صيدا – رأفت

18 أيار 2019 | 00:00

أخبار لبنان

حوار إسلامي – مسيحي حول "وثيقة الأخوّة"  في صيدا‎ ‎

حوار إسلامي – مسيحي حول

ليس أهم من اختيار "لجنة الأعياد تجمعنا" لوثيقة الأخوة الانسانية الموقعة بين بابا الفاتيكان ‏وشيخ الازهر الشريف موضوع ندوة حول "الاعتدال والتسامح في المسيحية والاسلام" إلا مكان ‏انعقاد هذه الندوة اي مدينة العيش الاسلامي- المسيحي الواحد (صيدا)، وتزامنها في رحاب ‏وروحية شهر رمضان المبارك، وما عبر عنه المشاركون في هذه الندوة - كل بما يمثل من ‏موقع روحي اسلامي او مسيحي او للدولة الراعية والمحتضنة لهذه المبادرة التاريخية اي ‏الامارات العربية المتحدة - من تأكيد على ما لهذه الوثيقة من  اثر واضح في ترسيخ مفهوم ‏السلام العالمي والعيش المشترك وعلى انها تصلح دليلا للأجيال القادمة تأخذهم الى ثقافة ‏الاحترام المتبادل‎. ‎



 


ن



الندوة التي نظمت ضمن فعاليات "صيدا مدينة رمضانية" في كاتدرائية القديس نيقولاوس للروم ‏الكاثوليك في صيدا،  شارك فيها كل من مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان ومطرانا ‏صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك ايلي حداد وللموارنة مارون العمار وسفير دولة الامارات ‏العربية المتحدة حمد بن سعيد الشامسي ممثلا بالملحق الدبلوماسي في السفارة حمدان الهاشمي ‏بحضور جمع من الشخصيات واستهلت بكلمة ترحيب من رئيس لجنة الاعياد تجمعنا الاب جهاد ‏فرنسيس الذي توقف عند اهمية وثيقة الاخوة منوها بالدور الهام الذي تضطلع به دولة الامارات ‏العربية في ترسيخ مفهوم السلام والعيش المشترك بين الشعوب‎..‎

حداد

وتحدث المطران حداد فتناول بداية مقدمة وثيقة الأخوة فقال: "بهذه المقدمة يواجه الاسلام ‏والمسيحية اليوم صعوبات البشرية معا . وهذا مفاده أن الأديان اليوم في خانة واحدة مقابل ‏حضارة اللادين . ولعل اسوأ ما نواجهه اليوم بعد سقوط الشيوعية هو التطرف الديني الذي يشكل ‏عتبة الحماية للهاربين الدائمين من الآخر. واعتبر انه لم يترك تشنج في العالم الا وألصق بالدين‎". ‎

اضاف "انسان اليوم لا يحتاج لأحد انه ذو نزعة استقلالية . هذه الذهنية الاكثر انتشارا في الغرب ‏تمتد جذورها الى الشر ق بينما تنتشر فيه الأصوليات الدينية الخائفة على ذاتها فتفسر كتبها ‏الدينية وكانها في موقع الهجوم للدفاع عن النفس خارجة عن اصول التفسير الحقيقي. هذه ‏الظاهرة بدأت تنتقل الى الغرب في ما يسمى الاسلاموفوبيا والكريستيانوفوبيا كلاهما تشويه ‏للمسيحية والاسلام وخاصة بعد ما رايناه في حادثة نيوزيلادندا‎ " .‎

ورأى المطران حداد أن " الوثيقة تعتبر ان العلاقة بين الشرق والغرب ضرورة قصوى ". وقال " ‏هذا صحيح وسليم ، فالشرق عرف التطرف الديني والغرب عرف التطرف العلماني وكلاهما ‏يعاني من التطرف ويحتاجان الى العقل الراجح الذي يعرف الأصول المتزنة‎ ".‎



 


م



العمار

من جهته اعتبر المطران مارون العمار ان الوثيقة هي عمل مشترك بين مرجعين اساسيين في ‏عالمنا المعاصر (شيخ الازهر الشريف احمد الطيب وقداسة البابا فرنسيس ) واننا نستلهم من ‏هذين المرجعين الكبيرين لنعمل معا ونشترك في مشاريع ومنظمات ومؤسسات محلية وعالمية ‏تعمل على نشر روح هذه الوثيقة في عالمنا المعاصر . وقال:" هي دليل للأجيال القادمة يشمل ‏كل مراحل الانسان في كل علاقاته مع اخيه الانسان وكل انواع المجتمعات الغنية والفقيرة بكل ‏الوانها وطوائفها كما يشمل علاقة الانسان مع الطبيعة والبيئة التي يعيش فيها‎ ".‎

وتابع: "هذا هو عملنا وعمل كل المسؤولين الدائم على جميع الصعد لأنه يرتبط بالحياة وليس ‏بالموت، هو حياة متطورة مع حاجات الانسان المعاصر في اي منطقة من العالم . واذا تطرقت ‏الوثيقة لهذا الدليل لأنها تعرف ما يتعرض له الانسان من مخاطر وقد عددت الوثيقة كثيرا منها . ‏ومن العلاجات لهذه المخاطر الوعي التربوي الذي يجب بثه في مجتمعاتنا بكل الوسائل وفي كل ‏العصور ليعود للانسان كرامته وتعود الأخلاق الحميدة الى صلب العلاقات الانسانية في ‏المجتمعات التي باتت بأمس الحاجة اليها‎ .‎‏"‏



 


م



سوسان

المفتي الشيخ سليم سوسان اعتبر ان وثيقة الأخوة "تفتح ابواب وافاق حوار بين المسلمين ‏والمسحيين وخصوصا بعد الأحداث الكبيرة التي سجلت مؤخرا، وان هذه الوثيقة هي مدخل ‏اساسي ومعبر حضاري يجب على الجميع العبور من خلاله لتخفيف الاحتقان ومعالجة الازمات ‏ووقف الصراعات وتسوية النزاعات حتى لا يبقى العالم بشرقه وغربه يعيش حالة الانقسام ‏والخوف والقلق‎".‎

ورأى أن "التناحر والصراع السياسي والعسكري الذي يحاول البعض او بالاحرى الدول الكبرى ‏ان تكرسه صراعا بين الشرق والغرب وتقاتلا تحت عناوين دينية مع ارتفاع وتيرة الترهيب من ‏الاسلام في دول الغرب فيما اطلق عليه "الاسلاموفوبيا" وما جرى في نيوزيلاندا وسيريلانكا من ‏احداث دموية يؤكد عمق الازمة وخطورة المرحلة واهمية المسؤولية الملقاة على عاتق كبار ‏القادة الذين يملكون حس القيادة والرغبة في تجنيب العالم ويلات الصراع الديني لحماية مشاريع ‏سياسية وطموحات اقتصادية‎". ‎

وقال: " في هذه الاجواء برز بصيص امل لتغيير الواقع والانطلاق نحو افق أرحب يجمع بين ‏المؤمنين ولا يفرق بينهم هذه الاشارة انطلقت من دولة الامارات مع انعقاد مؤتمر الاخوة ‏الانسانية الذي جمع فضيلة شيخ الازهر احمد الطيب وبابا الفاتيكان فرنسيس في مشهد يؤكد على ‏امكانية التفاهم والتعاون والعمل لخدمة الانسان ورفاهيته وحمايته من الاستغلال المادي والديني ‏وتوج هذا المؤتمر باطلاق وثيقة الاخوة الانسانية من اجل السلام العالمي والعيش المشترك‎".‎

وخلص للقول "سيبقى المسلمون والمسحييون في هذا البلد يدافعون عن وطنهم لبنان بإطار العيش ‏المشترك ووحدة الأرض والشعب والمؤسسات . هذا الشعور يجب ان يسود عند المسلمين ‏والمسيحيين في ظل دولة النظام والقانون والدستور دون تمييز او تفرقة . نحن حريصون كل ‏الحرص على هذا العيش المشترك في صيدا وامتدادا الى جزين وفي كل الوطن . باقون هنا مع ‏اهلنا واخواننا المسيحيين نبقى سويا او نرحل سويا او نستشهد دفاعا عن هذا البلد سويا‎". ‎

الهاشمي

ثم كانت كلمة ممثل السفير الشامسي حمادن الهاشمي الذي اعتبر ان لهذا اللقاء رمزيته في صيدا ‏وفي أحد أيام رمضان بما له من معنى، وان هذه الترجمة العميقة لمعاني العيش المشترك ليست ‏شكلية بل هي من صميم نسيج هذا المجتمع اللبناني المتميز والمتفرّد بنوعيته، وهذا هو النموذج ‏الذي تعمل دولة الامارات العربية المتحدة على نشره في العالم من خلال ثقافة التسامح. وقال: ‏‏"عندما قررت القيادة الرشيدة في دولة الامارات ترتيب اللقاء التاريخي بين بابا الفاتيكان البابا ‏فرنسيس، وبين شيخ الازهر الشيخ أحمد الطيب، وما نتج عنه من وثيقة الأخوة الإنسانية، شكل ‏ذلك ترجمة عملية لما تؤمن به الدولة من ضرورة الانفتاح والحوار بين بني البشر لأن السلام لا ‏يمكن أن يكون إلا عبر حوارات وتمازج ثقافات وتقارب أفكار‎". ‎

اضاف "من المسجدين في نيوزيلندا الى الكنائس في سريلانكا،  العدو واحد وهو التطرف ‏والإرهاب، وهما ليسا من الإسلام ولا من المسيحية. لذلك لا بد لنا جميعاً من إذكاء الاعتدال ‏الكفيل بردع الإرهابيين. وان الوسطية والاعتدال يكونا بالاستقامة وبطاعة الله، والبعد عن ‏معاصيه، دون الميل الى التفريط ولا تقصير ولا غلو. هذه المفاهيم ليست محصورة بدين أو ‏بطائفة أو بمذهب بل هي خطوط عريضة للممارسة اليومية في حياتنا أياً كان اعتقادنا الايماني‎"‎

وختم بالقول: "تحمل للعالم رسالة سلام ونعمل على نشرها لأننا نؤمن بها كسبيل لقطع الطريق ‏على الإرهاب، ونرى أن لبنان صورة مثالية لهذا النموذج الإنساني. لذلك نحن هنا اليوم معكم ‏مؤمنين بمفاهيمكم ونعمل معكم لما فيه خير البلدين الشقيقين‎.‎

اختم لأقول، الإمارات تحمل للعالم رسالة سلام ونعمل على نشرها لأننا نؤمن بها كسبيل لقطع ‏الطريق على الاٍرهاب ونرى ان لبنان صورة مثالية لهذا النموذج الانساني لذلك نحن هنا اليوم ‏معكم مؤمنين بمفاهيمكم ونعمل معكم لما فيه خير البلدين الشقيقين"‏‎.‎

لحام

وكانت مداخلة للبطريرك السابق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام اكد فيها على اهمية ‏الافكار التي تحملها وثيقة الاخوة الانسانية والدور الاماراتي من اجل ترسيخ مفهوم السلام ‏والعيش المشترك والمحبة ما بين الشعوب على اختلاف اديانهم ومذاهبهم وتوجهاتهم‎.‎

كما كانت مداخلات لعدد من الحاضرين‎ .‎

 


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

صيدا – رأفت

18 أيار 2019 00:00