفة تصطف لانتخابهم من جديد.
ولدى سؤالك لأي ناخب لبناني عن السبب الذي دفع به لإعادة انتخاب من أسهم في تفاقم أزماته لأعوام طويلة، بالرغم من أنه كان يملك فرصة للتغيير، سيعترف لك بأن سرطاناً طائفياً حرّكه آنذاك، أو أنه حصل على 100$ مقابل صوته!
مشكلة لبنان لم تكن يوماً في "الهوية" اللبنانية، فالأزمات التي تعصف بالبلاد مصدرها عقول ضعيفة تقبل بالفساد وتساق بالمال، ونفوس زرعت فيها بذرة الطائفية وتجذرت بأعماقها بجهود الزعماء ومباركة المجتمع بفئاته.
يا شعب لبنان العظيم.... كيفما تكونون يولى عليكم.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.