في عين التينة هذه الأيام أجواء رمضانية وصيام "خرقه" رئيس مجلس النواب نبيه بري كلامياً فقط، في جولة أفق مع " مستقبل ويب" من الداخل إلى الإقليم ضخ فيها جرعات تفاؤل رغم قرع طبول الحرب في المنطقة من جهة، وأجواء الشارع المشحونة المواكبة لمناقشات الموازنة من جهة ثانية.
"لا حرب في المنطقة"، قالها رئيس المحلس بثقة عالية:" ثمة تباشير لمفاوضات بين واشنطن وطهران، تجنب المنطقة والعالم تداعيات خطيرة. لا يمكن للموفد العُماني ان يزور طهران بدون علم الأميركيين. أناض متفائل ومطمئن وأكرر لا حرب".
أما في المشهد الداخلي فلا يخفي الرئيس بري استياءه من بعض التحركات الميدانية التي خرجت عن مسارها الطبيعي وخصوصاً أمام السرايا الحكومية أمس، حيث هالته مشاهد " معيبة" من بينها مشهد العسكر في مواجهة العسكر:" لا يمكن أن يقوم في لبنان نظام عسكري". ويستطرد:" بيان كتلة " المستقبل" جيد". لكنه في المقابل يُعرب عن إرتياحه الشديد لإنهاء الموازنة في الحكومة اليوم " رغم أنها تأخرت كثيراً"، على أن يُعلن إنحازها غداً في السرايا الحكومية، وكرر إصراره على أنه سيسعى إلى إنجاز مناقشة الموازنة وإقرارها خلال شهر واحد.
لا يفتح رئيس المجلس الباب أمام زواره لاستدراجه إلى موقف ضد هذا الطرف أو ذاك. لا يقع في فخ رد الفعل، كما لو انه مدرك مثله مثل كثيرين وربما أكثر حجم المخاطر التي تتهدد البلد في حال فُقد التوافق القائم على وجوب الحفاظ على الإستقرار، حتى إذا سئل عن لقاء بعبدا الأخير مع رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال عون وسعد الحريري يسارع الى الرد " كان ممتازاً".
وعن لقائه الأخير مع وزير الخارجية جبران باسيل يجيب": أيضاً كان ممتازاً رغم أنني كنت من دعاة الإسراع في مناقشة الموازنة في الحكومة". ولأن حرصه على ترميم العلاقات بين "حزب الله" والنائب السابق وليد جنبلاط لا يقل قدراً عن حرصه على إستقرار العلاقات الرئاسية، لا بنسى رئيس المجلس التأكيد على ان الجليد "كُسر" بين الجانبين" وأنهما شاركا في مناسبة واحدةفي الجبل مؤخراً.. لكن الأمر يحتاج الى جهد إضافي".
يبقى الأهم بالنسبة إلى نبيه بري، وسط المحيط الملتهب والمشحون "الحفاظ على البلد"، وممره الإلزامي في الوقت الحاضر "الموازنة". لا شيئ يعلو فوق صوت الموازنة بالنسبة الى رئيس المجلس لأنها مفتاح الانفراج الإقتصادي:" هذه موازنة إفتح يا سمسم. عندما تٌقر سينطلق " سيدر" ويشهد البلد إنفراجاً إقتصاديا ملحوظا. هذا هو الأهم الآن لأن البديل الإنهيار. أنا متفائل".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.