علي الحسيني

27 شباط 2019 | 00:00

خاص

"حزب الله" يُدين "جناحه السياسي" 

المصدر: (خاص "مستقبل ويب")

حتى الساعة ما زالت تداعيات قرار وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد استعداد بلاده "حظر الجناح السياسي لحزب الله باعتباره منظمة إرهابية"، تتفاعل بشكل لافت خصوصاً وأن الاعلان سيُترجم أيضاً في حال تطبيقه، على قاعدة "الحزب" وجمهوره الذي سيُطبّق عليه قرار "منع أي تحرّك في الشوارع البريطانية و حتى حمل علم الحزب ". 



في وقت رفض فيه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون القرار هذا باعتبار ان "بلاده تُفرّق بين جناحي الحزب العسكري والسياسي"، أطل شيخ "الحزب" صادق النابلسي بتأكيد أنه "لا يوجد داخل تركيبة حزب الله شيئ اسمه جناح عسكري وجناح سياسي"، معتبراً أن "الحزب جسم واحد هو حزب السياسية وحزب المقاومة". ليبدو الأمر وكأنه مزايدة أو تحد واضح لماكرون الذي شدد على ان "باريس تعتبر الجناح العسكري لـ "حزب الله" تنظيما إرهابياً، لكنها تتحاور مع الجناح السياسي الممثل في البرلمان".



"حزب الله" الذي يتأرجح على حبال إتهامات الخارج له، مرة من بوابة تجارة المخدرات وتبيض الأموال، ومرّات من أبواب الإرهاب ومحاولات زعزعة الأمن والإستقرار في العديد من الدول منها أوروبية وبعضها عربي، لا بد أن يؤثر هذا القرار عليه، وبالتالي سوف يؤدي الى تضييق الخناق عليه وعلى تركيبته السياسية التي تُعتبر بعيدة نوعاً ما، عن العمل العسكري. كما وأن سعي الحزب إلى إظهار وجهه الإجتماعي والسياسي بدل العسكري من خلال الحملات التي يقودها ضد الفساد، لن تؤتي ثمارها ولن ترفع عنه تهمة الإرهاب خصوصاً في أوروبا".



اللافت أن جملة وضع "حزب الله" على لائحة الإرهاب، كانت قد تكررت عشرات المرّات خلال الفترة الوجيزة الماضية، وليس آخرها في مؤتمر وارسو الذي عُقد في الأصل بهدف وضع ايران والحلفاء على لائحة الإرهاب، ولا سيّما "الحزب" الذي اعتبرته الدول المُجتمعة في العاصمة الفنلدية، "ذراع ايران في المنطقة". من هنا، فإن كلام الشيخ النابلسي لا يُبريء ساحة "حزب الله" من اي اتهام خارجي مهما تعددت أسبابه، بل على العكس فهو يُدينه ويضع نوابه ووزرائه في مستوىً واحد حتى في عيون الفرنسيين الذين قد لا يجدون مبرراً لدفاعهم عن الجناح السياسي طالما أن بينة "حزب الله" نفسها لا تُفرق بين الجناحين وتعتبرهما في مستوىً واحد.



بهذا الكلام يكون "حزب الله" قد أدان نفسه وأوقع دولة أوروبية كبيرة في مأزق سياسي حاولت أن تنأى به وبلبنان عن أي حدث خارجي، سواء عن قصد أو بغير قصد. هذا ما تؤكده مصادر سياسية بارزة ل"مسقبل ويب". وتضيف: "ربما يتوجب على "حزب الله بعد اليوم، التشدد والمراقبة على كامل منظومته وليس على الجزء السياسي الظاهر فقط".


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

علي الحسيني

27 شباط 2019 00:00